بازگشت

شهادة سويد بن عمرو


54 - قال الطبري: قال أبومخنف: حدثني عبدالله بن عاصم، عن الضحاك ابن عبدالله المشرقي، قال: لما رأيت أصحاب الحسين قد أصيبوا، و قد خلص اليه و الي أهل بيته، و لم يبق معه غير سويد بن عمرو بن أبي المطاع الخثعمي و بشير بن عمرو الحضرمي، قلت له: يابن رسول الله، قد علمت ما كان بيني و بينك، قلت لك: أقاتل عنك ما رأيت مقاتلا، فاذا لم أر مقاتلا فأنا في حل من الانصراف، فقلت لي: نعم قال: فقال: صدقت، و كيف لك بالنجاء! ان قدرت علي ذلك فأنت في حل.

قال فأقبلت الي فرسي و قد كنت حيث رأيت خيل أصحابنا تعقر، أقبلت بها حتي أدخلتها فسطاطا لأصحابنا بين البيوت، و أقبلت أقاتل معهم راجلا، فقتلت يؤمئذ بين يدي رجلين، و قطعت يد آخر، و قال لي الحسين يومئذ مرارا، لا تشلل لا يقطع الله، يدك، جزاك الله خيرا عن أهل بيت نبيك صلي الله عليه و آله، فلما أذن لي استخرجت الفرس من الفسطاط، ثم استويت علي متنها، ثم ضربتها حتي اذا قامت علي السنابك رميت بها عرض القوم.

فأفرجوا لي، واتبعني منهم خمسة عشر رجلا حتي انتهيت الي شفية، قرية قريبة من شاطي ء الفرات، فلما لحقوني عطفت عليهم، فعرفني كثير بن عبدالله الشعبي و أيوب بن مشرح الخيواني و قيس بن عبدالله الصائدي، فقالوا: هذا الضجاك بن عبدالله المشرقي، هذا ابن عمنا، ننشدكم الله لما كففتم عنه! فقال ثلاثة نفر من بني تميم كانوا معهم: بلي والله لنجيبن اخواننا و أهل دعوتنا الي ما أحبوا من الكف عن صاحبهم، قال: فلما تابع التميميون أصحابي كف الآخرون، قال: فنجاني


الله [1] .

55 - قال المقرم: لما أثخن بالجراح سويد بن عمرو بن أبي المطاع سقط لوجهه و ظن أنه قتل، فلما قتل الحسين و سمعهم يقولون قتل الحسين، أخرج سكينة كانت معه فقاتل بها و تعطفوا عليه، فقتلوه و كان آخر من قتل من الأصحاب بعد الحسين عليه السلام [2] .


پاورقي

[1] تاريخ الطبري: 444:5.

[2] مقتل الحسين: 292.