بازگشت

اخباره عن شهادة مسلم


37- قال المفيد: فسار حتي انتهي الي زبالة، فتاه خبر عبدالله ابن يقطر، فاخرج الي الناس كتابا فقرأه عليهم.

بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد، فانه قد أتانا خبر فظيع قتل مسلم بن عقيل، و هاني بن عروة و عبدالله بن يقطر، و قد خذلنا شيعتنا فمن أحب منكم الانصراف، فلينصرف في غير حرج ليس معه زمام.

فتفرق الناس عنه و أخذوا يمينا و شمالا حتي بقي في أصحابه الذين جآؤا معه من المدينة، و نفر يسير ممن انضموا اليه، و انما فعل ذلك، لأنه عليه السلام علم ان الاعراب الذين اتبعوه، انما اتبعوه و هم يظنون أنه يأتي بلدا قد استقامت له طاعة أهله، فكره أن يسيروا معه الا و هم يعلمون علي ما يقدمون، فلما كان السحر أمر أصحابه فاستقوا ماء و اكثروا [1] .


38- قال الطبرسي: لما بلغ الثعلبية و نزل، أتاه خبر قتل مسلم بن عقيل، و هاني بن عروة، فقال: انا لله و انا اليه راجعون رحمة الله عليهما، يردد ذلك مرارا و قيل له: ننشدك الله يا ابن رسول الله انصرف من مكانك هذا، فانه ليس لك بالكوفة ناصر و لا شيعة، بل نتخوف أن يكونوا عليك، فنظر الي بني عقيل فقال: ما ترون؟ فقالوا: لا والله لا نرجع حتي نصيب ثارنا أو نذوق ماذاق، فقال الحسين: لا خير في العيش بعد هؤلاء.

ثم أخرج الي الناس كتابا فيه: أما بعد فقد أتانا خبر فظيع قتل مسلم بن عقيل، و هاني بن عروة و عبدالله بن يقطر، و قد خذلنا شيعتنا فمن أحب منكم الانصراف فلينصرف في غير حرج، فليس عليه زمام، فتفرق الناس عنه و أخذوا يمينا و شمالا، حتي بقي في أصحابه الذين جاؤوا معه و نفر يسير ممن انضموا اليه، و انما فعل ذلك لانه علم أن الأعراب الذين اتبعوه يظنون، أنه يأتي بلدا قد استقام عليه، فكره أن يسيروا معه الا و هم يعلمون علي ما يقدمون [2] .

39- قال الفتال: وقع الخبر عند الحسين، بقتل مسلم بن عقيل و هاني، فقال: انا لله و انا اليه راجعون، رحمة الله عليهما يردد ذلك مرارا، فقيل له ننشدك الله في نفسك و أهل بيتك؛ الا انصرفت من مكانك هذا، فانه ليس لك بالكوفة ناصر و لا شيعة، بل نتخوف، أن يكونوا عليك فنظر الي بني عقيل، و قال: ما ترون فقد قتل مسلم بن عقيل، قالوا والله لا نرجع حتي نصيب ثارنا أو نذوق ماذاق فاقبل الحسين عليه السلام و قال لا خير في العيش بعد هؤلاء.

فاذا كان السحر، فقال لفتيانه و غلمانه أكثروا من الماء، فاستقوا و أكثروا، ثم ارتحلوا، فساروا حتي انتهي الي زبالة، فاتاه خبر عبدالله بن يقطر، فاخرج الي


الناس كتابا فقرأه عليهم.

بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فقد أتانا خبر فظيع قتل مسلم بن عقيل و هاني بن عروة و عبدالله بن يقطر، و خذلتنا شيعتنا فمن أحب منكم الانصراف فلينصرف من غير حرج ليس عليكم، ذمام فتفرق الناس عنه و أخذوا يمينا و شمالا حتي بقي أصحابه الذين جاؤا معه من المدينة و نفر يسير ممن انضموا اليه، و انما فعل ذلك عليه السلام، لأنه علم أن الاعراب الذين اتبعوه و هم يظنون انه يأتي بلدا قد استقامت له طاعة أهله، فكره أن يسيروا معه الا و هم يعلمون علي ما يقدمون [3] .

40- قال ابن طاووس: ثم سار الحسين عليه السلام حتي بلغ زبالة، فأتاه فيها خبر مسلم بن عقيل، فعرف بذلك جماعة ممن تبعه فتفرق عنه أهل الأطماع و الارتياب، و بقي معه أهله و خيار الأصحاب.

قال الراوي: و ارتجع الموضع بالبكاء و العويل، لقتل مسلم بن عقيل، و سالت الدموع كل مسيل، ثم ان الحسين عليه السلام سار قاصدا لما دعاه الله اليه فلقيه الفرزدق الشاعر فسلم عليه و قال:

يابن رسول الله كيف تركن الي أهل الكوفة، و هم الذين قتلوا ابن عمك مسلم بن عقيل، و شيعته قال فاستعبر الحسين عليه السلام باكيا ثم قال رحم الله مسلما فلقد صار الي روح الله و ريحانه و جنته و رضوانه، أما أنه قد قضي ما عليه و بقي ما علينا ثم أنشاء يقول:



فان تكن الدنيا تعد نفيسه

فان ثواب الله أعلي و أنبل



و ان تكن الأبدان للموت أنشئت

فقتل امرء بالسيف في الله أفضل



و ان تكن الازراق قسما مقدرا

فقلة حرص المرء في السعي أجمل






و ان تكن الاموال للترك جمعها

فما بال متروك به المرء يبخل [4] .



41- قال الدينوري: قالوا: لما رحل الحسين من زرود، تلقاه رجل من بني أسد، فسأله عن الخبر، فقال: لم أخرج من الكوفة حي قتل مسلم بن عقيل، و هاني ابن عروة، و رأيت الصبيان يجرون بأرجلهما، فقال: انا لله و انا اليه راجعون، عند الله نحتسب أنفسنا، فقال له: أنشدك الله يابن رسول الله في نفسك، و أنفس أهل بيتك، هؤلاء الذين نراهم معك، انصرف الي موضعك، ودع المسير الي الكوفة، فوالله مالك بها ناصر، فقال بنو عقيل - و كانوا معه - مالنا في العيش بعد أخينا مسلم حاجة، و لسنا براجعين حتي نموت. فقال الحسين: فما خير في العيش بعد هؤلاء و سار [5] .

42- قال الطبري: قال أبومخنف: عن أبي جناب الكلبي، عن عدي بن حرملة، عن عبدالله بن سليم و المذري بن المشمعل الاسديين، قالا فنظر الينا الحسين فقال: لا خير في العيش بعد هؤلاء؛ فعلمنا أنه قد عزم له رأيه علي المسير؛ قالا: فقلنا: خار الله لك! قالا: فقال: رحمكما الله! قالا: فقال له بعض أصحابه: انك والله ما أنت مثل مسلم بن عقيل، و لو قدمت الكوفة لكان الناس اليك أسرع، قال الاسديان: ثم انتظر حتي اذا كان السحر قال لفتيانه و غلمانه، أكثروا من الماء فاستقوا و أكثروا، ارتحلوا و ساروا حتي انتهوا الي زبالة. [6] .



پاورقي

[1] الاشارد: 205.

[2] اعلام الوري: 228.

[3] روضة الواعظين: 153.

[4] اللهوف: 32.

[5] الاخبار الطوال: 247.

[6] تاريخ الطبري: 398/5.