بازگشت

ارساله مسلم ابن عقيل الي الكوفة


1- قال الشيخ المفيد: كتب عليه السلام مع هاني بن هاني، و سعيد بن عبدالله، و كانا آخر الرسل.

بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي الي الملأ من المؤمنين و المسلمين، أما بعد فان هانيا و سعيدا قدما علي بكتبكم و كانا آخر من قدم علي من رسلكم و قد فهمت كل الذي اقتصصتم، و ذكلتم و مقالة جلكم انه ليس علينا امام، فاقبل لعل الله أن يجمعنا بك علي الحق، و الهدي، و اني باعث اليكم أخي و ابن عمي و ثقتي من أهل بيتي، مسلم بن عقيل.

فان كتب الي أنه قد اجتمع رأي ملاءكم و ذوي الحجي و الفضل منكم علي مثل ما قدمت به رسلكم، و قرأت في كتبكم فاني أقدم اليكم و شيكا انشاء الله فلعمري، ما الامام الا الحاكم بالكتاب، القائم بالقسط، الداين بدين الحق الحابس نفسه علي ذات الله والسلام.

و دعي الحسين عليه السلام مسلم بن عقيل، فسرحه مع قيس بن مسهر الصيداوي و عمارة بن عبدالله السلولي، و عبدالله و عبدالرحمن ابنا شداد الأرحبي و أمره با التقوي و كتمان امره و اللطف فان رأي الناس مجتمعين مستوسقين عجل الله بذلك.


فأقبل مسلم رحمه الله حتي أتي المدينة، فصلي في مسجد رسول الله صلي الله عليه و آله و دع من أحب أهله و استاجرد ليلين من قيس، فاقبلا به يتنكبان الطرق، فضلا و أصابهما عطش شديد، فعجزا عن السير، فأوما له الي سنن الطريق بعد أن لاح لهما ذلك فسلك مسلم ذلك السنين و مات الدليلان عطشا، فكتب مسلم بن عقيل رحمة الله عليهما، من الموضع المعروف بالمضيق مع قيس بن مسهر.

أما بعد فاني أقبلت من المدينة مع دليلين فجازا عن الطريق فضلا و اشتد عليهما العطش، فلم يلبثا أن ماتا و أقبلنا حتي انتهينا الي الماء، فلم ننج الا بحشاشة أنفسنا و ذلك الماء بمكان يدعي المضيق من بطن الخبت و قد تطيرت من توجهي هذا، فان رأيت أعفيتني منه و بعثت غيري والسلام.

فكتب اليه الحسين عليه السلام، أما بعد: فقد خشيت ان لا يكون حملك علي الكتاب الي في الاستعفاء من الوجه الذي وجهتك له الا الجبن، فامض لوجهك الذي وجهتك فيه، والسلام.

فلما قرأ مسلم الكتاب قال أما هذا فلست أتخوفه علي نفسي، فأقبل حتي مر بماء لطي، فنزل ثم ارتحل عنه، فاذا رجل يرمي الصيد فنظر اليه قدرمي ظبيا حين أشرف له، فصرعه فقال مسلم بن عقيل نقتل عدونا انشاء الله تعالي ثم أقبل حتي دخل الكوفة فنزل في دار المختار بن أبي عبيدة، و هي التي تدعي اليوم دار مسلم بن المسيب، و أقبلت الشيعة تختلف اليه.

فلما اجتمع اليه منهم جماعة قرء عليهم كتاب الحسين عليه السلام و هم يبكون، و بايعه الناس حتي بايعه منهم ثمانية عشر ألفا، فكتب مسلم الي الحسين عليه السلام يخبره ببيعة ثمانية عشر الفا، و يأمره بالقدوم، و جعلت الشيعة تختلف الي مسلم بن عقيل رحمه الله حتي علم بمكانه، فبلغ النعمان بن بشير ذلك، و كان واليا علي الكوفة من قبل معاوية فأقره يزيد عليها فصعد المنبر فحمد الله و اثني عليه ثم قال.


أما بعد فأتقوا الله عباد الله، و لا تسارعوا الي الفتنة و الفرقه، فان فيها تهلك الرجال و تسفك الدماء، و تغصب الأموال، اني لا أقاتل من لا يقاتلني و لا أتي علي من لم يأت علي، و لا انبه نائمكم و لا اتحرش بكم، و لا آخذ بالقرف و لا الظنة و لا التهمه و لكنكم ان أبديتم صفحتكم لي و نكثتم بيعتكم، و خالفتم امامكم فوالله الذي لا اله غيره لأضربنكم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي، و لو لم يكن لي منكم ناصر، أما اني أرجو أن يكون من يعرف الحق منكم أكثر ممن يرديه الباطل.

فقال اليه عبدالله بن مسلم بن ربيعة الحضرمي حليف بني أمية فقال له: انه لا يصلح ما تري أيها الامير، الا الغشم و ان هذا الذي أنت عليه فيما بينك و بين عدوك رأي المستضعفين، فقال له النعمان: لأن أكون من المستضعفين في طاعة الله أحب الي من أن أكون من الاعزين في معصية الله، ثم نزل، و خرج عبدالله بن مسلم، و كتب الي يزيد بن معاوية كتابا.

أما بعد فان مسلم بن عقيل قد قدم الكوفة و بايعته الشيعة للحسين بن علي ابن أبي طالب عليهماالسلام، فان يكن لك في الكوفة حاجة فابعث اليها رجلا قويا ينفذ أمرك و يعمل مثل عملك في عدوك، فان النعمان بن بشير رجل ضعيف أو هو يتضف،ثم كتب اليه عمارة بن عقبة بنحو من كتابه [1] .

2- قال الطبرسي: فدعا به مسلم ابن عقيل، فسرحه مع قيس بن مسهر الصيداوي، و عمارة بن عبدالله السلولي و عبدالرحمن بن عبدالله الازدي، فأقبل مسلم حتي دخل الكوفة، فنزل دار المختار بن أبي عبيدة، و أقبلت الشيعة تختلف اليه و بايعه الناس حتي بايعه منهم ثمانية عشر ألفا، فكتب مسلم الي الحسين بن علي يخبره بذلك، و يأمره بالقدوم، و علي الكوفة يومئذ النعمان بن بشير من قبل


يزيد، و كتب عبدالله بن مسلم الحضرمي، الي يزيد بن معاوية أن مسلم بن عقيل قدم الي الكوفة، فبايعته الشيعة للحسين بن علي، فان كان لك في الكوفة حاجة فابعث اليها رجلا قويا، فان النعمان بن بشير رجل ضعيف [2] .

3- قال الفتال: دعا الحسين مسلم بن عقيل مع قيس بن مسهر الصيداوي، و عمارة بن عبدالله السلولي، و عبدالرحمن بن عبدالله الارحبي و أمره بتقوي الله و كتمان أمره، و اللطف، فان رأي الناس مجمعين مستوثقين عجل الي بذلك، فاقبل مسلم حتي أتي الكوفة فنزل دار المختار بن أبي عبيدة، و هي تدعي دار سلام بن المسيب، فاقبلت الشيعة يختلف اليه فكلما اجتمع اليه منهم جماعة قرأ عليهم كتاب الحسين عليه السلام، و هم يبكون و بايعه الناس حتي بايعه منهم ثمانية عشر الفا.

فكتب مسلم الي الحسين بن علي عليهماالسلام، يخبره ببيعة ثمانية عشر الفا و يأمره بالقدوم، و جعلت الشيعة يختلف الي مسلم بن عقيل رضي الله عنه، حتي علم بمكانه، فبلغ النعمان بن بشير و كان واليا علي الكوفة من قبل معاوية فأقره يزيد عليها، و كتب عبدالله بن مسلم و عمارة بن عقبة و عمر بن سعد الي يزيد بن معاوية أما بعد فان مسلم بن عقيل قدم الكوفة، فبايعه شيعة الحسين بن علي عليهماالسلام، فان يكن لك في الكوفة حاجة فابعث اليها رجلا قويا، ينفذ امرك و يعمل مثل عملك في عدوك، فان النعمان بن بشير رجل ضعيف أو هو يتضعف [3] .

4- قال ابن شهرآشوب: كتب مع مسلم بن عقيل بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي الي الملأ من المسلمين و المؤمنين، أما بعد فان هانيا و سعيدا قدما علي بكتبكم، و كانا آخر من قدم علي من رسلكم، و قد فهمت كل الذي اقتصصتم، و ذكرتم، و مقالة جلكم أنه ليس لنا امام، فأقبل لعل الله أن يجمعنا بك علي الهدي،


و أنا باعث اليكم أخي و ابن عمي، و ثقتي من أهل بيتي، فان كتب الي أنه قد أجمع راي أحداثكم و ذوي الفضل منكم، علي مثل ما قدمت به رسلكم، و تواترت به كتبكم أقدم عليكم و شيكا ان شاء الله و لعمري، ما الامام الا الحاكم القائم بالقسط، الداين بدين الله، الحابس نفسه علي ذات الله.

فقصد مسلم علي غير الطريق و كان رائده رجلان من قيس عيلان، فأضلا الطريق و ماتا من العطش، و ادرك مسلم ماء فتطير مسلم من ذلك و كتب الي الحسين عليه السلام يستعفيه من ذلك فأجابه أما بعد خشيت أن لا يكون حملك علي الكتاب الي والاستعفاء من وجهك هذا الذي أنت فيه الا الجبن والفشل فامض لما أمرت به.

فدخل مسلم الكوفة فسكن في دار سالم ابن المسيب، فاختلف اليه الشيعة، فقرء عليهم كتابه فبايعه اثناعشر ألف رجل، فرفع ذلك الي النعمان بن بشير و هو والي الكوفة فجمع الناس فخطب فيهم و نصحهم و كتب عبدالله بن مسلم الحضرمي، و عمارة بن عقبة بن الوليد و عمر بن سعد بن أبي وقاص الي يزيد، ان كان لك حاجة في الكوفة، فابعث رجلا قويا ينفذ أمرك و يعمل مثل عملك، فان النعمان بن بشير اما ضعيف أو متضعف [4] .

5- قال ابن طاووس: ثم طلب مسلم بن عقيل، و أطلعه علي الحال، و كتب معه جواب كتبهم، يعدهم بالقبول، و يقول ما معناه قد نفذت اليكم ابن عمي مسلم ابن عقيل، ليعرفني ما أنتم عليه، من رأي جميل فسار مسلم بالكتاب حتي وصل بالكوفة، فلما وقفوا علي كتابه كثر استبشارهم بايابه، ثم أنزلوه في دار المختار بن أبي عبيدة الثقفي، و صارت الشيعة تختلف اليه، فلما اجتمع اليه منهم جماعة قرأ عليهم


كتاب الحسين عليه السلام، و هم يبكون، حتي بايعه منهم ثمانية عشر الفا، و كتب عبدالله ابن مسلم الباهلي و عمارة بن عقبة بن وليد، و عمر بن سعد، الي يزيد يخبرونه بأمر مسلم و يشيرون عليه بصرف النعمان بن بشير و ولاية غيرة [5] .


پاورقي

[1] الارشاد: 185.

[2] اعلام الوري:231.

[3] روضة الواعظين: 148.

[4] المناقب: 209/2.

[5] اللهوف: 16.