بازگشت

الحسين و عبيدالله بن حر الجعفي


59- قال الصدوق: ثم سار الحسين عليه السلام حتي نزل القطقطانية فنظر الي فسطاط مضروب، فقال: لمن هذا الفسطاط؟ فقيل لعبيدالله بن الحر الجعفي فأرسل اليه الحسين عليه السلام فقال أيها الرجل انك مذنب خاطي ء ان الله عزوجل أخذك بما أنت صانع ان لم تتب الي الله تبارك و تعالي في ساعتك هذه فتنصرني و يكون جدي شفيك بين يدي الله تبارك و تعالي:

فقال: يابن رسول الله والله لو نصرتك لكنت أول مقتول بين يديك، و لكن هذا فرسي خذه اليك فوالله ما ركبته قط و أنا أروم شيئا الا بلغته، و لا أرادني أحد الا نجوت عليه، فدونك فخذه فاعرض عنه الحسين عليه السلام بوجهه ثم قال: لا حاجة


لنا فيك و لا في فرسك، و ما كنت متخذ المضلين عضدا، و لكن فرفلا لنا ولا علينا، فانه من سمع و اعيتنا أهل البيت ثم لم يجبنا كبه الله. علي وجهه في نار جهنم [1] .

60- قال المفيد: ثم مضي الحسين عليه السلام حتي انتهي الي قصر بني مقاتل، فنزل به فاذا هو بفسطاط مضروب فقال: لمن هذا فقيل لعبيد الله بن الحر الجعفي، قال ادعوه الي فلما أتاه الرسول قال له هذا الحسين بن علي عليهماالسلام، يدعوك فقال عبيدالله انا الله و انا اليه راجعون، والله ما خرجت من الكوفة الا كراهية أن يدخلها الحسين عليه السلام و أنابها، والله ما أريد أن أراه و لا يراني فأتاه الرسول فأخبره.

فقام اليه الحسين عليه السلام فجاء حتي دخل عليه و سلم، و جلس ثم دعاه الي الخروج معه، فادعا عليه عبيدالله بن الحر، تلك المقالة و استقاله مما دعاه اليه، فقال له الحسين عليه السلام: فان لم تكن تنصرنا فاتق أن تكونا ممن يقاتلنا، فوالله لا يسمع و اعيتنا أحد ثم لا ينصرنا الا هلك فقال أما هذا فلا يكون أبدا ان شاء الله تعالي [2] .

61- قال الطبري: قال أبومخنف: حدثني المجالد بن سعيد، عن عامر الشعبي أن الحسين بن علي عليهماالسلام قال: لمن هذا الفسطاط فقيل: لعبيد الله ابن الحر الجعفي قال: ادعوه لي، و بعث اليه، فلما أتاه الرسول، قال: هذا الحسين بن علي يدعوك، فقال عبيدالله بن الحر: انا الله و انا اليه راجعون! والله ما خرجت من الكوفة الا كراهة أن يدخلها الحسين و أنا بها، والله ما اريد أن أراه و لا يراني، فأتاه الرسول فأخبره.

فأخذ الحسين نعليه فانتعل، ثم قام فجاءه حتي دخل عليه، فسلم و جلس، ثم دعاه الي الخروج معه، فأعاد اليه ابن الحر تلك المقالة، فقال: فالا تنصرنا فاتق


الله ان تكون ممن يقاتلنا، فوالله لا يسمع و اعيتنا أحد ثم لا ينصرنا الا هلك، قال: أما هذا فلا يكون عليه السلام أبدا ان شاء الله، ثم قام الحسين عليه السلام من عنده حتي دخل رحله [3] .

62-قال الدينوري: ثم ارتحل الحسين من موضعه ذلك متيامنا عن طريق الكوفة حتي انتهي الي قصر بني مقاتل، فنزلوا جميعا هناك؟ فنظر الحسين الي فسطاط مضروب، فسأل عنه، فأخبر انه لعبيد الله بن الحر الجعفي، و كان من أشراف أهل الكوفة، و فرسانهم، فأرسل الحسين اليه بعض مواليه يأمره بالمصير اليه، فأتاه الرسول، فقال: هذا الحسين بن علي يسألك أن تصير اليه،فقال عبيدالله: والله ما خرجت من الكوفة الا لكثرة من رأيته خرج لمحاربته و خذلان شيعته، فعلمت انه مقتول و لا أقدر علي نصره، فلست أحب أن يراني و لا أراه.

فانتعل الحسين، حتي مشي، و دخل عليه قبته، و دعاه الي نصرته، فقال عبيدالله: والله اني لأعلم أن من شايعك كان السعيد في الآخرة، و لكن ما عسي أن أغني عنك، و لم أخلف لك بالكوفة ناصرا، فأنشدت الله أن تحملني علي هذه الخطة، فان نفسي لم تسمح بعد بالموت، و لكن فرسي هذه الملحقة، والله ما طلبت عليها شيئا قط الا لحقته، و لا طلبني و أنا عليها أحد قط الا سبقته، فخذها، فهي لك قال الحسين: أما اذا رغبت بنفسك عنا فلا حاجة لنا الي فرسك [4] .



پاورقي

[1] أمالي الصدوق: 94.

[2] الارشاد: 208.

[3] تاريخ الطبري: 407/5.

[4] الاخبار الاطوال: 250.