بازگشت

اجتماع الجيوش حول الحسين


1- قال الصدوق: فأقبل عبيدالله بن زياد بعسكره حتي عسكر بالنخيلة، و بعث الي الحسين عليه السلام رجلا يقال له عمر بن سعد في أربعة آلاف فارس و أقبل عبدالله بن الحصين التميمي في ألف فارس، يتبعه شبث بن ربعي في ألف فارس، و محمد ابن الاشعث بن قيس الكندي، أيضا في ألف فارس، و كتب لعمر بن سعد علي الناس و أمرهم أن يسمعوا له و يطيعوه [1] .

2- قال المفيد: فلما كان من الغد، قدم عليهم عمر ابن سعد بن أبي وقاص من الكوفة، في أربعة آلاف فارس فنزل بنينوي، فبعث الي الحسين عليه السلام، عروة بن قيس الأحمسي، فقال له ائته فسله ما الذي جآء بك و ماذا تريد، و كان عروة ممن كتب الي الحسين عليه السلام، فاستحيي منه أن يأتيه، فعرض ذلك علي الرؤساء الذين كاتبوه، فكلهم أبي ذلك، و كرهه، فقام اليه كثير بن عبدالله الشعبي و كان فارسا شجاعا لا يرد وجهه شي ء.

فقال له أنا أذهب اليه، و والله لئن شئت لأفتكن به، فقال له عمر ما اريد ان تفتك به، و لكن ائته، فسله ما الذي جآء به فأقبل كثير اليه فلما رآه أبوثمامة


الصائدي، قال للحسين عليه السلام: أصلحك الله يا أباعبدالله قد جائك شر أهل الارض و أجرأهم علي دم و أفتكهم، و قام اليه، فقال له: ضع سيفك قال لا والله و لا كرامة انما أنا رسول، فان سمعتم مني بلغتكم ما أرسلت به اليكم و ان أبيتم انصرفت عنكم.

قال فاني آخذ بقائم سيفك، ثم تكلم بحاجتك، قال لا والله لا تمسه، فقال له أخبرني بما جئت به و أنا أبلغه عنك، و لا أدعك تدنو منه، فانك فاجر فاستبا و انصرف الي عمر بن سعد، فاخبره الخبر، فدعي عمر قرة بن قيس الحنظلي، فقال له ويحك يا قرة الق حسينا فسله ما جآء به و ماذا يزيد فأتذه قرة، فلما رآه السحين عليه السلام مقبلا.

قال: أتعرفون هذا فقال له حبيب بن مظاهر نعم هذا رجل من حنظلة تميم و هو ابن اختنا. و قد كنت أعرفه بحسن الرأي، و ما كنت أراه يشهد هذا المشهد فجاء حتي سلم علي الحسين عليه السلام، و أبلغه رسالة عمر بن سعد اليه، فقال له الحسين عليه السلام كتب علي اهل مصركم، هذا أن أقدم فاما اذا كرهتموني فانا أنصرف عنكم، ثم قال له حبيب بن مظاهر ويحك يا قرة أين ترجع الي القوم الظالمين انصر هذا الرجل الذي بآبائه ايدك الله بالكرامة.

فقال له قرة أرجع الي صاحبي بجواب رسالته و أري رأيي، فانصرف الي عمر بن سعد، فأخبره الخبر، فقال عمر أرجو أن يعافيني الله من حربه و قناله و كتب الي عبيدالله بن زياد.

بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فاني حيث نزلت بالحسين أما بعد فاني حيث نزلت بالحسين بن علي بعثت اليه من رسلي، فسئلته عما أقدمه، و ماذا يطلب، فقال: كتب الي أهل هذه البلاد و أتتني رسلهم، يسئلونني القدوم، ففعلت فأما اذا كرهتموني، و بدالهم غير ما أتتني به رسلهم، فانا منصرف عنهم، قال حسان بن قائد العبسي: و كنت عند عبيدالله


حين أتاه هذا الكتاب، فلما قرأه.

قال: الان اذ علقت مخالبنا به يرجوا النجاة، و لات حين مناص و كتب الي عمر بن سعد أما بعد، فقد بلغني كتابك و فهمت ما ذكرت فاعرض علي الحسين ان يبايع ليزيد، هو و جميع أصحابه، فاذا هو فعل ذلك رأينا رأينا، و السلام، فلما ورد الجواب علي عمر بن سعد قال قد خشيت أن لا يقبل ابن زياد العافية [2] .

3- قال الطبرسي: فلما كان من الغد قدم عمر بن أبي وقاص، في أربعة آلاف قارس، فنزل نينوي فبعث الي الحسين عليه السلام عروة بن قيس الاحمسي، فأنه سأله ما الذي جاء بك؟ و كان عروة ممن كتب الي الحسين عليه السلام، فاستحيي منه أن يأتيه فعرض ذلك علي الرؤساء فكلهم أبي ذلك لمكان أنهم كاتبوه،فدعا عمر بن سعد، قرة بن قيس الحنظلي، فبعثه فجاء فسلم علي الحسين عليه السلام، فبلغه رسالة ابن سعد، فقال الحسين عليه السلام: كتب الي أهل مصركم هذا أن أقدم، فأما اذا كرهوني فأنا أنصرف عنكم.

فلما سمع عمر هذه المقالة قال: أرجو أن يعافيني الله من حربه و قتاله، و كتب الي عبيدالله بن زياد: أما بعد فاني حيث نزلت بالحسين بعثت اليه رسولي فسألته عما أقدمه و ماذا يطلب، فقال: كتب الي أهل هذه البلاد، و أتنني رسلهم فسألوني القدوم، فأما اذا كرهوني فاني منصرف عنهم، فلما قرأ ابن زياد الكتاب قال: الان اذ علقت مخالبنا به يرجو النجاة و لات حين مناص.

كتب الي عمر بن سعد أما بعد فقد بلغني كتابك و فهمته فأعرض علي الحسين أن يبايع ليزيد هو و جميع أصحابه فاذا هو فعل ذلك رأينا رأينا، والسلام فلما ورد الجواب قال عمر بن سعد: قد خشيت أن لا يقبل ابن زياد العافية [3] .


4- قال الفتال: ثم نزل يوم الخميس و هو اليوم الثاني من المحرم سنة احدي و ستين، فلما كان من الغد قدم عليهم عمر بن سعد بن أبي وقاص من الكوفة في أربعة الاف فارس، فنزلت نينوي فبعث الي الحسين عليه السلام عروة بن قيس الاحمسي، فقال ائته، فاساله ما الذي جاء بك و ما الذي تريد، و كان عروة ممن كتب الي الحسين عليه السلام فاستحيا منه أن يأتيه، فعرض ذلك علي الرؤسا الذين كاتبوه و كلهم أبي ذلك، و كرهه.

فقام اليه كثير بن عبدالله الشعبي، و كان فارسا شجاعا لا يرد وجهه شي ء، فقال أنا اذهب اليه والله لئن شئت لافتكن به فقال عمر ما أريد ان تفتك به، و لكن ائته فاسأله ما الذي جاء بك، فأقبل كثير اليه، فلما رآه أبوثمامة الصائدي قال: أصلحك الله يا أباعبدالله قد جاءك شر خلق الله و أجراه علي دم و أفتكه و قام اليه و قال له ضع سيفك قال لا و لا كرامة انما أنا رسول فان سمعتم مني أبلغتكم ما أرسلت به، اليكم، فان أبيتم انصرفت عنكم.

قال فاني آخذ بقايم سيفك ثم تكلم بحاجتك، قال لا والله لا تمسه فقال له: أخبرني ما جئت به و أنا أبلغه عنك و لا أدعك تدنوا منه فانك فاجر فأبي و انصرف الي عمر بن سعد، فدعا عمر قرة بن قيس الحنظلي، فقال له ويحك يا قرة ألق حسينا فسئله ما جاء به و ماذا يريد فأتا قرة فلما رآه الحسين عليه السلام مقبلا قال أتعرفون هذا، فقال حبيب بن مظاهر، نعم هذا رجل من حنظلة تميم، و هو ابن اختنا و قد كنت أعرفه بحسن الراي و ما كنت اراه يشهد هذا المشهد.

فجاء حتي سلم علي الحسين عليه السلام و أبلغه رسالة عمر بن سعد، فقال له الحسين عليه السلام: كتب الي اهل مصركم هذا أن اقدم، و ما أما اذا كرهتموني فاني أنصرف عنكم، ثم قال له حبيب بن مظاهر: ويحك يا قرة اين ترجع الي القوم الظالمين، انصر هذا الرجل الذي بآبائه أيدك الله بالكرامة، فقال له قرة: أرجع الي صاحبنا


بجواب رسالته فأري رأيي، قال فانصرف الي عمر بن سعد فاخبره الخبر.

فقال عمر أرجوان يعافيني الله من حربه و قتاله و كتب الي عبيدالله بن زياد، لعنهم الله بسم الله الرحمن الرحيم: أما بعد فاني حيث نزلت بالحسين، و بعثت اليه برسولي فسألته عما تقدمه و ماذا يطلب، فقال: كتب الي أهل هذه البلاد، و اتتني رسلهم، يسألوني القدوم ففعلت، فاما اذا كرهوني و بدالهم غير ما أتتني به رسلهم فانا منصرف عنهم.

قال حسان بن فايد العبسي و كنت عند عبيدالله حين أتاه هذا الكتاب،فلما قرأه قال: الان اذ علقت مخالبنا به، يرجوا النجاة و لات حين مناص و كتب الي عمر بن سعد أما بعد لغني كتابكم، و فهمت ما ذكرت، فاعرض علي الحسين أن يبايع ليزيد، هو و جميع أصحابه، فاذا هو فعل رأينا رأينا والسلام، فلما ورد الجواب قال عمر بن سعد قد خشيت أن لا يقبل ابن زياد العافية [4] .

5- قال ابن شهرآشوب: فساقوا الي كربلا يوم الخميس الثاني من المحرم سنة احدي و ستين، ثم نزل و قال هذا موضع الكرب و البلاء هذا مناخ ركابنا و محط رحالنا، و سفك دمآءنا، ثم أقبل عمر بن سعد في أربعة الاف حتي نزل بالحسين عليه السلام، و بعث من غده قرة بن قيس الحنظلي يسأله ما الذي جآء به، فلما بلغ رسالته قال الحسين عليه السلام كتب الي أهل مصركم أن أقدم، فاما اذا كرهتموني، فأنا أنصرف عنكم، فلما سمع عمر جوابه، كتب الي ابن زياد بذلك فلما راي ابن زياد كتابه قال: الان اذ علقت مخالبنا به يرجو النجاة و لات حين مناص [5] .

6- قال ابن طاووس: قال الراوي: و ندب عبيدالله بن زياد أصحابه الي قتال الحسين عليه السلام، فاتبعوه و استخف قومه فأطاعوه و اشتري من عمر بن سعد


آخرته بدنياه و دعاه الي ولاية الحرب فلباه و خرج لقتال الحسين عليه السلام، في أربعة آلاف فارس و أتبعه ابن زياد بالعساكر، لعنهم الله حتي تكملت عنده الي ست ليال خلون من محرم عشرون ألف فارس فضيقوا علي الحسين عليه السلام حتي نال منه العطش و من أصحابه.

فقام عليه السلام و اتكي علي قائم سيفه و نادي بأعلي صوته، فقام: انشدكم الله هل تعرفونني؟ قالوا نعم، أنت ابن رسول الله صلي الله عليه و آله، و سبطه قال: أنشدكم الله هل تعلمون ان جدي رسول الله صلي الله عليه و آله، قالوا اللهم نعم، قال: أنشدكم الله هل تعلمون أن أبي علي بن أبي طالب عليه السلام قالوا اللهم، نعم، قال: أنشدكم الله هل تعلمون أن امي فاطمة الزهراء بنت محمد المصطفي صلي الله عليه و آله قالوا اللهم نعم.

قال أنشدكم الله هل تعلمون أن جدتي خديجة بنت خويلد أول نساء هذه الامة اسلاما قالوا: اللهم نعم قال أنشدكم الله هل تعلمون أن حمزة سيد الشهداء عم أبي قالوا: اللهم نعم، قال أنشدكم الله هل تعلمون أن جعفر الطيار في الجنة عمي قالوا: اللهم نعم، قال أنشدكم الله هل تلعمون ان هذا سيف رسول الله صلي الله عليه و آله أنا متقلده، قالوا: اللهم نعم، قال أنشدكم الله هل تعلمون ان هذه عمامة رسول الله أنا لابسها قالوا: اللهم نعم.

قال أنشدكم الله هل تعلمون ان عليا عليه السلام كان أول القوم اسلاما و أعلمهم علما، و أعظمهم حلما، و انه ولي كل مؤمن و مؤمنة قالوا اللهم نعم قال فيم تستحلون دمي و أبي صلوات الله عليه الذائد، عن الحوض يذود عنه رجالا كما يذاد البعير الصادر عن الماء و لواء الحمد في يد أبي يوم القيامة.

قالوا قد علمنا ذلك كله و نحن غيرتا ركيك حتي تذوق الموت عطشا، فلما خطب هذه الخطبة و سمع بناته و أخته زينب كلامه بكين و ندبن و لطمن، و ارتفعت أصواتهن فوجه اليهن أخاه العباس و عليا ابنه و قال لهما اسكتاهن فلعمري


ليكثرن بكائهن [6] .

7- قال أبوالفرج: و كان عبيدالله بن زياد - لعنه الله - قد ولي عمر بن سعد الري، فلما بلغه الخبر وجه اليه ان سر الي الحسين أولا فاقتله، فاذا قتلته رجعت و مضيت الي الري، فقال له: اعفني أيها الأمير، قال: قد أعفيتك من ذلك و من الري قال: اتركني أنظر في أمري، فتركه فلما كان من الغد غدا عليه فوجه معه بالجيوش لقتال الحسين [7] .

8-قال الدينوري: فلما كان اليوم الثاني من نزوله كربلاء، وافاه عمر بن سعد في أربعة آلاف فارس، و كانت قصة خروج عمر بن سعد، أن عبيدالله بن زياد، ولاه الري و ثغرد ستبي والديلم، و كتب له عهدا عليها، فعسكر للمسير اليها، فحدث أمر الحسين، فأمره ابن زياد أن يسير الي محاربة الحسين، فاذا فرغ منه سار الي ولايته، فتلكأ عمر بن سعد علي ابن زياد، و كره محاربة الحسين.

فقال له ابن زياد: فاردد علينا عهدنا قال: فأسير اذن، فسار في أصحابه اولئك الذين ندبوا معه الي الري و دستبي، حتي وافي الحسين، و انضم اليه الحر بن يزيد فيمن معه. ثم قال عمر بن سعد: لقرة بن سفيان الحنظلي، انطلق الي الحسين، فسله ما أقدمك فأتاه، فأبلغه، فقال الحسين: أبلغه عني أن أهل هذا المصر كتبوا الي يذكرون أن لا امام لهم، و يسألونني القدوم عليهم، فوثقت بهم، فغدروا بي، بعد أن بايعني منهم ثمانية عشر ألف رجل.

فلما دنوت، فعلمت غرور ما كتبوا به الي اردت الانصراف الي حيث منه أقبلت، فمنعني الحر بن يزيد، و سار حتي جعجع بي في هذا المكان، ولي بك قرابة قريبة، و رحم ماسة، فأطلقني حتي انصرف، فرجع قرة الي عمر بن سعد بجواب


الحسين بن علي، فقال عمر: الحمد لله، والله اني لأرجو أن أعفي من محاربة الحسين.

ثم كتب الي ابن زياد يخبره بذلك، فلما وصل كتابه الي ابن زياد، كتب اليه في جوابة، قد فهمت كتابك فأعرض علي الحسين البيعة ليزيد، فاذا بايع في جميع من معه، فأعلمني ذلك ليأتيك رأيي فلما انتهي كتابه الي عمر بن سعد قال: ما أحسب ابن زياد يريد العافية، فأرسل عمر بن سعد بكتاب ابن زياد الي الحسين، فقال الحسين للرسول: لا أجيب ابن زياد الي ذلك أبدا، فهل هو الا الموت فمرحبا به.

فكتب عمر بن سعد الي ابن زياد بذلك، فغضب، فخرج بجميع أصحابه الي النخيلة، ثم وجه الحصين بن نمير، و حجار بن أبجر، و شبث بن ربعي، و شمر بن ذي الجوشن، ليعاونوا عمر بن سعد علي أمره، فأما شمر فنفذ لما وجهه له؛ و أما شبث فأعتل بمرض، فقال له ابن زياد: أتتمارض؟ان كنت في طاعتنا فاخرج الي قتال عدونا.

فلما سمع شبث ذلك خرج، و وجه أيضا الحارث بن يزيد بن رويم، قالوا: و كان ابن زياد اذا وجه الرجل الي قتال الحسين في الجمع الكثير، يصلون الي كربلاء، و لم يبق منهم الا القليل، كانوا يكرهون قتال الحسين، فيرتدعون و يتخلفون.

فبعث ابن زياد سويد بن عبدالرحمن المنقري في خيل الي الكوفة، و أمره أن يطوف بها، فمن وجده قد تخلف أتاه به، فبينا هو يطوف في أحياء الكوفة اذ وجد رجلا من أهل الشام قد كان قدم الكوفة في طلب ميراث له، فأرسل به الي ابن زياد، فأمر به، فضربت عنقه، فلما رأي الناس ذلك خرجوا [8] .

9- قال المسعودي: ثم سار حتي لقي خيل عبيدالله بن زياد، عليهما عمر بن سعد ابن أبي وقاص، فعدل الي كربلا - و هو في مقدار خمسمائة فارس من أهل بيته


و أصحابه، و نحو مائه راجل - فلما كثرت العساكر علي الحسين، أيقن أنه لا محيص له، فقال: اللهم أحكم بيننا و بين قوم دعونا لينصرونا ثم هم يقتلوننا [9] .

10- قال الطبري: قدم عليهم ابن سعد الي الحسين عليه السلام، ان عبيدالله بن زياد بعثه علي أربعة آلاف من أهل الكوفة يسير بهم الي دستبي، و كانت الديلم قد خرجوا اليها و غلبوا عليها، فكتب اليه ابن زياد عهده علي الري، و أمره بالخروج.

فخرج معسكر بالناس بحمام أعين، فلما كان من أمر الحسين ما كان و أقبل الي الكوفة دعا ابن زياد عمر بن سعد، فقال: سر الي الحسين، فاذا فرغنا مما بيننا و بينه سرت الي عملك، فقال له عمر بن سعد، فقال: سر الي الحسين، فاذا فرغنا مما بيننا و بينه سرت الي عملك، فقال له عمر بن سعد: ان رأيت رحمك الله أن تعفيني فافعل، فقال له عبيدالله: نعم، علي أن ترد لنا عهدنا: قال: فلما قال له ذلك قال عمر بن سعد: أمهلني اليوم حتي أنظر.

قال: فانصرف عمر يستشير نصحاءه، فلم يكن يستشير أحدا الا نهاه، قال: و جاء حمزة ابن المغيرة بن شعبة - و هو ابن أخته - فقال: أنشدك الله يا خال أن تسير الي الحسين، فتاثم بربك، و قطع رحمك! فوالله لأن تخرج من دنياك و مالك و سلطان الارض كلها لو كان لك، خير لك من أن تلقي الله بدم الحسين! فقال له عمر ابن سعد: فاني افعل ان شاء الله [10] .

11- عنه قال هشام: حدثني عوانة بن الحكم، عن عمار بن عبدالله بن يسار الجهني، عن أبيه، قال: دخلت علي عمر بن سعد، و قد أمر بالمسير الي الحسين، فقال لي: ان الأمير أمرني بالمسير الي الحسين، فأبيت ذلك عليه، فقلت له:أصاب الله بك أرشدك الله أحل فلا تفعل و لا تسر اليه، فقال: فخرجت من عنده فأتاني آت و


قال: هذا عمر بن سعد يندب الناس الي الحسين.

قال: فأتيته فاذا هو جالس، فلما رآني أعرض بوجهه فعرفت أنه قد عزم علي المسير اليه، فخرجت من عنده، قال: فأقبل عمر ابن سعد الي ابن زياد، فقال: أصلحك الله! انك وليتني هذا العمل، و كتبت لي العهد، و سمع به الناس، فان رأيت أن تنفذ لي ذلك فافعل و ابعث الي الحسين في هذا الجيش من أشراف الكوفة من لست بأغني ولا أجزأ عنك في الحرب منه؛ فسمي له أناسا.

فقال له ابن زياد: لا تعلمني بأشراف اهل الكوفة، و لست أستأمرك فيمن أريد أن أبعث، ان سرت بجندنا، و الا فابعث الينا بعهدنا، فلما رآه قد لج قال: فاني سائر، قال فأقبل في أربعة آلاف حتي نزل بالحسين من الغد من يوم نزل الحسين نينوي، قال: فبعث عمر بن سعد الي الحسين عليه السلام عزرة بن قيس الأحمسي، فقال: ائته فسله ما الذي جاء به؟ و ماذا يريد؟ و كان عزرة ممن كتب الي الحسين.

فاستحيا منه أن يأتيه،قال: فعرض ذلك علي الرؤساء الذين كاتبوه، فكلهم أبي و كرهه. قال: و قام اليه كثير بن عبدالله الشعبي - و كان فارسا شجاعا ليس يرد وجهه شي ء - فقال: أنا أذهب اليه، والله لئن شئت لأفتكن به، فقال له عمر بن سعد: ما أريد أن يفتك به، و لكن ائته فسله ما الذي جاء به؟ قال: فأقبل اليه، فلما رآه أبوثمامة الصائدي قال للحسين: أصلحك الله أباعبدالله! قد جاءك شر أهل الأرض و أجرؤه علي دم و أفتكه.

فقام اليه فقال: ضع سيفك؛ قال: لا والله و لا كرامة، انما أنا رسول، فان سمعتم مني أبلغكم ما أرسلت به اليكم، و ان أبيتم انصرفت عنكم، فقال له: فاني آخذ بقائم سيفك، ثم تكلم بحاجتك، قال: لا والله، لا تمسه فقال له: أخبرني ما جئت به و أنا أبلغه عنك، و لا أدعك تدنو منه، فانك فاجر قال: فاستبا.

ثم انصرف الي عمر بن سعد، فأخبره الخبر، قال: فدعا عمر، قرة بن قيس


الحنظلي، فقال له: ويحك يا قرة! الق حسينا فسله ما جاء به؟ و ماذا يريد؟ قال: فأتاه قرة بن قيس، فلما رآه الحسين مقبلا قال: أتعرفون هذا؟ فقال حبيب بن مظاهر: نعم، هذا رجل من حنظلة تميمي، و هو ابن اختنا، و لقد كنت أعرفه بحسن الرأي، و ما كنت أراه يشهد هذا المشهد.

قال: فجاء حتي سلم علي الحسين، و أبلغه رسالة عمر بن سعد اليه له، فقال الحسين، كتب الي أهل مصركم هذا أن أقدم، فأما اذ كرهوني فأنا أنصرف عنهم قال: ثم قال له حبيب بن مظاهر: ويحك يا قرة ابن قيس! أني ترجع الي القوم الظالمين! انصر هذا الرجل الذي بآبائه أيدك الله بالكرامة، و ايانا معك فقال له قرة أرجع الي صاحبي بجواب رسالته، و أري رأيي، قال فانصرف الي عمر بن سعد فأخبره الخبر، فقال له عمر بن سعد: اني لأرجو أن يعافيني الله من حربه و قتاله [11] .

12- عنه قال هشام، عن أبي مخنف، قال: حدثني النضر بن صالح بن حبيب ابن زهير العبسي، عن حسان بن فائد بن بكير العبسي، قال: أشهد أن كتاب عمر ابن سعد جاء الي عبيدالله بن زياد و أنا عنده، فاذا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم. أما بعد، فاني حيث نزلت بالحسين، بعثت اليه رسولي فسألته عما أقدمه، و ماذا يطلب و يسأل، فقال: كتب الي أهل هذه البلاد، و أتتني رسلهم، فسألوني القدوم، ففعلت، فأما اذكرهوني فبدا لهم غير ما أتتني به رسلهم، فأنا منصرف عنهم، فلما قري ء الكتاب علي ابن زياد قال:



الآن اذ علقت مخالبنا به

يرجو النجاة ولات حين مناص!



قال: و كتب الي عمر بن سعد: بسم الله الرحمن الرحيم: أما بعد، فقد بلغني


كتابك، و فهمت ما ذكرت، فاعرض علي الحسين أن يبايع ليزيد بن معاوية، هو و جميع أصحابه، فاذا فعل ذلك رأينا رأينا، و السلام [12] .

13- قال سبط ابن الجوزي: كان ابن زياد قد جهز عمر بن سعد ابن أبي وقاص لقتال الحسين في أربعة آلاف و جهز خمسمائة فارس فنزلوا علي الشرايع و قال ابن زياد لعمر بن سعد، اكفني هذا الرجل - و كان عمر يكره قتاله - فقال أعفني، فقال لا أعفيك، و كان ابن زياد قدولي عمر بن سعد الري و خوزستان، فقال قاتله و الا عزلتك، فقال: أمهلني الليلة، فأمهله ففكر فاختار ولاية الري علي قتل الحسين، فلما أصبح غدا عليه فقال أنا أقاتله [13] .

14- عنه قال محمد بن سيرين: و قد ظهرت كرامات علي بن أبي طالب عليه السلام في هذا فانه لقي عمر بن سعد يوما، و هو شاب، فقال: ويحك يا ابن سعد، كيف بك اذا أقمت يوما مقاما تخير فيه بين الجنة والنار فتختار النار [14] .

15- قال الواقدي و غيره: لما رحل الحسين عليه السلام من القادسية وقف يختار مكانا ينزل فيه و اذا سواد الخيل قد أقبل كالليل، و كأن راياتهم أجنحة النسور و أسنتهم اليعاسيب فنزلوا مقابلهم، و منعوهم الماء ثلاثة أيام، فناداه عبدالله بن حصين الازدي يا حسين ألا تنظر الي الماء كأنه كبد السماء والله لا تذوق منه قطرة حتي تموت عطشا،

فقال الحسين: اللهم اقتله عطشا و لا تغفر له أبدا، فكان بعد ذلك يشرب الماء و لا يروي حتي سقي بطنه فمات عطشا، و ناداه عمرو بن الحجاج يا حسين هذا الماء تلغ فيه الكلاب و تشرب منه خنازير أهل السواد، والحمر و الذئاب و ما تذوق منه


والله قطرة حتي تذوق الحميم في نار الجحيم، فكان سماع هذا الكلام علي الحسين أشد من منعهم اياه الماء قال: فلما اشتد بالحسين و أصحابه العطش بعث بالعباس بن علي عليه السلام، أخيه الي المشارع في ثلاثين فارسا، و عشرين راجلا فاقتتلوا عليه و لم يمكنوهم من الوصول اليه.

كان عمر بن سعد يكره قتال الحسين، فبعث اليه يطلب الاجتماع به، فاجتماعا خلوة، فقال له عمر ما جاء بك، فقال أهل الكوفة، فقال: ما عرفت ما فعلوا معكم، فقال من خادعنا في الله انخذعنا له، فقال له عمر: قد وقعت الآن ما تري فقال دعوني أرجع فأقيم بمكة أو المدينة أو أذهب الي بعض الثغور، فاقيم به كبعض أهله، فقال اكتب الي ابن زياد بذلك فكتب الي ابن زياد بما قال فهم ابن زياد أن يجيبه الي ذلك.

فقال شمر بن ذي الجوشن الكلابي، لا تقبل منه حتي يضع يده في يدك، فانه ان أفلت كان أولي بالقوة منك و كنت أولي بالضعف منه فلا ترض الا بنزوله علي حكمك، فقال ابن زياد نعم ما رأيت و كتب الي ابن سعد، أما بعد: فاني لم أبعثك الي الحسين لتطاوله و تمنيه السلامة و تكون شافعا له عندي، فان نزل علي حكمي و وضع يده في يدي، فابعث به الي، و ان أبي فأزحف عليه و اقتله و أصحابه و أوطي ء الخيل صدره و ظهره، و مثل به، و ان أبيت فاعتزل عملنا و سلمه الي شمر ابن ذي الجوشن فقد أمرناه فيك بأمر و كتب الي أسفل الكتاب.



الان حين تعلقنه حبالنا

يرجو الخلاص ولات حين مناص



رفع الكتاب الي شمر و قال: اذهب اليه فان فعل ما أمرته به و الا فاضرب عنقه و أنت الامير علي الناس، و أبعث الي برأسه، قلت: و قد وقع في بعض النسخ ان الحسين عليه السلام قال لعمر بن سعد دعوني أمضي الي المدينة أو الي يزيد فاضع يدي في يده، و لا يصح ذلك عنه، فان عقبة به سمعان، قال: صحبت الحسين من المدينة الي


العراق، و لم أزل معه الي أن قتل والله ما سمعته قال ذلك [15] .


پاورقي

[1] أمالي الصدوق: 94.

[2] الارشاد: 210.

[3] اعلام الوري: 231.

[4] روضه الوعظين: 155.

[5] المناقب: 214/2.

[6] اللهوف: 37.

[7] مقاتل الطالبيين: 74.

[8] الاخبار الطوال: 253.

[9] مروج الذهب: 70/3.

[10] تاريخ الطبري: 709/5.

[11] تاريخ الطبري: 409/5.

[12] تاريخ الطبري: 411/5.

[13] تذکرة الخواص: 246.

[14] تذکرة الخواص: 247.

[15] تذکرة الخواص: 247.