بازگشت

نزوله بكربلا


1- قال الصدوق: ثم صار حتي نزل كربلا، فقال: أي موضع هذا فقيل كربلا يابن رسول الله، فقال: هذا والله يوم كرب و بلاء، و هذا الموضع الذي يهراق فيه دماؤنا و يباح فيه حريمنا [1] .

2- قال المفيد: فلما أصبح نزل فصلي الغداة ثم عجل الركوب فاخذ يتياسر بأصحابه يريد أن يفرقهم فيأتيه الحر بن يزيد، فيرده و أصحابه فجعل اذ ردهم نحو الكوفة ردا شديدا امتنعوا عليه فارتفعو فلم يزالوا يتياسرون كذلك حتي انتهوا الي نينوي المكان الذي نزل به الحسين عليه السلام فاذا راكب علي نجيب له عليه السلاح متنكب قوسا مقبل من الكوفة فوقفوا جميعا ينتظرونه، فلما انتهي اليهم سلم علي الحر و أصحابه و لم يسلم علي الحسين و أصحابه و دفع الي الحر كتاب من عبيدالله بن زياد، فاذا فيه.


أما بعد فجعجع بالحسين عليه السلام حين يبلغك كتابي و يقدم عليك رسولي، و لا تنزله الا بالعراء في غير خضر و علي غير ماء، فقد أمرت رسولي أن يلزمك و لا يفارق حتي يأتيني بانفاذك أمري والسلام فلما قرء الكتاب قال لهم الحر هذا كتاب الأمير عبيدالله يأمرني أن أجعجع بكم في المكان الذي يأتي كتابه و هذا رسوله و قد أمره أن لا يفارقني حتي أنفذ أمره فيكم.

فنظر يزيد بن المهاجر الكندي، و كان مع الحسين عليه السلام، الي رسول ابن زياد فعرفه فقال له يزيد ثكلتك امك ماذا جئت فيه قال: اطعت امامي و وفيت ببيعتي، فقال له ابن المهاجر عصيت ربك و اطعت امامك في هلاك نفسك و كسبت العار و النار، و بئس الامام امامك قال الله تعالي «و جعلنا هم أئمة يدعون الي النار و يوم القيمة لا ينصرون» فامامك منهم، و أخذ هم الحر بالنزول في ذلك المكان علي غير ماء و لا في قرية.

فقال له الحسين عليه السلام: دعنا ويحك ننزل في هذه القرية، و هذه يعني نينوي و الغاضرية أو هذه يعني شفية قال: والله لا استطيع ذلك هذا رجل قد بعث الي عينا علي، فقال زهير بن القين اني والله ما أراه يكون بعد الذي ترون الا أشد مما ترون يابن رسول الله، إن قتال هؤلاء الساعة أهون علينا من قتال من يأتينا من بعدهم فلعمري ليأتينا بعدهم مالا قبل لنا به.

فقال الحسين عليه السلام: ما كنت لأبدأهم بالقتال، ثم نزل و ذلك يوم الخميس و هو الثاني من المحرم، سنة احدي و ستين [2] .

3- قال ابن شهرآشوب: فساقوا الي كربلا يوم الخيمس، الثاني من المحرم سنة احدي و ستين، ثم نزل و قال هذا موضع الكرب و البلاء هذا مناخ ركابنا و


محط رحالنا، و مقتل رجالنا، و سفك دماءنا، ثم أقبل عمر بن سعيد في أربعة آلاف حتي نزل بالحسين عليه السلام، و بعث من غده قرة بن قيس الحنظلي يسأله ما الذي جآء به، فلما بلغ رسالته، قال الحسين كتب الي أهل مصركم أن أقدم، فأما اذا كرهتموني، فأنا أنصرف عنكم فلما سمع عمر جوابه كتب الي ابن زياد بذلك فلما رأي ابن زياد كتابه قال: الآن اذ علقت مخالبنا به يرجو النجاة و لات حين مناص [3] .

4- قال ابن طاووس: ثم ان الحسين عليه السلام، قام و ركب و سار و كلما أراد المسير، يمنعونه تارة و يسايرونه أخري حتي بلغ كربلاء، و كان ذلك في اليوم الثاني أعوذ بك من الكرب و البلاء، ثم قال هذا موضع كرب و بلاء انزلوا، هاهنا محط رحالنا، و مسفك دمائنا، و هنا محل قبورنا، بهذا حدثني جدي رسول الله صلي الله عليه و آله فنزلوا جميعا و نزل الحر و أصحابه ناحية و جلس الحسين عليه السلام يصلح سيفه و يقول:



يا دهر اف لك من خليل

كم لك بالاشراق و الاصيل



من طالب و صاحب قتيل

و الدهر لا يقنع بالبديل



و كل حي سالك سبيل

ما اقرب الوعد من الرحيل



و انما الأمر الي الجليل

قال الراوي: فسمعت زينب بنت فاطمة عليهماالسلام، ذلك، فقالت يا أخي هذا كلام من أيقن بالقتل، فقال عليه السلام: نعم يا اختاه فقالت زينب: واثكلاه ينعي الحسين عليه السلام الي نفسه، قال: و بكي النسوة و لطمن الخدود و شققن الجيوب و جعلت أم كلثوم تنادي وا محمداه وا علياه وا أماه وا أخاه وا حسيناه وا ضيعتنا بعدك يا أباعبدالله قال: فعزاها الحسين عليه السلام و قال لها يا أختاه تعزي بعزاء الله.




فان سكان السموات يفنون و أهل الارض كلهم يموتون و جيمع البرية يهلكون، ثم قال يا أختاه يا أم كلثوم و أنت يا زينب و أنت يا فاطمة و أنت يا رباب انظر اذا أنا قتلت فلا تشققن عليه جيبا، و لا تخمشن عليه وجها، و لا تقلن هجوا [4] .

5- عنه روي من طريق آخران زينب لما سمعت مضمون الأبيات و كانت في موضع آخر، منفردة مع النساء و البنات خرجت حاسرة تجر ثوبها، حتي وقفت عليه و قالت واثكلاه ليت الموت أعدمني الحيات اليوم ماتت أمي فاطمة و أبي علي و أخي الحسن، يا خليفة الماضين و ثمال الباقين، فنظر اليها الحسين عليه السلام.

فقال يا اخته لا يذهبن بحلمك الشيطان، فقالت بأبي و أمي ستقتل، نفسي لك الفداء فردت غصته و ترقرقت عيناه بالدموع، ثم قال: لو ترك القطاليلا لنام، فقالت يا ويلتاه فتغتصب نفسك اغتصابا، فذلك أقرح لقلبي و أشد علي نفسي، ثم اهوت الي جيبها فشقته، و خرت مغشية عليها، فقام فصب عليها الماء، حتي افاقت ثم عزاها صلوات الله عليها بجهده و ذكرها المصيبة بموت أبيه و جده صلوات الله عليهم أجمعين.

و مما يكن أن يكون سببا لحمل الحسين عليه السلام لحرم و عياله أنه لو تركهن عيله السلام بالحجاز أو غيرها من البلاد كان يزيد بن معاوية عليه لعائن الله قد أنفذ ليأخذهن اليه و صنع بهن من الاستيصال وسي ء الأعمال ما يمنع الحسين عليه السلام من الجهاد و الشهادة و يمتنع عليه السلام، فأخذ يزيد بن معاوية لهن عن مقامات السعادة [5] .

6- قال الدينوري، و سار الحسين عليه السلام من قصر بني مقاتل و معه الحر بن يزيد، كلما أراد أن يميل نحو البادية منعه، حتي انتهي الي المكان الذي يسمي


«كربلاء» فمال قليلا متيامنا حتي انتهي الي «نينوي» فاذا هو براكب علي نجيب مقبل من القوم، فوقفوا جميعا ينتظرونه، فلما انتهي اليهم سلم علي الحر و لم يسلم علي الحسين، ثم ناول الحر كتاب من عبيدالله بن زياد، فقرأه فاذا فيه: أما بعد فجعجع بالحسين بن علي، و أصحابه بالمكان الذي يوافيك كتابي، و لا تحله الا بالعراء علي غير خمر و لا ماء و قد أمرت حامل كتابي هذا أن يخبرني بما كان منك في ذلك و السلام.

فقرأ الحر الكتاب ثم ناوله الحسين، و قال: لابد من انفاذ أمر الأمير، عبيدالله ابن زياد، فانزل بهذا المكان، و لا تجعل للأمير علي علة، فقال الحسين عليه السلام «تقدم بنا قليلا الي هذه القرية التي هي منا علي غلوة و هي الغاضرية أو هذه الاخري التي تسمي «السبقة» فننزل في احداهما.

قال الحر: ان الأمير كتب الي أن أحلك علي غير ماء و لابد من الانهاء الي أره، فقال زهير بن القين للحسين: بأبي و أمي يا ابن رسول الله والله لو لم يأتنا غير هؤلاء لكان لنا فيهم كفاية فكيف بمن سيأتينا من غيرهم، فهلم بنا نناجز هؤلاء فان قتال هؤلاء أيسر علينا من قتال من يأتينا من غيرهم، قال الحسين عليه السلام فاني أكره أن أبدأهم بقتال حتي يبدأوا.

فقال زهير فههنا قرية بالقرب منا علي شط الفرات و هي في عاقول حصينة الفرات يحدق بها الا من وجه واحد، قال الحسين: و ما اسم تلك القرية؟ قال: العقر قال الحسين: نعوذ بالله من العقر، فقال الحسين للحر: سربنا قليلا ثم ننزل، فسار معه حتي كربلاء فوقف الحر و أصحابه أمام الحسين و منعوهم من المسير و قال: انزل بهذا المكان، فالفرات منك قريب قال الحسين و ما اسم هذا المكان؟ قالوا: له: كربلاء.

قال: ذات كرب و بلاء و لقد مر أبي بهذا المكان عنده مسيره الي صفين و أنا


معه فوقف، فسأل عنه فأخبر باسمه، فقال: هاهنا محط ركابهم و هاهنا مهراق دماهم، فسئل من ذلك فقال: ثقل لآل بيت محمد ينزلون هاهنا.

ثم أمر الحسين بأثقاله، فحطت بذلك المكان يوم الاربعاء غرة المحرم من سنة احدي و ستين و قتل بعد ذلك بعشرة أيام و كان قتله يوم عاشورا [6] .

7- قال الطبري: فلما أصبح نزل فصلي الغداة، ثم عجل الركوب، فأخذ يتياسر بأصحابه يريد أن يفرقهم، فيأتيه الحر بن يزيد فيردهم فيرده، فجعل اذا ردهم الي الكوفة ردا شديدا امتنعوا عليه، فارتفعوا، فلم يزالوا يتسايرون حتي انتهوا الي نينوي؛ المكان الذي نزل به الحسين، قال: فاذا راكب علي نجيب له و عليه السلاح متنكب قوسا مقبل من الكوفة، فوقفوا جميعا ينتظرونه.

فلما انتهي اليهم سلم علي الحر بن يزيد و أصحابه، و لم يسلم علي الحسين عليه السلام و أصحابه، فدفع الي الحر كتابا من عبيدالله بن زياد، فاذا فيه: أما بعد، فجعجع بالحسين حين يبلغك كتابي، و يقدم عليك رسولي، فلا تنزله الا بالعراء في غير حصن و علي غير ماء، و قد أمرت رسولي أن يلزمك و لا يفارقك حتي يأتيني بانفاذك أرمي، و السلام.

قال: فلما قرأ الكتاب، قال لهم الحر: هذا كتاب الأمير عبيدالله بن زياد، يأمرني فيه أن أجعجع بكم في المكان الذي يأتيني فيه كتابه، و هذا رسوله و قد أمره، ألا يفارقني حتي أنفذ رأيه و أمره، فنظر الي رسول عبيدالله يزيد ابن زياد بن المهاصر أبوالشعثاء الكندي، ثم الهذلي فعن له، فقال: أمالك بن النسير البدي؟ قال: نعم - و كان أحد كندة -

فقال له يزيد بن زياد: ثكلتك أمك! ماذا جئت فيه؟ قال: و ما جئت فيه!


أطعت امامي، و وفيت ببيعتي، فقال له أبوالشعثاء: عصيت ربك، و أطعت امامك في هلاك نفسك، كسبت العار و النار قال الله عزوجل: «و جلعناهم أئمة يدعون الي النار و يوم القيامة لا ينصرون»، فهو امامك. قال: و أخذ الحر بن يزيد القوم بالنزول في ذلك المكان علي غير ما، و لا في قرية.

فقالوا دعنا ننزل في هذه القرية، يعنون نينوي أو هذه القرية - يعنون الغاضرية - أو هذه الاخري - يعنون شقية - فقال: لا والله ما أستطيع ذلك، هذا رجل قد بعث الي عينا، فقال له زهير بن القين: يابن رسول الله، ان قتال هؤلاء أهون من قتال من يأتينا من بعدهم، فلعمري، ليأتينا من بعد من تري مالا قبل لنا به.

فقال له الحسين: ما كنت لأبدأهم بالقتال فقال له زهير بن القين: سربنا الي هذه القرية حتي ننزلها فانها حصينة، و هي علي شاطي ء الفرات، فان منعونا قاتلناهم، فقتالهم أهون علينا، من قتال من يجي ء من بعدهم، فقال له الحسين: و أية قرية هي؟ قال: هي العقر، فقال الحسين: اللهم اني أعوذ بك من العقر، ثم نزل و ذلك يوم الخميس، و هو اليوم الثاني من المحرم سنة احدي و ستين [7] .

8- قال ابن عبد ربه: فلقيه الجيش علي خيولهم، و قد نزلوا بكربلاء، قال حسين: أي أرض هذه؟ قالوا: كربلاء، قال: أرض كرب و بلاء، و أحاطت بهم الخيل. [8] .

9- الحافظ ابن عساكر باسناده قال: حدثني القاسم بن سلام،حدثني حجاج ابن محمد، عن أبي معشر، عن بعض مشيخته قال: قال الحسين بن علي حين نزل كربلا، ما اسم هذه الارض؟ قالوا: كربلا. قال: كرب و بلاء. [9] .


10- قال سبط ابن الجوزي: ثم سار فلقيه أوايل خيل ابن زياد، فلما رأي ذلك عدل الي كربلا، فأسند ظهره الي قصب و حلف الا يقاتل الا من وجه واحد، فنزل و ضرب ابنيته و كان في خمسة و أربعين فارسا و مائة راجل [10] .


پاورقي

[1] أمالي الصدوق: 94.

[2] الارشاد: 209 و اعلام الوري: 230.

[3] المناقب: 214/2.

[4] اللهوف: 35.

[5] اللهوف: 36.

[6] الاخبار الطوال: 251.

[7] تاريخ الطبري: 408/5.

[8] العقد الفريد: 379/4.

[9] ترجمة الامام الحسين: 219.

[10] تذکرة الخواص: 245.