بازگشت

شهادة أصحاب الحسين


1 - قال الشيخ أبوعبدالله المفيد: فصاح عمرو بن الحجاج بالناس يا حمقاء أتدرون من تقاتلون تقاتلون فرسان أهل المصر و تقاتلون قوما مستميتين لم يبرز اليهم منكم أحد فانهم قليل و قل ما يبقون، و الله لو لم ترموهم الا بالحجارة لقتلتموهم، فقال له عمر بن سعد صدقت، الرأي ما رأيت، فأرسل الي الناس من يعزم عليهم أن لا يبارز رجل منكم رجلا منهم.

ثم حمل عمرو بن الحجاج و أصحابه علي الحسين عليه السلام، من نحو الفرات فاضطربوا ساعة فصرع مسلم بن عوسجة الأسدي رحمة الله عليه، و انصرف عمرو و أصحابه و انقطعت الغبرة فوجدوا مسلما صريعا، فمشي اليه الحسين عليه السلام، فاذا به رمق، فقال رحمك الله يا مسلم «منهم من قضي نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا» و دني منه حبيب بن مظاهر، فقال عز علي مصرعك يا مسلم، ابشر بالجنة فقال له مسلم قولا ضعيفا بشرك الله بخير، فقال له حبيب لولا أني أعلم أني في أثرك من ساعتي هذه لا حببت ان توصيني بكل ما اهمك.

ثم تراجع القوم الي الحسين عليه السلام فحمل شمر بن ذي الجوشن في الميسرة


علي أهل الميسرة فثبتوا له و طاعنوه و حمل علي الحسين عليه السلام و أصحابه من كل جانب، و قاتلهم أصحاب الحسين عليه السلام قتالا شديدا، فاخذت خيلهم تحمل، و انما هي اثنان و ثلثون فارسا، فلا تحمل علي جانب من خيل الكوفة الا كشفته. فلما رأي ذلك عروة بن قيس، و هو علي خيل أهل الكوفة، بعث الي عمر بن سعد أما تري ما يلقي خيلي هذا اليوم من هذه العدة اليسيرة، ابعث اليهم الرجال و الرماة فبعث اليهم بالرماة فعقر بالحر بن يزيد فرسه و نزل عنه فجعل يقول:



ان تعقروني فانا ابن الحر

اشجع من ذي لبد هزبر



ضربهم بسيفه فتكاثروا عليه فاشترك في قتله أيوب بن مسرح و رجل آخر من فرسان أهل الكوفة و قاتل أصحاب الحسين عليه السلام القوم أشد قتال حتي انتصف النهار، فلما رأي الحصين بن نمير و كان علي الرماة صبر أصحاب الحسين عليه السلام، تقدم الي أصحابه، و كانوا خمسمأة نابل ان يرشقوا أصحاب الحسين عليه السلام بالنبل فرشقوهم، فلم يلبثوا أن عقروا خيولهم و جرحوا الرجال و أرجلوهم، و اشتد القتال بينهم ساعة و جائهم شمر بن ذي الجوشن في أصحابه.

فحمل عليهم زهير بن القين في عشرة رجال من أصحاب الحسين عليه السلام فكشفوهم عن البيوت و عطف عليهم شمر بن ذي الجوشن فقتل من القوم و رد الباقين الي مواضعهم، و كان القتل بين في أصحاب الحسين عليه السلام لقلة عددهم، و لا تبين في أصحاب عمر بن سعد، لكثرتهم و اشتد القتال و التحم و كثر القتل و الجراح في أصحاب أبي عبدالله الحسين عليه السلام، الي أن زالت الشمس فصلي الحسين عليه السلام بأصحابه صلوة الخوف [1] .

2 - قال الطبرسي: ثم حمل عمرو بن الحجاج بأصحابه علي أصحاب الحسين


من نحو الفرات، و اضطربوا ساعة، فصرع مسلم بن عوسجة الأسدي - رحمه الله - و انصرف عمرو بن الحجاج و أصحابه و انقطعت الغبرة فوجدوا مسلما صريعا، فسعي اليه الحسين عليه السلام، فاذا به رمق فقال له: رحمك الله يا مسلم «منهم من قضي نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا». و حمل شمر بن ذي الجوشن في الميسرة علي أهل الميسرة و حمل علي الحسين عليه السلام و أصحابه من كل جانب

قاتلهم أصحاب الحسين قتالا شديدا و أخذت خيلهم تحمل و انما هي اثنان و ثلاثون فارسا، فلا تحمل علي جانب من خيل الكوفة الا كشفته فلما رأي ذلك عروة بن قيس، و هو علي خيل الكوفة بعث الي عمر بن سعد أما تري ما تلقي خيلي منذ اليوم من هذه العدة اليسيرة، فابعث عليهم الرجال من الرماة، فبعث عليهم بالرماة، فعقر بالحر بن يزيد فرسه فنزل عنه و هو يقول:



ان تعقروني فأنا ابن الحر

أشجع من ذي لبد هزير



فجعل يضربهم يسيفه و تكاثروا عليه حتي قتلوه، و قاتل الأصحاب القوم أشد قتال حتي انتصف النهار، فلما راي الحصين بن نمير و كان علي الرماة صبر أصحاب الحسين عليه السلام تقدم الي أصحابه و كانوا خمسمائة فأمر أن يرشقوا أصحاب الحسين بالنبل فرشقوهم، فلم يلبثوا أن عقروا خيولهم و جرحوا الرجال حتي أرحلوهم و اشتد القتال بينهم ساعة و جاءهم شمر بن ذي الجوشن في أصحابه.

فحمل عليهم زهير بن القين في عشرة رجال و كشفوهم عن البيوت و عطف عليه شمر فقتل من القوم و رد الباقين الي مواضعهم، و كان القتل بين في أصحاب الحسين عليه السلام، لقلة عددهم و لا يبين في أصحاب عمر بن سعد لكثرتهم، و اشتد القتال و كثر القتل في أصحاب أبي عبدالله عليه السلام الي أن زالت الشمس فصلي الحسين


بأصحابه صلاة الخوف [2] .

3 - قال عبدالرزاق المقرم: تقدم عمر بن سعد نحو عسكر الحسين و رمي يسهم و قال: اشهدوا لي عند الأمير أني أول من رمي ثم رمي الناس، فلم يبق من أصحاب الحسين أحد الا أصابه، من سهامهم، فقال عليه السلام لأصحابه: قوموا رحمكم الله الي الموت الذي لابد منه فان هذه السهام رسل القوم اليكم فحمل أصحابه حملة واحدة واقتتلوا ساعة فما انجلت الغبرة الا عن خمسين صريعا [3] .

4 - عنه خرج يسار مولي زياد و سالم مولي عبيدالله بن زياد، فطلبا البراز فوثب حبيب و برير، فلم يأذن لهما الحسين فقام عبدالله بن عمير الكلبي من «بني عليم» و كنيته أبو وهب و كان طويلا شديد الساعدين، بعيد ما بين المنكبين شريفا في قومه شجاعا مجربا فأذن له و قال: أحسبه للاقران، قتالا فقالا له من أنت؟ فانتسب لهما فقالا: لا نعرفك ليخرج الينا زهيرا و حبيب أو برير و كان يسار فريبا منه.

فقال له: يا ابن الزانية أوبك رغبة عن مبارزتي، ثم شد عليه بسيفه يضربه، بينا هو مشتغل به اذ شد عليه سالم فصاح أصحابه قد رهقك العبد فلم يعبأ به فضربه سالم فاتقاها عبدالله بيده اليسري فأطار أصابعه و مال عليه عبدالله فقتله و أقبل الي الحسين يرتجز و قد قتلهما.

أخذت زوجته ام وهب بنت عبدالله من النمر بن قاسط عمودا و أقبلت نحوه تقول له: فداك أبي و امي قاتل دون الطيبين ذرية محمد صلي الله عليه و آله و سلم فأراد أن يردها الي الخيمة فلم تطاوعه و أخذت تجاذبه ثوبه و تقول: لن أدعك دون أن أموت معك، فناداها الحسين جزيتم عن أهل بيت نبيكم خيرا ارجعي الي


الخيمة فانه ليس علي النساء قتال فرجعت [4] .

5 - عنه لما نظر من بقي من أصحاب الحسين الي كثرة من قتل منهم، أخذت الرجلان و الثلاثة و الاربعة يستأذنون الحسين في الذب عنه و الدفع عن حرمه، و كل يحمي الاخر من كيد عدوه، فخرج الجابريان و هما: سيف بن الحارث بن سريع، و مالك بن عبد بن سريع، و هما ابناعم و أخوان لام و هما يبكيان قال ما يبكيكما اني لارجو أن تكونا بعد ساعة قريري العين قالا: جعلنا الله فداك ما علي أنفسنا نبكي ولكن نبكي عليك نراك قد أحيط بك و لا نقدر أن ننفعك فجزا هما الحسين خيرا.

فقاتلا قريبا منه حتي قتلا و جاء عبدالله و عبدالرحمن ابنا عروة الغفاريان فقالا: قد حازنا الناس اليك، فجعلا يقاتلان بين يديه حتي قتلا، و خرج عمرو بن خالد الصيداوي و سعد مولاه و جابر بن الحارث السلماني و مجمع بن عبدالله العائذي و شدوا جميعا علي أهل الكوفة فلما أوغلوا فيهم عطف عليهم الناس و قطعوهم عن أصحابهم فندب اليهم الحسين أخاه العباس فاستنقذهم بسيفه و قد جرحوا بأجمعهم، و في أثناء الطريق اقترب منهم العدو فشدوا بأسيافهم مع ما بهم من الجراح و قاتلوا حتي قتلوا في مكان واحد [5] .

6 - عنه لما نظر الحسين كثرة من قتل من أصحابه قبض علي شيبته المقدسة و قال: اشتد غضب الله علي اليهود اذ جعلوا له ولدا و اشتد غضبه علي النصاري اذ جعلوه ثالث ثلاثه، و اشتد غضبه علي المجوس اذ عبدوا الشمس و القمر دونه، و اشتد غضبه علي قوم اتفقت كلمتهم علي قتل ابن بنت نبيهم أما و الله لا اجيبهم الي شي ء مما يريدون حتي ألقي الله و أنا مخضب بدمي، ثم صاح أما من مغيث يغيثنا أما


من ذاب يذب عن حرم رسول الله فبكت النساء و كثر صراخهن. و سمع و الانصاريان سعد بن الحارث و أخوه ابوالحتوف استنصار الحسين، و استغاثته و بكاء عياله و كانا مع ابن سعد فما لا بسيفهما علي أعداء الحسين و قاتلا حتي قتلا [6] .

7 - عنه، أخذ أصحاب الحسين بعد أن قل عددهم و بان النقص فيهم، يبرز الرجل بعد الرجل، فأكثروا القتل في أهل الكوفة فصاح عمرو بن الحجاج بأصحابه: أتدرون من تقاتلون؟ فرسان المصر، و أهل البصائر، و قوما مستميتين لا يبرز اليهم أحد منكم الا قتلوه علي قلتهم، و الله لو لم ترموهم الا بالحجارة لقتلموهم، فقال عمر بن سعد: صدقت، الرأي ما رأيت أرسل في الناس من يعزم عليهم أن لا يبارزهم رجل منهم و لو خرجتم اليهم و حدانا لاتوا عليكم.

ثم حمل عمرو بن الحجاج علي ميمنة الحسين، فثبتوا له وجثوا علي الركب، و أشرعوا الرماح، فلم تقدم الخيل، فلما ذهبت الخيل لترجع رشقهم أصحاب الحسين بالنبل، فصرعوا رجالا و جرحوا آخرين، و كان عمرو بن الحجاج يقول لاصحابه: قاتلوا من مرق عن الدين و فارق الجماعة، فصاح الحسين: و يحك يا حجاج أعلي تحرض الناس أنحن مرقنا من الدين و أنت تقيم عليه ستعلمون اذا فارقت أرواحنا أجسادنا من أولي بصلي النار [7] .

8 - عنه، التفت أبوثمامة الصائدي الي الشمس قد زالت فقال للحسين: نفسي لك الفداء اني أري هولاء قد اقتربوا منك، لا و الله لا تقتل حتي أقتل دونك، و أحب أن ألقي الله و قد صليت هذه الصلاة التي دنا وقتها، فرفع الحسين رأسه الي السماء و قال: ذكرت الصلاة جعلك الله من المصلين، الذاكرين نعم هذا أول وقتها


سلوهم أن يكفوا عنا حتي نصلي فقال الحصين: انها لا تقبل [8] .

9 - عنه قال حبيب بن مظاهر: زعمت أنها لا تقبل من آل الرسول و تقبل منك يا حمار فحمل عليه الحصين، فضرب حبيب وجه فرسه بالسيف فشب به و وقع عنه و استنقذه أصحابه فحملوه، و قاتلهم حبيب قتالا شديدا فقتل علي كبره اثنتين و ستين رجلا، و حمل عليه بديل بن صريم، فضربه بسيفه و طعنه آخر من تميم برمحه الي الأرض فذهب ليقوم و اذا الحصين يضربه بالسيف، علي رأسه فسقط لوجهه و نزل اليه التميمي و احتز رأسه فهد مقتله الحسين، فقال عندالله أحتسب نفسي و حماة أصحابي و استرجع كثيرا [9] .

10 - قام الحسين الي الصلاة، فقيل انه صلي بمن بقي من أصحابه صلاة الخوف، و تقدم أمامه زهير بن القين و سعيد بن عبدالله الحنفي، في نصف من أصحابه و يقال انه صلي و أصحابه فرادي بالايماء. [10] .


پاورقي

[1] الارشاد 221.

[2] اعلام الوري: 241.

[3] مقتل الحسين: 2. 67.

[4] مقتل الحسين: 269.

[5] مقتل الحسين: 269.

[6] مقتل الحسين: 270.

[7] مقتل الحسين: 271.

[8] مقتل الحسين: 276.

[9] مقتل الحسين: 277.

[10] مقتل الحسين: 279.