بازگشت

منع الماء


1- قال الصدوق: فبلغ عبيدالله بن زياد أن عمر بن سعد يسامر الحسين عليه السلام و يحدثه و يكره قتاله فوجه اليه شمر بن ذي الجوشن في أربعة آلاف فارس، و كتب الي عمر بن سعد: اذا أتاك كتابي هذا فلا تمهلن الحسين بن علي، و خذ بكظمه و حل بين الماء و بينه كما حيل بين عثمان و بين الماء يوم الدار [1] .

2- قال المفيد: وورد كتاب ابن زياد، في الأثر الي عمر بن سعد: أن حل بين الحسين و أصحابه و بين الماء، فلا يذوقو منه قطرة كما صنع بالتقي الزكي عثمان بن عفان، فبعث عمر بن سعد في الوقت عمرو بن الحجاج، في خمس مأة فارس فنزلوا علي الشريعة و حالوا بين الحسين و أصحابه و بين الماء، ان يستقوا منه قطرة، و ذلك قبل قتل الحسين عليه السلام بثلثة أيام.

نادي عبدالله بن حصين الأزدي و كان عداده في بجيلة، بأعلي صوته يا حسين ألا تنظر الي الماء كانه كبد السماء، والله لا تذوقون منه قطرة واحدة حتي تموتوا عطشا، فقال الحسين عليه السلام: اللهم اقتله عطشا و لا تغفر له ابدا، قال حميد بن مسلم: والله لعدته بعد ذلك في مرضه، فوالله الذي لا اله غيره، لقد رأيته يشرب الماء حتي يبغر، ثم يقي ء و يصيح العطش، العطش، ثم يعود فيشرب الماء حتي يبغر،


ثم يقيئه و يتلظي عطشا، فما ذال ذلك دأبه حتي لفظ نفسه لعنه الله [2] .

3- قال الفتال: ورد كتاب ابن زياد في الاثر الي عمر بن سعد أن حل بين الحسين و أصحابه و الماء، فلا يذوقوا منه قطرة، كما صنع بالتقي الزكي عثمان بن عفان فبعث عمر بن سعد في الوقت عمرو بن الحجاج في خمسمائة فارس، فنزلوا الشريعة و حالوا بين الحسين و أصحابه و بين الماء أن يستقوا منه قطرة، و ذلك قبل قتل الحسين بثلثة أيام، و نادي عبيدالله بن حصين الازدي و كان عداده في بجيلة.

فقال بأعلي صوته الا تنظروا الي الماء كأنه كبد السماء، والله لا تذوقون منه قطرة حتي تموتوا، عطشا، فقال الحسين عليه السلام: اللهم اقتله عطشا و لا تغفر له أبدا قال حميد بن مسلم: والله لعدته بعد ذلك في مرضه، فوالله الذي لا اله الا هو لقد رأيته يشرب الماء حتي يبغر، و يقي ء، و يصيح: العطش العطش، ثم يعود فيشرب الماء حتي يبغر ثم يقيئه و يتلظي عطشا فما زال ذلك دأبه حتي لفظ نفسه [3] .

4- قال ابن شهرآشوب: كتب ابن زياد الي عمر بن سعد، أما بعد فحل بين الحسين و أصحابه و بني الماء، فلا يذوقوا منه قطرة كما صنع التقي النقي عثمان أميرالمؤمنين المظلوم، قال: بعث عمر بن سعد، عمرو بن الحجاج علي خمسمأة فارس فنزلوا علي الشريعة و حالوا بينه و بين الماء ثلثة أيام الي أن قتل [4] .

5- قال الدينوري: قالوا: ورد كتاب ابن زياد الي عمر بن سعد، أن امنع الحسين و أصحابه الماء، فلا يذوقوا منه حسوة، كما فعلوا بالتقي عثمان بن عفان، فلما ورد علي عمر بن سعد ذلك، أمر عمرو بن الحجاج أن يسير في خمسمائة راكب، فينيخ علي الشريعة، و يحولوا بين الحسين و أصحابه، و بني الماء، و ذلك قبل مقتله بثلاثة


أيام، فمكث أصحاب الحسين عطاشي.

قالوا فلما اشتد بالحسين و أصحابه العطش، أمر أخاه العباس بن علي - و كانت أمه من بني عامر بن صعصعة - أن يمضي في ثلاثين فارسا وعشرين راجلا، مع كل رجل قربة حتي يأتوا الماء، فيحاربوا من حال بينهم و بينه. فمضي العباس نحو الماء و أمامهم نافع بن هلال حتي دنوا من الشريعة.

فمنعهم عمرو بن الحجاج، فجالدهما العباس علي الشريعة بمن معه حتي أزالوهم عنها، واقتحم رجالة الحسين الماء، فملأوا قربهم، و وقف العباس في أصحابه يذبون منهم حتي أوصلوا الماء الي عسكر الحسين [5] .

6- قال الطبري: قال أبومخنف: حدثني سليمان بن أبي راشد، عن حميد بن مسلم الأزدي، قال: جاء من عبيدالله بن زياد كتاب الي عمر بن سعد: أما بعد: فحل بين السحين و أصحابه و بين الماء و لا يذوقوا منه قطرة، كما صنع بالتقي الزكي المظلوم أميرالمؤمنين عثمان بن عفان، قال: فبعث عمر بن سعد عمرو بن الحجاج علي خمسمائة فارس، فنزلوا علي الشريعة، و حالوا بين حسين و أصحابه و بين الماء أن يسقوا منه قطرة، و ذلك قبل قتل الحسين بثلاث.

قال: و نازله عبدالله بن أبي حصين الأزدي و عداده في بجيلة، فقال: يا حسين، ألا تنظر الي الماء كأنه كبد السماء! والله لا تذوق منه قطرة حتي تموت عطشا، فقال حسين: اللهم اقتله عطشا و لا تغفر له أبدا، قال حميد بن مسلم والله: لعدته بعد ذلك في مرضه، فوالله الذي لا اله الا هو لقد رأيته يشرب حتي يبغر، ثم يقيي ء، ثم يعود فيشرب حتي يبغر، فما يروي، فما زال ذلك دأبه حتي لفظ عصبه. يعني نفسه.


قال: و لما اشتد علي الحسين و أصحابه العطش، دعا العباس بن علي بن أبي طالب، أخاه، فبعثه في ثلاثين فارسا و عشرين راجلا، و بعث معهم بعشرين قربة، فجاءوا حتي دنوا من الماء ليلا و استقدم أمامهم باللواء نافع بن هلال الجملي، فقال عمرو بن الحجاج الزبيدي: من الرجل؟ فجي ء فقال: ما جاء بك؟ قال جئنا نشرب من هذا الماء الذي حلأتمونا عنه، قال: فاشرب هنيئا، قال: لا والله، لا أشرب منه قطرة و حسين عطشان و من تري من أصحابه.

فطلعوا عليه، فقال: لا سبيل الي سقي هؤلاء، انما وضعنا بهذا المكان لنمنعهم الماء، فلما دنا منه أصحابه قال لرجاله: املئوا قربكم، فشد الرجالة فملئوا قربهم، و ثار اليهم عمرو بن الحجاج و أصحابه، فحمل عليهم العباس بن علي و نافع بن هلال، فكفوهم، ثم انصرفوا الي رحالهم، فقالوا: امضوا و وقفوا دونهم.

فعطف عليهم عمرو بن الحجاج و أصحابه و اطردوا قليلا، ثم ان رجلا من صداء طعن من أصحاب عمرو بن الحجاج، طعنه نافع بن هلال، فظن أنها ليست بشي ء، ثمانها انتقضت بعد ذلك فمات منها، و جاء أصحاب حسين بالقرب فأدخلوها عليه [6] .

7- عنه قال أبومخنف: حدثني أبوجناب عن هاني ء بن ثبيت الحضرمي و كان قد شهد قتل الحسين، قال: بعث الحسين عليه السلام الي عمر بن سعد، عمرو بن قرظة ابن كعب الأنصاري، أن ألقني الليل بن عسكري و عسكرك، قال: فخرج عمر بن سعد في نحو من عشرين فارسا، و أقبل حسين في مثل ذلك، فلما التقوا أمر حسين أصحابه أن يتنحوا عنه، و أمر عمر بن سعد أصحابه بمثل ذلك.

قال: فانكشفنا عنهما بحيث لا نسمع أصواتهما، و لا كلامهما، فتكلما فأطالا


حتي ذهب من الليل هزيع، ثم انصرف كل واحد منهما الي عسكره،بأصحابه، و تحدث الناس فيما بينهما، ظنا يظنونه أن حسينا قال لعمر بن سعد: أخرج معي الي يزيد بن معاوية وندع العسكرين، قال عمر: اذن تهدم داري، قال: أنا أبنيها لك، قال: اذن تؤخذ ضياعي، قال: اذن أعطيك خيرا منها من مالي بالحجاز، قال: فتكره ذلك عمر، قال: فتحدث الناس بذلك، و شاع فيهم من غير أن يكونوا سمعوا من ذلك شيئا و لا علموه [7] .

8- عنه قال أبومخنف: و أما ما حدثنا به المجاهد بن سعد و الصقعب بن زهير الأزدي، و غيرهما من المحدثين، فهو ما عليه جماعة المحدثين، قالوا: انه قال: اختاروا مني خصالا ثلاثا: اما أن أرجع الي المكان الذي أقبلت منه، و اما أن أضع يدي في يد يزيد بن معاويه فيري فيما بيني و بينه رأيه، و اما أن تسيروني الي أي ثغر من ثغور المسلمين شئتم، أكون رجلا من أهله، لي مالهم و علي ما عليهم. [8] .

9- عنه قال أبومخنف: فأما عبدالرحمن بن جندب فحدثني عن عقبة بن سمعان، قال: صحبت حسينا فخرجت معه من المدينة الي مكة، و من مكة الي العراق، و لم أفارقه حتي قتل، و ليس من مخاطبته الناس كلمة بالمدينة و لا بمكة و لا في الطريق و لا بالعراق و لا في عسكر الي يوم مقتله الا و قد سمعتها: ألا والله ما أعطاهم ما يتذاكر الناس و ما يزعمون، من أن يضع يده في يد يزيد بن معاوية، و لا أن يسيروه الي ثغر من ثغور المسلمين، و لكنه قال: دعوني فلأذهب في هذه الأرض العريضة حتي ننظر ما يصير أمر الناس. [9] .

10- عنه قال أبومخنف: حدثني المجالد بن سعيد الهمداني، و الصقعب بن


زهير، أنهما كانا التقيا مرارا ثلاثا أو أربعا، حسين و عمر بن سعد، قال: فكتب عمر ابن سعد الي عبيدالله بن زياد: أما بعد، فان الله قد أطفأ النائرة، و جمع الكلمة، و أصلح أمر الامة، هذا حسين قد أعطاني أن يرجع الي مكان الذي منه أتي، أو أن نسيره الي أي ثغر من ثغور المسلمين شئنا، فيكون رجلا من المسلمين له ما لهم، و عليه ما عليهم، أو أن يأتي يزيد أميرالمؤمنين فيضع يده في يده، [10] فيري فيما بينه و بينه رأيه و في هذا لكم رضا و للامة صلاح.

قال: فلما قرأ عبيداله الكتاب قال: هذا كتاب رجل ناصح لأميره، مشفق علي قومه، نعم قد قبلت قال: فقام اليه شمر بن ذي الجوشن، فقال: أتقبل هذا منه، و قد نزل بأرضك الي جنبك! والله لئن رحل من بلدك، و لم يضع يده في يدك، ليكونن أولي بالقوة و العزة و لتكونن أولي بالضعف و العجز، فلا تعطه هذه المنزلة، فانها من الوهن، و لكن لينزل علي حكمك و أصحابه، فان عاقبت فانت ولي العقوبة، و ان غفرت كان ذلك لك، والله لقد بلغني أن حسينا و عمر بن سعد يجلسان بين العسكرين فيتحدثان عامة الليل، فقال له ابن زياد: نعم ما رأيت! الرأي رأيك [11] .

11- أبوجعفر المشهدي باسناده عن الصادق صلوات الله عليه، قال: ثم برز من عسكر عمر بن سعد لعنه الله رجل يقال له: تميم بن الحصين فنادي: يا حسين، و يا أصحاب الحسين، أما ترون الي ماء الفرات يلوح كأنه بطون الحيات والله لاذقتم منه قطرة، حتي تذوق الموت جزعا، فقال الحسين صلوات الله عليه، هذا و أبوه من أهل النار، اللهم اقتل هذا عطشا في هذا اليوم، قال: فخنقه العطش حتي


سقط عن فرسه فوطأته الخيل بسنكابكها حتي مات لعنه الله [12] .

12- عنه باسناده، عن القاسم بن الاصبغ بن نباتة، قال: حدثني من شهد عسكر الحسين عليه السلام، ان الحسين لما غلب علي عسكره العطش ركب المسناة زيد الفرات، فقال رجل من بني أبان بن دارم: حولوا بينه و بين الماء، و رمي بسهم فأثبته في حنكه، فقال عليه السلام: اللهم اظمئه فوالله ما لبث الرجل الا يسيرا حتي صب الله عليه الظمأ.

قال القاسم بن الأصبغ: لقد رأيته و بين يديه قلال فيها الماء، و انه ليقول: ويلكم اسقوني قتلني الظمأ، فيعطي القلة أو العس الذي كان أحدهما مرويا اهل بيت، فيشربه، ثم يقول: ويلكم اسقوني قتلني الظمأ. قال: فوالله ما لبث الا يسيرا حتي انقد بطنه انقداد بطن البعير، و في رواية اخري النار توقد من خلفه، و الثلج موضوع من قدامه، و هو يقول: اسقوني [13] .


پاورقي

[1] أمالي الصدوق: 94.

[2] الارشاد: 211.

[3] روضة الواعظين: 156.

[4] المناقب: 214/2.

[5] الاخبار الطوال: 255.

[6] تاريخ طبري: 412/5.

[7] تاريخ الطبري: 513/5.

[8] تاريخ الطبري: 413/5.

[9] تاريخ الطبري: 413/5.

[10] هذا من افتراء ابن‏سعد علي الامام الحسين عليه‏السلام.

[11] تاريخ الطبري: 414/5.

[12] الثاقب في المناقب: 34.

[13] الثاقب في المناقب: 341.