بازگشت

لقائه مع زهير بن القين


21- قال المفيد: حدث جماعة من فزارة و بجيلة قالوا كنا مع زهير بن القين البجلي حين أقبلنا من مكة فكنا نساير الحسين عليه السلام، فلم يكن شي ء أبغض الينا من أن ننازله في منزل، فاذا سار الحسين عليه السلام و نزل منزلا لم نجد بدا من أن ننازله، فنزل


الحسين عليه السلام في جانب، فبينا نحن جلوس نتغد، من طعام لنا اذ أقبل رسول الحسين عليه السلام حتي سلم ثم دخل.

فقال يا زهير بن القين ان أباعبدالله الحسين عليه السلام بعثني اليك لتأتيه، فطرح كل انسان منا ما في يده، حتي كأن علي رؤسنا الطير، فقالت له امرأته: سبحان الله أيبعث اليك ابن رسول الله، ثم لا تأتيه لو أتيه فسمعت من كلامه ثم انصرفت فأتاه زهير بن القين، فما لبث أن جآء مستبشرا قد أشرق وجهه فأمر بفسطاطه و ثقله و رحله و متاعه فقوض و حمل الي الحسين عليه السلام ثم قال لأمرأته: أنت طالق الحقي بأهلك، فاني لا أحب أن يصيبك بسببي الا خيرا.

ثم قال لاصحابه من أحب منكم أن يتبعني و الا فهو آخر العهد اني سأحدثكم حديثا، انا غزونا البحر ففتح الله علينا و أصبنا غنايم، فقال لنا سلمان الفارسي رحمة الله عليه: أفرحتم بما فتح الله عليكم، و أصبتم من الغنايم قلنا نعم، فقال اذا أدركتم، سيد شباب آل محمد فكونوا أشد فرحا بقتالكم معهم، مما أصبتم اليوم من الغنايم، فأما أنا فأستودعكم الله، قالوا ثم والله ما زال في القوم مع الحسين حتي قتل [1] .

22- قال ابن طاووس: ثم سار عليه السلام، فحدث جماعة من بني فزارة و بجيلة قالوا كنا مع زهير بن القين لما أقبلنا من مكة، فكنا نسائر الحسين عليه السلام حتي لحقناه، فكان اذا أراد النزول، اعتزلناه، فنزلنا ناحية، فلما كان في بعض الايام نزل في مكان لم نجد بدا من أن ننازله فيه، فبينا نحن نتغدي من طعام لنا، اذا أقبل رسول الحسين حتي سلم، ثم قال يا زهير بن قين ان أباعبدالله الحسين عليه السلام بعثني اليك لتأتيه فطرح كل انسان منا ما في يده، حتي كأنما علي رؤسنا الطير.


فقالت له زوجته و هي دلهم بنت عمرو: سبحان الله أيبعث اليك ابن رسول الله صلي الله عليه و آله ثم لا تأتيه، فلو أتيته فسمعت من كلامه، فمضي اليه زهير بن القين، فما لبث أن جاء مستبشرا قد أشرق وجهه فأمر بفسطاطه و ثقله و متاعه، فحول الي الحسين عليه السلام، و قال لامرائة أنت طالق فاني لا أحب أن يصيبك بسببي الا خير و قد عزمت علي صحبة الحسين عليه السلام لأفديه بنفسي و أقيه بروحي.

ثم أعطاها مالها و سلمها الي بعض بني عمها ليوصلها الي أهلها، فقامت اليه، و بكت و ودعته و قالت كان اله عونا و معينا خار الله لك، أسألك أن تذكرني في القيامة عند جد الحسين عليه السلام فقال لاصحابه: من أحب أن يصحبني و الا فهو آخر العهد مني به [2] .

23- قال الفتال النيسابوري: حدث جماعة من فزارة و بجيلة، قالوا: كنا مع زهير بن القين البجلي، حين أقبلنا من مكة و كنا نساير الحسين عليه السلام، فلم يكن شي ء أبغض الينا من أن ننازله، فاذا نزل الحسين عليه السلام في جانب و نزلنا في جانب، فبينا نحن جلوس نتغدي من طعام لنا، اذا قبل رسول الحسين حتي سلم، ثم دخل فقال يا زهير بن القين البجلي، ان أباعبدالله بعثني اليك لتأتينه فطرح كل انسان منا ما في يده، حتي كأن علي رؤسنا الطير.

فقالت له امرأته سبحان الله أيبعث اليك ابن رسول الله، ثم لم تأته، لو أتيته فسمعت من كلامه، ثم انصرفت فأتاه زهير بن القين فما لبث أن جاء مستبشرا أشرق وجهه، فأمر فساطاطه فقوض، و حمل الي الحسين عليه السلام، ثم قال لامرأته أنت طالق ألحقي بأهلك فاني لا أحب أن يصيبك بسببي الا خير.

ثم قال لاصحابه من أحب منكم أن يتبعني و الا فهو آخر العهد، اني


ساحدثكم حديثا غزونا البحر [3] .

ففتح الله علينا و أصبنا غنايم، فقال لنا سلمان الفارسي رضي الله عنه: أفرحتم بما فتح الله عليكم و أصبتم من الغنايم، فقلنا نعم، فقال: اذا أدركتم شباب آل محمد فكونوا أشد فرحا بقاتلكم، معهم مما أصبتم اليوم من الغنائم، فأما أنا فاستودعكم الله قالوا: ثم والله ما زال في القوم مع الحسين قتل رحمة الله عليه [4] .

24- قال الدينوري: ثم سار حتي انتهي الي ذرود، فنظر الي فسطاط مضروب فسأل عنه، فقيل له: هو لزهير بن القين، و كان حاجا أقبل من مكة يريد الكوفة، فأرسل اليه الحسين، أن ألقني أكلمك فأبي أن يلقاه و كانت مع زهير زوجته، فقالت له: سبحان الله، يبعث اليك ابن رسول الله صلي الله عليه و آله فلا تجيبه، فقام يمشي الي الحسين عليه السلام.

فلم يلبث أن انصرف، و قد أشرق وجهه، فأمر بفسطاطه فقلع، و ضرب الي لزق فسطاط الحسين. ثم قال لامرأته: أنت طالق، فتقدمي مع أخيك حتي تصلي الي منزلك، فاني قد وطنت نفسي علي الموت مع الحسين عليه السلام، ثم قال لمن كان معه من أصحابه: من أحب: منكم الشهادة فليقم، و من كرهها فليتقدم، فلم يقم معه منهم أحد، و خرجوا مع المرأة و أخيها حتي لحقوا بالكوفة [5] .

25- قال الطبري: قال أبومخنف: فحدثني السدي، عن رجل من بني فزارة، قال: لما كان زمن الحجاج بن يوسف كنا في دار الحارث بن أبي ربيعة التي في التمارين، التي أقطعت بعد زهير بن القين، من بني عمرو بن يشكر من بجيلة، و كان


أهل الشام لا يدخلونها، فكنا مختبئين فيها، قال: فقلت للفزاري: حدثني عنكم حين أقبلتم مع الحسين بن علي، قال: كنا مع زهير بن القين البجلي حين أقبلنا من مكة نساير الحسين، فلم يكن شي ء أبغض الينا من أن نسايره في منزل.

فاذا سار الحسين تخلف زهير بن القين، و اذا نزل الحسين تقدم زهير، حتي نزلنا يومئذ،في منزل لم نجد بدا من أن ننازله فيه فنزل الحسين في جانب، و نزلنا في جانب، فبينا نحن جلوس نتغدي من طعام لنا، اذ أقبل رسول الحسين حتي سلم، ثم دخل فقال: يا زهير بن القين، ان أباعبدالله الحسين بن علي بعثني اليك لتأتيه، قال: فطرح كل اسنان ما في يده حتي كأننا علي رؤسنا الطير [6] .

26- عنه قال أبومخنف: فحدثتني دلهم بنت عمرو، امرأة زهير بن القين، قالت: فقتل له: أيبعث اليك ابن رسول الله، ثم، لا تأتيه! سبحان الله! لو أتيته فسمعت من كلامه! ثم انصرفت؛ قالت: فأتاه زهير بن القين، فما لبث أن جاء مستبشرا قد أسفر وجهه؛ قالت: فأمر بفسطاطه و ثقله و متاعه، فقدم، و حمل الي الحسين، ثم قال لامرأته: أنت طالق، الحقي بأهلك، فاني لا أحب أن يصيبك من سبي الا خير.

ثم قال لاصحابه، من أحب منكم أن يتبعني و الا فانه آخر العهد، اني ساحدثكم حديثا، غزونا بلنجر، ففتح الله علينا، و أصبنا غنائم، فقال لنا سلمان الباهلي: [7] أفرحتم بما فتح الله عليكم و أصبتم من الغنائم! فقلنا: نعم، فقال لنا: اذا أدركتم شباب آل محمد، فكونوا أشد فرحا بقتالكم معهم منكم، بما أصبتم من الغنائم، فأما أنا فاني أستودعكم الله، قال: ثم والله ما زال في أول القوم حتي قتل [8] .



پاورقي

[1] الارشاد: 203.

[2] اللهوف: 31.

[3] و الظاهر انه بلنجر کما يأتي في حديث أبي‏مخنف.

[4] روضة الواعظين: 153.

[5] الاخبار الطوال: 246.

[6] تاريخ الطبري: 396/5.

[7] هو سلمان الفارسي لا الباهلي و غزوة بلنجر معروف في الفتوح و کتب السيرة.

[8] تاريخ الطبري: 396/5.