بازگشت

شهادة برير بن الخضير


39 - قال الفتال: ثم برز من بعده برير بن الخضير الهمداني، و كان أقرأ أهل زمانه، و هو يقول:



أنا برير و أبي خضير

لا خير فيمن ليس فيه خير



فقتل منهم ثلثين رجلا ثم قتل رضوان الله عليه [1] .

40 - قال ابن شهرآشوب: فقال الحسين عليه السلام لبرير: احتج عليهم، فتقدم اليهم و وعظهم فضحكوا منه و رشقوه [2] .

41 - قال ابن طاووس: قال الراوي: و خرج برير بن خضير و كان زاهدا عابدا فخرج اليه يزيد بن المغفل، فاتفقا علي المباهلة الي الله تعالي في أن يقتل المحق منها المبطل و تلاقيا فقتله برير و لم يزل يقاتل حتي قتل رضوان الله عليه [3] .

42 - قال الطبري: قال أبومخنف: حدثني يوسف بن يزيد عن عفيف بن زهير بن أبي الأخنس، و كان قد شهد مقتل الحسين قال: و خرج يزيد بن معقل من بني عميرة بن ربيعة و هو حليف لبني سليمة من عبدالقيس، فقال: يا برير بن خضير، كيف تري الله صنع بك! قال: صنع الله و الله بي خيرا، و صنع الله بك شرا، قال: كذبت، و قبل اليوم ما كنت كذابا، هل تذكر و أنا أماشيك في بني لوذان و أنت تقول: ان عثمان بن عفان كان علي نفسه مسرفا، و ان معاوية بن أبي سفيان ضال مضل، و ان امام الهدي و الحق علي بن أبي طالب؟


فقال له برير: أشهد أن هذا رأيي و قولي، فقال له يزيد بن معقل، فاني أشهد أنك من الضالين، فقال له برير بن خضير، هل لك فلأ باهلك، و لندع الله أن يلعن الكاذب و أن يقتل المبطل، ثم أخرج فلأ بارزك، قال: فخرجا فرفعا أيديهما الي الله يدعوانه أن يلعن الكاذب، و أن يقتل المحق المبطل، ثم برز كل واحد منهما لصاحبه، فاختلفا ضربتين، فضرب يزيد بن معقل برير بن خير ضربة خفيفة لم تضره شيئا، و ضربه برير بن خضير ضربة قدت المغفر، و بلغت الدماغ، فخر كأنما هوي من حالق، و ان سيف ابن خضير لثابت في رأسه.

فكأني أنظر اليه ينضنضه من رأسه، و حمل عليه رضي بن منقذ العبدي، فاعتنق بريرا، فاعتركا ساعة، ثم ان بريرا قعد علي صدره فقال رضي أين أهل المصارع و الدفاع؟ قال: فذهب كعب بن جابر بن عمرو الأزدي، ليحمل عليه، فقال: ان هذا برير بن خضير القاري الذي كان يقرئنا القرآن في المسجد، فحمل عليه بالرمح حتي وضعه في ظهره، فلما وجد مس الرمح برك عليه فعض بوجهه، و قطع طرف أنفه، فطعنه كعب ابن جابر حتي القاه عنه، و قد غيب السنان في ظهره.

ثم أقبل عليه يضربه بسيفه حتي قتله، قال عفيف: كأني أنظر الي العبدي الصريع قام ينفض التراب عن قبائه، و يقول: أنعمت علي يا أخا الأزد نعمة لن أنساها أبدا، قال: فقلت: أنت رأيت هذا؟ قال: نعم، رأي عيني و سمع أذني، فلما رجع كعب بن جابر، قالت له امرأته، أو أخته النوار بنت جابر، أعنت علي ابن فاطمة، و قتلت سيد القراء، لقد أتيت عظيما من الامر، و الله لا اكلمك من رأسي كلمة أبدا [4] .



پاورقي

[1] روضة الواعظين: 160.

[2] المناقب: 216:2.

[3] اللهوف: 25.

[4] تاريخ الطبري: 431:5.