بازگشت

شهادة عابث بن شبيب


34 - قال المفيد: و تقدم عابس بن شبيب الشاكري، فسلم علي الحسين عليه السلام و ودعه و قاتل حتي قتل [1] .

35 - قال المقرم: أقبل عابس بن أبي شبيب الشاكري علي شوذب مولي شاكر، و كان شوذب من الرجل المخلصين و داره مألفا للشيعة يتحدثون فيها فضل أهل البيت، فقال: يا شوذب ما في نفسك أن تصنع؟ قال: اقاتل معك حتي اقتل فجزاه خيرا و قال له: تقدم بين يدي أبي عبدالله عليه السلام حتي يحتسبك كما احتسب غيرك و حتي أحتسبك، فان هذا يوم نطلب فيه الأجر، بكل ما نقدر عليه، فسلم شوذب علي الحسين و قاتل حتي قتل.

فوقف عابس امام أبي عبدالله عليه السلام، و قال: ما أمسي علي ظهر الأرض


قريب و لا بعيد أعز علي منك و لو قدرت أن أدفع الضيم عنك بشي ء أعز علي من نفسي لفعلت، السلام عليك أشهد أني علي هداك و هدي أبيك و مشي نحو القوم مصلتا سيفه و به ضربة علي جبينه فنادي ألا رجل فاحجموا عنه لأنهم عرفوه أشجع الناس.

فصاح عمر بن سعد: ارضخوه بالحجارة فرمي بها فلما رأي ذلك ألقي درعه و مغفره و شد علي الناس و انه ليطرد أكثر من مائتين ثم تعطفوا عليه من كل جانب فقتل فتنازع ذووا عدة في رأسه، فقال ابن سعد: هذا لم يقتله واحد و فرق بينهما بذلك [2] .

36 - قال الطبري: جاء عابس بن أبي شبيب الشاكري، و معه شوذب مولي شاكر، فقال: يا شوذب، ما في نفسك أن تصنع؟ قال: ما أصنع! أقاتل معك دون ابن بنت رسول الله صلي الله عليه و آله، حتي أقتل، قال: ذلك الظن بك، فتقدم بين يدي أبي عبدالله حتي يحتسبك كما احتسب غيرك من أصحابه، و حتي أحتسبك أنا، فانه لو كان معي الساعة أحد أنا ألي به مني بك لسرني أن يتقدم بين يدي حتي أحتسبه، فان هذا يوم ينبغي لنا أن نطلب الأجر فيه بكل ما قدرنا عليه، فانه لا عمل بعد اليوم، و انما هو الحساب.

قال: فتقدم فسلم علي الحسين، ثم مضي فقاتل حتي قتل. ثم قال عابس بن أبي شبيب: يا أباعبدالله، أما والله ما أمسي علي ظهر الأرض قريب و لا بعيد أعز علي و لا أحب الي منك، و لو قدرت علي أن أنفع عنك الضيم و القتل بشي ء أعز علي من نفسي و دمي لفعلته، السلام عليك يا أباعبدالله، أشهد الله أني علي هديك و هدي أبيك، ثم مشي بالسيف مصلتا نحوهم و به ضربة علي جبينه [3] .


37 - عنه قال أبومخنف حدثني نمير بن وعلة، عن رجل من بني عبد، من همدان يقال له ربيع بن تميم شهد ذلك اليوم، قال: لما رأيته مقبلا عرفته و قد شاهدته في المغازي، و كان أشجع الناس، فقلت: أيها الناس، هذا الأسد الأسود، هذا ابن أبي شبيب، لا يخرجن اليه أحد منكم، فأخذ ينادي: ألا رجل لرجل! فقال عمر بن سعد: ارضخوه بالحجارة، قال: فرمي بالحجارة من كل جانب فلما رأي ذلك ألقي درعه و مغفره، ثم شد علي الناس، فوالله لرأيته يكرد أكثر من مأتين من الناس، ثم انهم تعطفوا عليه من كل جانب فقتل.

قال: فرأيت رأسه في أيدي رجال ذوي عدة، هذا يقول: أنا قتلته، و هذا يقول: أنا قتلته، فأتوا عمر بن سعد فقال: لا تختصموا، هذا لم يقتله انسان واحد، ففرق بينهم بهذا القول [4] .


پاورقي

[1] الارشاد: 222.

[2] مقتل الحسين: 287.

[3] تاريخ الطبري: 443:5.

[4] تاريخ الطبري: 444:5.