بازگشت

شهادة مسلم بن عوسجة


16 - قال المفيد: فصاح عمرو بن الحجاج بالناس يا حمقاء أتدرون من تقاتلون، تقاتلون فرسان أهل المصر و تقاتلون قوما مستميتين لم يبرز اليهم منكم أحد فانهم قليل و قل ما يبقون، والله لو لم ترموهم الا بالحجارة لقتلتموهم، فقال له عمر بن سعد، صدقت، الراي ما رأيت، فارسل الي الناس من يعزم عليهم أن لا يبارز رجل منكم رجلا منهم ثم حمل عمرو بن الحجاج و أصحابه علي الحسين عليه السلام من نحو الفرات فاضطربوا ساعة.

فصرع مسلم بن عوسجة الأسدي رحمة الله عليه، و انصرف عمرو و أصحابه و انقطعت الغبرة، فوجدوا مسلما صريعا فمشي اليه الحسين عليه السلام فاذا به رمق، فقال رحمك الله يا مسلم «منهم من قضي نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا» و دني منه حبيب بن مظاهر فقال عز علي مصرعك يا مسلم ابشر بالجنة، فقال له مسلم قولا ضعيفا بشرك الله بخير.

فقال له حبيب لو لا اني في أثر في ساعتي هذه لأحببت ان توصيني بكل ما أهمك ثم تراجع القوم الي الحسين عليه السلام. [1] .

17 - قال الطبرسي: ثم حمل عمرو بن الحجاج بأصحابه علي أصحاب الحسين من نحو الفرات، و اضطروا ساعته فصرع مسلم بن عوسجة الأسدي - رحمه الله - و انصرف عمرو بن الحجاج و أصحابه و انقطعت الغبرة فوجدوا مسلما صريعا فسعي اليه الحسين عليه السلام فاذا به رمق، فقال له: رحمك الله يا مسلم «منهم من قضي


نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا» [2] .

18 - قال ابن شهرآشوب:

ثم برز مسلم بن عوسجة مرتجزا:



ان تسألوا عني فاني ذولبد

من فرع قوم في ذري بني أسد



فمن بغانا حايد عن الرشد

و كافر بدين جبار صمد



فقاتل حتي قتله مسلم الضباني و عبدالرحمن البجلي [3] .

19 - قال ابن طاووس: ثم خرج مسلم بن عوسجة فبالغ في قتال الاعداء، و صبر علي أهوال البلاء، حتي سقط الي الأرض و به رمق فمشي اليه الحسين عليه السلام، و معه حبيب بن مظاهر، فقال له الحسين عليه السلام: رحمك الله يا مسلم «منهم من قضي نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا» و دنا منه حبيب و قال عز علي مصرعك يا مسلم أبشر بالجنة فقال له مسلم قولا ضعيفا بشرك الله.

ثم قال له حبيب لو لا أنني أعلم اني في الاثر لأحببت أن توصي الي بكل ما أهمك فقال له مسلم فاني اوصيك بهذا و أشار الي الحسين عليه السلام، فقاتل دونه حتي تموت، فقال له حبيب لأنعمنك عينا ثم مات رضوان الله عليه [4] .

20 - قال الطبري: قال أبومخنف: حدثني الحسين بن عقبة المرادي، قال الزبيدي: انه سمع عمرو بن الحجاج حين دنا من أصحاب الحسين، يقول: يا أهل الكوفة، الزموا طاعتكم و جماعتكم، و لا ترتابوا في قتل من مرق من الدين، و خالف الامام، فقال له الحسين: يا عمرو بن الحجاج، أعلي تحرض الناس؟ أنحن مرقنا و أنتم ثبتم عليه؟ أما و الله لتعلمن لو قد قبضت أرواحكم، و متم علي


أعمالكم، أينا مرق من الدين، و من هو أولي بصلي النار! قال: ثم ان عمرو بن الحجاج حمل علي الحسين في ميمنة عمر بن سعد من نحو الفرات، فاضطربوا ساعة، فصرع مسلم بن عوسجة الأسدي أول أصحاب الحسين.

ثم انصرف عمر بن الحجاج و أصحابه، و ارتفعت الغبرة، فاذاهم به صريع، فمشي اليه الحسين فاذا به رمق، فقال: رحمك ربك يا مسلم بن عوسجة، «فمنهم من قضي نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا» و دنا منه حبيب بن مظاهر، فقال: عز علي مصرعك يا مسلم، أبشر بالجنة فقال له مسلم قولا ضعيفا: بشرك الله بخير! فقال له حبيب: لو لا اني أعلم أني في أثرك لا حق بك من ساعتي هذه، لأحببت أن توصيني بكل ما أهمك حتي أحفظك في كل ذلك بما أنت أهل له في القرابة والدين، قال: بل أنا أوصيك بهذا رحمك الله - و أهوي بيده الي الحسين - أن تموت دونه، قال: أفعل و رب الكعبة.

قال: فما كان بأسرع من أن مات في أيديهم، و صاحت جارية له فقالت: يابن عوسجاه! يا سيداه! فتنادي أصحاب عمر بن الحجاج: قتلنا مسلم بن عوسجة الأسدي، فقال شبث لبعض من حوله من أصحابه: ثكلتكم أمهاتكم! انما تقتلون أنفسكم بأيديكم، و تذللون أنفسكم لغيركم، تفرحون أن يقتل مثل مسلم ابن عوسجة! أما و الذي أسلمت له لرب موقف له قد رأيته في المسلمين كريم! لقد رأيته يوم سلق آذربيجان قتل ستة من المشركين قبل أن تتام خيول المسلمين، أفيقتل منكم مثله، و تفرحون! قال: و كان الذي قتل مسلم بن عوسجة مسلم بن عبدالله الضبابي و عبدالرحمن بن أبي خشكارة البجلي [5] .



پاورقي

[1] الارشاد: 221.

[2] اعلام الوري: 241.

[3] المناقب: 218:2.

[4] اللهوف: 46.

[5] تاريخ الطبري: 435:5.