بازگشت

لقائه مع الفرزدق


1- قال المفيد: روي عن الفرزدق الشاعر، انه قال: حججت بأمي في سنة ستين، فبينا، أنا أسوق بعيرها حين دخلت الحرم، اذ لقيت الحسين بن علي عليهماالسلام، خارجا من مكة، مع أسيافه و أتراسه، فقلت: لمن هذا القطار، فقيل للحسين بن علي عليهماالسلام، فأتيته فسلمت عليه و قلت له أعطاك الله سؤلك و أملك فيما تحب بابي أنت و أمي يابن رسول الله ما أعجلك عن الحج فقال لو لم أعجل لا خدت. ثم قال لي من أنت قلت امرؤ من العرب، فلا والله ما فتشني عن أكثر من ذلك.

ثم قال لي: أخبرني عن الناس خلفك، فقلت الخبير سئلت قلوب الناس معك، و أسيافهم عليك، و القضاء ينزل من السمآء والله يفعل ما يشاء فقال: صدقت لله الأمر و كل يوم هو في شأن، أن نزل القضاء بما نحب و نرضي، فنحمد الله علي نعمائه، و هو السمتعان علي أداء الشكر، و ان حال القضاء دون الرجاء فلم يبعد من كان الحق نيته، و التقوي سريرته، فقلت له: أجل بلغك الله ما تحب، و كفاك ما تحذر و سألته عن أشياء عن نذور و مناسك فأخبرني بها و حرك راحلته


و قال: السلام عليك، ثم افترقنا [1] .

2- قال ابن شهرآشوب: فلما بلغ ذات عرق، رأي الفرزدق الشاعر، فسأل الخبر فقال: قلوب الناس معك و سيوفهم مع بني امية، قال: صدقت يا أخا تيم و ان الله يفعل ما يشاء و يحكم ما يريد [2] .

3- قال ابن طاووس: ثم سار حتي بلغ ذات عرق، فلقي بشر بن غالب، و أراد من العراق، فسأله عن أهلها فقال: خلفت القلوب معك، و السيوف مع بني أمية، فقال: صدق أخو بني أسد، ان الله يفعل ما يشاؤ و يحكم ما يريد [3] .

4- قال الطبري: قال أبومخنف، عن أبي جناب، عن عدي بن حرملة، عن عبدالله بن سليم و المذري، قالا: أقبلنا حتي انتهينا الي الصفاح، فلقينا الفرزدق بن غالب الشاعر، فواقف حسينا فقال له: أعطاك الله سؤلك و أملك فيها تحب، فقال له الحسين: بين لنا نبأ الناس خلفك، فقال له الفرزدق: من الخبير سألت، قلوب الناس معك، و سيوفهم مع بني أمية، و القضاء ينزل من السماء والله يفعل ما يشاء.

فقال له الحسين: صدقت، لله الامر، والله يفعل ما يشاء و كل يوم ربنا في شأن، ان نزل القضاء بما نحب فنحمد الله علي نعمائه، و هو السمتعان علي أداء الشكر، و ان حال القضاء دون الرجاء، فلم يعتد من كان الحق نيته، و التقوي سريرته، ثم حرك الحسين راحلته فقال: السلام عليك؛ ثم افترقا [4] .

5- عنه قال هشام، عن عوانة بن الحكم، عن لبطة بن الفرزدق بن غالب، عن أبيه، قال: حججت بأمي، فأنا أسوق بعيرها حين دخلت الحرم في أيام الحج، و ذلك في سنة ستين، اذ لقيت الحسين بن علي خارجا من مكة معه أسيافه و تراسه،


فقلت: لمن هذا القطار؟ للحسين بن علي، فأتيته فقلت: بأبي و أمي يابن رسول الله! ما أعجل عن الحج؟ فقال: لو لم أعجل لأخذت.

قال: ثم سألني: ممن أنت؟ فقلت له: امرؤ من العراق، قال: فوالله ما فتشني، عن أكثر من ذلك، و اكتفي بها مني، فقال: أخبرني عن الناس خلفك؟ قال: فقلت له: القلوب معك، و السيوف مع بني امية، و القضاء بيد الله، قال: فقال له: قال: فسألته عن أشياء، فأخبرني بها من نذور و مناسك، قال: و اذا هو ثقيل اللسان من برسام أصابه بالعراق.

قال: ثم مضيت فاذا بفسطاط مضروب في الحرم، و هيئة حسنة، فأتيته فاذا هو لعبد الله بن عمرو بن العاص، فسألني، فأخبرته بلقا، الحسين بن علي، فقال لي: ويلك! فهلا ابتعته، فوالله ليملكن، و لا يجوز السلاح فيه و لا في أصحابه، قال: فهممت والله أن ألحق به، و وقع في قلبي مقالته، ثم ذكرت الانبياء و قتلهم، فصدني ذلك عن اللحاق بهم.

فقدمت علي أهلي بعسفان، قال: فوالله اني لعندهم اذ أقبلت عير قد امتارت من الكوفة، فلما سمعت بهم خرجت في آثارهم حتي اذا اسمعتهم الصوت و عجلت عن ايتانهم صرخت بهخم، ألا ما فعل الحسين بن علي؟ قال: فردوا علي: ألا قد قتل قال: فانصرفت و أنا ألعن عبدالله بن عمرو بن العاص [5] .

6- قال الدينوري: ثم سار حتي اذا انتهي الي الصفاح، لقيه هناك الفرزدق الشاعر، مقبلا من العراق، يريد مكة، فسلم علي الحسين، فقال له الحسين: كيف خلفت الناس بالعراق؟ قال: خلفتهم و قلوبهم معك، و سيوفهم عليك. ثم ودعه [6] .


7- قال الجاحظ: لقي الحسين عليه السلام، الفرزدق، فسأله عن الناس فقال: القلوب معك، و السيوف عليك، و النصر في السماء [7] .

8- الحافظ ابن عساكر: قال ابن سعد: أنبأنا عبدالله بن الزبير الحميدي، أنبأنا سفيان بن عيينة، حدثني لبطة بن الفرزدق، و هو في الطواف، و هو مع ابن شبرمة قال: أخبرنا أبي قال: خرجنا حجاجا فلما كنا بالصفاح اذا نحن بركب عليهم اليلامق و معهم الدرق، فلما دنوت منهم اذا أنا بحسين بن علي فقلت: أي أبوعبدالله قال: فقال: يا فرزدق ما وراؤك؟ قال: قلت أنت أحب الناس الي الناس، و القضاء في السماء، و السيوف مع بني امية.

قال: ثم دخلنا مكة فلما كنا بمني قلت له لو أتينا عبدالله بن عمرو، فسألناه عن حسين، و عن مخرجه، فأتينا منزله بمني فاذا نحن بصبية له سود مولدين يلعبون قلنا لهم: أين أبوكم؟ قالوا: في الفسطاط يتوضأ. فلم يلبث أن خرج علينا من فسطاطه فسألناه عن حسين؟ فقال: أما انه لا يحيك فيه السلاح!

قال: فقلت له: تقول هذا فيه، و أنت الذي قاتلته و أباه؟ فسبني فسببته! قال ثم خرجنا حتي أتينا ماءا لنا يقال له: «تعشار» فجعل لا يمر بنا أحد الا سألناه عن حسين حتي مربنا ركب، فناديناهم، ما فعل حسين بن علي؟ قالوا: قتل. فقلت: فعل الله بعبد الله بن عمرو و فعل [8] .

9- قال ابن عبد ربه: و لقي الحسين بن علي رضوان الله عليهما، الفرزدق في مسيره الي العراق، فسأله عن الناس، فقال: القلوب معك، و السيوف عليك، و النصر في السماء [9] .


10- قال سبط ابن الجوزي: أما الحسين عليه السلام: فانه خرج من مكة، سابع ذي الحجة سنة ستين، فلما وصل بستان بني عامر، لقي الفرزدق الشاعر، و كان يوم التروية، فقال له الي أين يا ابن رسول الله ما أعجلك عن الموسم، قال لو لم أعجل لاخذت أخذا، فأخبرني يا فرزدق عما ورائك فقال تركت الناس بالعراق قلوبهم معك و سيوفهم مع بني أمية فاتق الله في نفسك و ارجع.

فقال له: يا فرزدق ان هؤلا، قوم لزموا طاعة الشيطان، و تركوا طاعة الرحمن، و أظهر الفساد في الارض، و ابطلوا الحدود، و شربوا الخمور و استأثروا في أموال الفقراء و المساكين، و أنا أولي من قام بنصرة دين الله، و اعزاز شرعه، و الجهاد في سبيله، لتكون كلمة الله هي العلياء، فأعرض عنه الفرزدق و سار [10] .


پاورقي

[1] الارشاد: 201 و اعلام الوري: 227.

[2] المناقب: 213/2.

[3] اللهوف: 30.

[4] تاريخ الطبري: 386/5.

[5] تاريخ الطبري: 386.

[6] الاخبار الطوال: 245.

[7] البيان و التبيين: 189/2.

[8] ترجمة الامام الحسين: 205.

[9] العقد الفريد: 268/2.

[10] تذکرة الخواص: 240.