بازگشت

شهادة زهير بن القين


24 - قال المفيد: فحمل عليهم زهير بن القين في عشرة رجال من أصحاب الحسين عليه السلام، فكشفوهم عن البيوت و عطف عليهم شمر بن ذي الجوشن، فقتل من القوم و رد الباقين الي مواضعهم، و كان القتل يبين في أصحاب الحسين عليه السلام لقلة عددهم و لا يتبين في أصحاب عمر بن سعد لكثرتهم، و اشتد القتال، و التحم و كثر القتل و الجراح في أصحاب أبي عبدالله الحسين عليه السلام، الي أن زالت الشمس، فصلي الحسين عليه السلام بأصحابه صلوة الخوف [1] .

25 - قال الفتال: ثم خرج زهير بن القين البجلي، و هو يقول مخاطبا للحسين عليه السلام.




اليوم نلقا جدك النبيا

و حسنا و المرتضي عليا



فقتل منهم تسعة عشر رجلا ثم صرع و هو يقول:



أنا زهير و أنا ابن القين

أذبكم بالسيف عن حسين [2] .



26 - قال ابن طاووس: حضرت صلاة الظهر، فأمر الحسين عليه السلام زهير بن القين و سعيد بن عبدالله الحنفي، أن يتقدما أمامه بنصف من تخلف معه، ثم صلي بهم صلاة الخوف، فوصل الحسين عليه السلام سهم، فتقدم سعيد بن عبدالله الحنفي، و وقف يقيه بنفسه ما زال و لا تخطي، حتي سقط الي الارض، و هو يقول: اللهم العنهم لعن عاد و ثمود، اللهم ابلغ نبيك عني السلام، و أبلغه ما لقيت من ألم الجراح، فاني أردت ثوابك في نصر ذرية نبيك ثم قضي نحبه رضوان الله عليه فوجد به ثلاثة عشر سهما سوي ما به من ضرب السيوف و طعن الرماح [3] .

27 - قال اليعقوبي: خرج زهير بن القين علي فرس له فنادي: يا أهل الكوفة نذار لكم من عذاب الله نذار، عباد الله ولد فاطمة أحق بالود و النصر من ولد سمية، فان لم تنصروهم، فلا تقاتلوهم، أيها الناس انه ما أصبح علي ظهر الأرض ابن بنت نبي الا الحسين فلا يعين أحد علي قتله و لو بكلمة الا نغصه الله الدنيا و عذبه أشد عذاب الآخرة ثم تقدوا رجلا رجلا حتي بقي وحده ما معه أحد من أهله و لا ولده و لا أقاربه [4] .

28 - قال المقرم: و خرج بعده زهير بن القين فوضع يده علي منكب الحسين و قال مستأذنا:



أقدم هديت هاديا مهديا

فاليوم ألقي جدك النبيا






و حسنا و المرتضي عليا

و ذا الجناحين الفتي الكميا



و أسد الله الشهيد الحيا

فقال الحسين: و أنا ألقا هما علي أثرك و في حملاته يقول:



أنا زهير و أنا ابن القين

أذودكم بالسيف عن حسين



فقتل مائه و عشرين، ثم عطف عليه كثير بن عبدالله الشعبي، و المهاجر بن أوس، فقتلاه، فوقف الحسين و قال: لا يبعدنك الله يا زهير، و لعن قاتليك لعن الذين مسخوا قردة و خنازير [5] .

29 - قال الطبري: و قاتل زهير بن القين قتالا شديدا، و أخذ يقول:



أنا زهير و أنا ابن القين

أذودهم بالسيف عن حسين



قال و أخذ يضرب علي منكب حسين و يقول:



أقدم هديت هاديا مهديا

فاليوم ألقي جدك النبيا



و حسنا و المرتضي عليا

و ذا الجناحين الفتي الكميا



و أسد الله الشهيد الحيا

قال: فشد عليه كثير بن عبدالله الشعبي و مهاجر بن أوس فقتلاه [6] .




پاورقي

[1] الارشاد: 222.

[2] روضة الواعظين: 160.

[3] اللهوف: 48.

[4] تاريخ اليعقوبي: 213:2.

[5] مقتل الحسين: 281.

[6] تاريخ الطبري: 441:5.