بازگشت

الحسين و الطرماح


63- قال الطبري: قال أبومخنف: حدثني جميل بن مرثد، من بني معن، عن الطرماح ابن عدي، انه دنا من الحسين فقال له: والله اني لا نظر فما أري معك أحدا، و لو لم يقاتلك الا هؤلاء الذين أراهم ملازميك لكان كفي بهم، و قد رأيت قبل خروجي من الكوفة اليك بيوم ظهر الكوفة و فيه من الناس ما لم تر عيناي في صعيد واحد جمعا أكثر منه، فسألت عنهم، فقيل: اجتمعوا ليعرضوا، ثم يسرحون الي الحسين.

فأنشدك الله ان قدرت علي ألا تقدم عليهم شبرا الا فعلت! فان أردت أن تنزل بلدا يمنعك الله به حتي تري من رأيك، و يستبين لك ما أنت صانع، فسر حتي أنزلت مناع جبلنا الذي يدعي أجأ، امتنعنا والله به من ملوك غسان و حمير و من النعمان بن المنذر، و من الاسود و الاحمر، والله ان دخل علينا ذل قط، فأسير معك حتي أنزلك القرية.

ثم نبعت الي الرجال ممن بأجأ وسلمي من طيي ء، فوالله لا يأتي عليك عشرة أيام حتي تأتيك طي ء رجالا و ركبانا، ثم أقم فينا ما بدالك فان هاجك هيج فانا زعيم لك بعشرين ألف طائي يضربون بين يديك بأسيافهم، والله لا يوصل اليك و منهم عين تطرف، فقال له: جزاك الله و قومك خيرا! انه قد كان بيننا و بين هؤلاء القوم قول لسنا نقدر معه علي الانصراف، و لا ندري علام تنصرف بنا و بهم،


الامور في عاقبه! [1] .

64- عنه قال أبومخنف: فحدثني جميل بن مرثد، قال: حدثني الطرماح ابن عدي، قال فودعته و قلت له: دفع الله عنك شر الجن و الانس، اني قد امترت لأهلي من الكوفة ميرة، و معي نفقة لهم، فآتيهم فأضع ذلك فيهم، ثم أقبل اليك ان شاء الله فان ألحقك فوالله لأكونن من أنصارك، قال: فان كنت فاعلا فعجل رحمك الله.

قال: فعلمت أنه مستوحش الي الرجال حتي يسألني التعجيل، قال: فلما بلغت أهلي وضعت عندهم ما يصلحهم، و أوصيت، فأخذ أهلي يقولون: انك لتصنع مرتك هذه شيئا ما كنت تصنعه قبل اليوم، فأخبرتهم بما أريد، و أقبلت في طريق بني ثعل حتي اذا دنوت من عذيب الهجانات، استقبلني سماعة بن بدر، فنعاه الي فرجعت [2] .


پاورقي

[1] تاريخ الطبري: 406/5.

[2] تاريخ الطبري: 406/5.