بازگشت

ما جري بينه و مروان


1- فرات قال حدثني علي بن حمدون معنعنا عن ابن الجارية و اصبغ بن نباتة الحنظلي، قال لما كان مروان علي المدينة خطب الناس فوقع في أميرالمؤمنين عليه السلام، قال فلما نزل من المنبر أتي الحسين بن علي عليه السلام فقيل له ان مروان قد وقع في علي عليه السلام، قال فما كان في المسجد الحسن عليه السلام قالوا بلي، قال فلم يقل له شيئا قالوا: لا فقام الحسين عليه السلام مغضبا حتي دخل علي مروان.

فقال يا ابن الزرقاء و يا ابن آكلة القمل أنت الواقع في علي عليه السلام، قال له مروان أنت صبي لا عقل لك قال فقال له الحسين عليه السلام ألا أخبرك بما فيك و أصحابك و في علي عليه السلام قال: ان الله تبارك و تعالي قال: «ان الذين امنوا و عملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمان ودا» فذلك لعلي و شيعتة «فانما يسرناه بلسانك لتبشربه المتقين» فبشر بذلك النبي صلي الله عليه و آله لعلي بن أبي طالب عليه السلام [1] .


2 - روي ابن شهرآشوب، عن عبدالملك بن عمير و الحاكم و العباس قالوا: خطب الحسين عليه السلام عائشة بنت عثمان، فقال مروان ازوجها عبدالله بن الزبير، ثم ان معاوية كتب الي مروان و هو عامله علي الحجاز، يأمره ان يخطب ام كلثوم بنت عبدالله بن جعفر لابنه يزيد، فأبي عبدالله بن جعفر فأخبره بذلك فقال عبدالله: ان أمرها ليس الي انما هو الي سيدنا الحسين عليه السلام و هو خالها.

فأخبر الحسين بذلك فقال استخير الله تعالي، اللهم وفق لهذه الجارية رضاك من آل محمد، فلما اجتمع الناس في مسجد رسول الله صلي الله عليه و آله أقبل مروان حتي جلس الي الحسين عليه السلام و عنده من الجلة.

و قال ان أميرالمؤمنين أمرني بذلك و ان اجعل مهرها حكم أبيها بالغا ما بلغ مع صلح ما بين هذين الحيين مع قضا، دينه أعلم أن من يغبطكم بيزيد أكثر ممن يغبطه بكم و العجب كيف يستمهر يزيد و هو كفو من لا كفوله و بوجهه يستسقي الغمام فرد خيرا يا أباعبدالله.

فقال الحسين عليه السلام: الحمدلله الذي اختارنا لنفسه و ارتضانا لدينه و اصطفانا علي خلقه الي آخر كلامه عليه السلام، ثم قال يا مروان قد قلت فسمعنا اما قولك مهرها حكم أبيها بالغا ما بلغ، فلعمري لو أردنا ذلك ما عدونا سنة رسول صلي الله عليه وآله في بناته و نسائه و أهل بيته و هو اثنتا عشرة أو يكون أربعماءة و ثمانين درهما.

أما قولك مع قضاء دين أبيها فمتي كن نساؤنا يقضين عنا ديوننا، و أما صلح ما بين هذين الحيين فأنا قوم عاديناكم في الله و لم نكن نصالحكم للدنيا فلعمري فلقد اعيي النسب فكيف السبب و أما قولك العجب ليزيدك كيف يستمهر فقد اسمتهر من هو خير من يزيد و من أب يزيد و من جد يزيد.


فأما قولك ان يزيد كفو من لا كفوله، فمن كان كفوه قبل اليوم فهو كفوه اليوم مازادته امارته في الكفاة شيئا، و اما قولك بوجهه يستسقي الغمام فانما كان ذلك بوجه رسول الله صلي الله عليه و آله و أما قولك من يغبطنا به أكثر ممن يغبط بنا، فانما فانما يغبطنا به أهل الجهل و يغبطه بنا أهل العقل.

ثم قال بعد كلام فاشهدوا جميعا اني قد زوجت أم كلثوم بنت عبدالله بن جعفر بن ابن عمها القسم بن محمد بن جعفر، علي اربعمأة و ثمانين درهما و قد نحلتها ضيعتي بالمدينة أو قال أرضي بالعتيق و ان عليها في السنة ثمانية آلاف دينار، ففيها لهما غني انشاء الله، قال فتغير وجه مروان و قال: اغدوا يا بني هاشم تأبون الا العداوة [2] .

3- قال ابن أبي الحديد: أما مروان فأخبث عقيدة، و أعظم الحادا و كفرا؛ و هو الذي خطب يوم وصل اليه رأس الحسين عليه السلام الي المدينة؛ و هو يومئذ أميرها و قد حمل الرأس علي يديه فقال:



يا حبذا بردك في اليدين

و حمرة تجري علي الخدين



كأنما بت بمحشدين

ثم رمي بالرأس نحو قبر النبي، قال: يا محمد، يوم بيوم بدر، و هذا القول مشتق من الشعر الذي تمثل به يزيد بن معاوية و هو شعر ابن الزبعري يوم وصل الرأس اليه [3] .



4- عنه قال: روي المدائني، عن جويرية بن أسماء قال: لما مات الحسن عليه السلام أخرجوا جنازته، فحمل مروان بن الحكم سريره، فقال له الحسين عليه السلام: تحمل اليوم جنازته و كنت بالامس تجرعه الغيظ؟ قال: مروان: نعم؛كنت أفعل ذلك بمن


يوازن حمله الجبال [4] .

5- عنه روي المدائني عن يحيي بن زكريا، عن هشام بن عروة، قال: قال الحسن، عند وفاته: اذفنوني عند قبر رسول الله صلي الله عليه و آله: الا أن تخافوا أن يكون في ذلك شر، فلما أرادوا دفنه، قال مروان بن الحكم: يدفن عثمان في حش كوكب، و يدفن الحسن هاهنا، فاجتمع بنو هاشم و بنو امية، و أعان هؤلاء قوم و هؤلاء قوم و جاءوا بالسلاح.

فقال أبوهريرة لمروان: أتمنع الحسن أن يدفن في هذا الموضع، و قد سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله يقول: الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة قال مروان: دعنا منك، لقد ضاع حديث رسول الله صلي الله عليه و آله اذ كان لا يحفظه غيرك و غير أبي سعيد الخدري و انما أسلمت أيام خيبر.

قال أبوهريرة: صدقت، أسلمت أيام خيبر، و لكنني لزمت رسول الله صلي الله عليه و آله و لم أكن أفارقه و كنت أسأله، و عنيت بذلك حتي علمت من أحب و من أبغض، و من قرب و من أقر و من نفي، و من لعن و من دعا له.

فلما رأت عائشة السلاح و الرجال، و خافت أن يعظم الشر بينهم، و تسفك الدماء قالت: البيت بيتي و لا آذن لأحد أن يدفن فيه، و أبي الحسين عليه السلام أن يدفنه الا مع جده، فقال له محمد بن الحنفية: يا أخي انه لو أوصي أن يدفنه لدفناه أو نموت قبل ذلك و لكنه قد استثني، قال: الا أن تخافوا الشر، فأي شر يري أشد مما نحن فيه فدفنوه في البقيع [5] .

5- عنه قال أبوالفرج: و قال جويرية بن أسماء: لما مات الحسن و اخرجوا جنازته جاء مروان حتي دخل تحته فحمل سريره، فقال له الحسين عليه السلام: أتحمل


اليوم سريره و بالأمس كنت تجرعه الغيظ! قال مروان: كنت أفعل ذلك به من يوازن حلمه الجبال [6] .

6- العياشي باسناده: عن داود بن فرقد عن أبي عبدالله عليه السلام، قال: دخل مروان بن الحكم المدينة قال: فاستلقي علي السرير و ثم مولي للحسين؛ فقال «ردوا الي الله موليهم الحق و هو أسرع الحاسبين» قال: فقال الحسين لمولاه: ماذا قال هذا حين دخل؟ قال استلقي علي السرير فقرأ «ردوا الي الله موليهم» الي قوله «الحاسبين» قال: فقال الحسين عليه السلام نعم و الله رددت أنا و أصحابي الي الجنة، و رد هو و أصحابه الي النار [7] .


پاورقي

[1] تفسير فرات: 90.

[2] المناقب: 171/2.

[3] شرح النهج: 71/4.

[4] شرح النهج: 71/4.

[5] شرح النهج: 13/16.

[6] شرح النهج: 15/16.

[7] تفسير العياشي: 362/1.