بازگشت

لقائه مع عبدالله بن سليمان


27- قال المفيد: روي عبدالله بن سليمان و المنذر ابن المشمئل الاسديان، قالا لما قضينا حجنا، لم تكن لنا همة الا اللحاق بالحسين عليه السلام في الطريق، لننظر ما يكون من أمره، فأقبلنا ترقل بنانا قتانا مسرعين، تي لحقناه بزرود، فلما دنونا منه اذا نحن برجل من أهل الكوفة قد عدل عن الطريق حتي رأي الحسين عليه السلام، فوقف الحسين عليه السلام، كانه يريده، ثم تركه و مضي و مضينا نحوه.

فقال أحدنا لصاحبه: اذهب بنا الي هذا لنسئله، فان عنده خبر الكوفة فمضينا حتي انتهينا، اليه، فقلنا السلام عليك، فقال و عليكم السلام، قلنا ممن الرجل قال أسدي قلنا له و نحن أسديان، فمن أنت، قال أنا بكر بن فلان و انتسبنا له، ثم قلنا له أخبرنا عن الناس ورائك، قال نعم لم أخرج من الكوفة، حتي قتل مسلم بن عقيل و هاني بن عروة و رأيتهما يجران بارجلهما في السوق.

فاقبلنا حتي لحقنا الحسين عليه السلام، فسايرناه، حتي نزل الثعلبية ممسيا فجئناه حين نزل، فسلمنا عليه فرد علينا السلام، فقلنا له رحمك الله ان عندنا خبرا ان شئت حدثناك علانية و ان شئت سرا فنظر الينا و الي أصحابه ثم قال ما دون هؤلاء سر، فقلنا له أرايت الراكب الذي استقبلته عشي أمس قال: نعم و قد أردت مسألته فقلنا قد والله استبرئنا لك خبره، و كفيناك مسئلته و هو أمرؤ منا ذو رأي و صدق و عقل.

انه حثدنا انه لم يخرج من الكوفة حتي قتل مسلم و هاني و رآهما يجران في السوق بأرجلهما، فقال انا لله و انا اليه راجعون رحمة الله عليهما يردد ذلك مرارا،


فقلنا له ننشدك الله في نفسك و أهل بيتك الا انصرف من مكانك، هذا فانه ليس لك بالكوفة ناصر، و لا شيعة، بل نتخوف أن يكونوا عليك، فنظر الي بني عقيل، فقال ما ترون فقد قتل مسلم، فقالوا والله لا نرجع حتي نصيب ثارنا أو نذوق ما ذاق.

فأقبل علينا الحسين عليه السلام و قال لا خير في العيش بعد هؤلاء، فعلمنا أنه قد عزم رأيه علي المسير، فقلنا له خار الله لك، فقال: رحمكما الله، فقال له أصحابه انك والله ما أنت مسلم بن عقيل و لو قدمت الكوفة لكان الناس اليك أسرع، فسكت ثم انتظر حتي اذا كان السحر قال لفتيانه و غلمانه أكثروا من الماء فاسقوا و أكثروا ثم ارتحلوا [1] .

28- قال أبوالفرج: فلما صار في بعض الطريق لقيه أعرابيان من بني أسد، فسألهما عن الخبر، فقالا له: يا ابن رسول الله ان قلوب الناس معك و سيوفهم عليك فارجع، و اخبراه بقتل ابن عقيل و أصحابه فاسترجع الحسين عليه السلام، فقال له بنو عقيل: لا نرجع والله أبدا أو ندرك ثأرنا أو نقتل بأجمعنا، فقال لمن كان لحق به من الاعراب: من كان منكم يريد الانصراف عنا فهو في حل من بيعتنا، فانصرفوا عنه و بقي في أهل بيته و نفر من أصحابه [2] .

29- قال الدينوري: قالوا: و لما رحل الحسين من زرود، تلقاه رجل من بني أسد، فسأله عن الخبر، فقال: لم أخرج من الكوفة حتي قتل مسلم بن عقيل، و هاني ابن عروة، و رأيت الصبيان يجرون بأرجلهما، فقال: انا لله و انا اليه راجعون، عند الله نحتسب أنفسنا، فقال له: أنشدك الله يابن رسول الله في نفسك، و أنفس أهل بيتك، هؤلاء الذين نراهم معك، انصرف الي موضعكم، ودع المسير الي الكوفة


فوالله مالك بها ناصر.

فقال بنو عقيل - و كانوا معه -: مالنا في العيش بعد أخينا مسلم حاجة، و لسنا مراجعين حتي نموت. فقال الحسين: «فما خير في العيش بعد هؤلاء» و سار [3] .

30- قال الطبرسي:قال أبومخنف: حدثني أبوجناب الكلبي، عن عدي بن حرملة الاسدي، عن عبدالله بن سليم، و المذري بن المشمعل الاسديين، قالا: لما قضينا حجنا لم يكن لنا همة الا اللحاق بالحسين في الطريق، لننظر ما يكون من أمره و شأنه، فأقبلناه ترقل بنا ناقتانا مسرعين حتي لحقناه بزرود، فلما دنونا منه اذا نحن برجل من أهل الكوفة قد عدل عن الطريق حين رأي الحسين، قالا: فوقف الحسين كأنه يريده، ثم تركه، و مضي و مضينا نحوه.

فقال أحدنا لصاحبه، اذهب بنا الي هذا، فلنسأله، فان كان عنده خبر الكوفة علمناه، فمضينا حتي انتهينا اليه، فقلنا: السلام عليك، قال: و عليكم السلام و رحمة الله، ثم قلنا: فمن الرجل؟ قال أسدي: قلنا: فنحن أسديان، فمن أنت؟ قال: أنا بكير بن المثعبة، فانتسبنا له، ثم قلنا: أخبرنا عن الناس وراءك، قال: نعم، لم أخرج من الكوفة حتي قتل مسلم بن عقيل و هاني بن عروة، فرأيتهما يجران بأرجلهما في السوق.

قالا: فأقبلنا حتي لحقنا بالحسين، فسايرناه حتي نزل الثعلبية ممسيا، فجئناه حين نزل، فسلمناه عليه فرد علينا، فقلنا له: يرحمك الله، ان عندنا خبرا فان شئت حدثنا علانية، و ان شئت سرا، قال: فنظر الي أصحابه و قال: مادون هؤلاء سر، فقلنا له: أرأيت الراكب الذي استقبلك عشاء أمس؟ قال: نعم، و قد أردت مسألته، فقلنا: قد الستبرأنا لك خبره، و كفيناك مسألته، فقلنا: قد استبرأنا لك خبره، و كفيناك مسألته، و هو امرؤ من أسد منا، ذو رأي و


صدق، و فضل و عقل.

انه حدثنا أنه لم يخرج من الكوفة حتي قتل مسلم بن عقيل و هاني بن عروة، و حتي رآهما يجران في السوق بأرجلهما، فقال: انا لله و انا اليه راجعون رحمة الله عليهما، فردد ذلك مرارا، فقلنا: ننشدك الله في نفسك، و أهل بيتك الا انصرفت، من مكانك هذا، فانه ليس لك بالكوفة ناصر و لا شيعة، بل نتخوف أن تكون عليك! قال: فوثب عند ذلك بنو عقيل بن عليه السلام أبي طالب [4] .

31- عنه: قال أبومخنف: حدثني عمر بن خالد، عن زيد بن علي بن حسين، و عن داود بن علي بن عبدالله بن عباس، ان بني عقيل، قالوا: لا والله لا نبرح حتي تدرك ثارنا، أو نذوق ماذاق أخونا [5] .


پاورقي

[1] الارشاد: 204.

[2] مقاتل الطالبين: 73.

[3] الاخبار الاطوال: 247.

[4] تاريخ الطبري: 397/5.

[5] تاريخ طبري: 397/5.