ما جري بينه و ابن الحنفية
1- الصفار حدثنا ايوب بن نوح، عن صفوان بن يحيي، عن مروان بن اسماعيل عن حمزة بن حمران، عن أبي عبدالله عليه السلام، قال: ذكرنا خروج الحسين و تخلف ابن الحنفية عنه، قال أبوعبدالله يا حمزة اني ساحد ثك في هذا الحديث، و لا تسئل عنه مجلسنا هذا، ان الحسين لما فصل متوجها دعا بقرطاس و كتب: بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي الي بني هاشم، أما بعد فانه من ألحق بي منكم استشهد معي، و من تخلف لم يبلغ الفتح، و السلام [1] .
2- قال الطبري: قال أبومخنف: عن هشام بن الوليد، عمن شهد ذلك، قال: أقبل الحسين ابن علي بأهله من مكة و محمد بن الحنفية بالمدينة، قال: فبلغه خبره و هو يتوضأ في طست، قال: فبكي حتي سمعت و كف دموعه في الطست [2] .
3- قال ابن ابي الحديد لما تقاعس محمد يوم الجمل عن الحملة، و حمل علي عليه السلام بالراية، فضعضع أركان عسكر الجمل، دفع اليه الراية، و قال: امح الاولي بالاخري و هذه الانصار معك، و ضم اليه خزيمه بن ثابت ذا الشهادتين، في جمع من الانصار، كثير منهم من أهب بدر، فحمل حملات كثيرة، ازال بها القوم، عن موا
قفهم و أبلي بلاء حسنا.
فقال خزيمة بن ثابت لعلي عليه السلام: أما انه لو كان غير محمد اليوم لافتضح، و لئن كنت خفت عليه الجبن، و هو بينك و بين حمزة و جعفر، لما خفناه عليه، و ان كنت أردت أن تعلمه الطعان فسطا لما عملته الرجال، و قالت الانصار: يا أميرالمؤمنين لو لا ما جعل الله تعالي للحسن و الحسين عليهماالسلام لما قدمنا علي محمد أحدا من العرب.
فقال علي عليه السلام: أين النجم من الشمس و القمر أما انه قد أغني و أبلي، و له فضله، و لا ينقص فضل صاحبيه عليه، و حسب صاحبكم ما انتهت به نعمة الله تعالي اليه، فقالوا: يا أميرالمؤمنين، انا و الله لا نجعله كالحسن و الحسين، و لا نظلمها له، و لا نظلمه - لفضلهما عليه - حقه، فقال علي عليه السلام: أين يقع ابني من ابني بنت رسول الله صلي الله عليه و آله؟ فقال خزيمة بن ثابت فيه:
محمد ما في عودك اليوم وهمة
و لا كنت في الحرب الضروس معردا
أبوك الذي لم يركب الخيل مثله
علي، و سماك النبي محمدا
فلو كان حقا من أبيك خليفة
لكنت، و لكن ذاك مالا يري بدا
و أنت بحمد الله أطول غالب
لسانا، و انداها بما ملكت يدا
و أقربها من كل خير تريده
قريش و أوفاها بما قال موعدا
و أطعنهم صدر الكمي برمحه
و أكساهم للهام عضبا مهندا
سوي أخويك السيدين، كلاهما
امام الوري والدا عيان الي الهدي
أبي الله أن يعطي عدوك مقعدا
من الارض أوفي الاوج مرقي و مصعدا [3] .
4- عنه قيل لمحمد ابن الحنفية: لم يغر ربك أبوك في الحرب، و لم لا يغرر بالحسن و الحسين؟ فقال: لانهما عيناه، و أنا يمينه فهو يذب عن عينيه بيمينه [4] .
5 - قال ابن عبد ربه: وقف محمد بن الحنفية علي قبر الحسين بن علي عليهماالسلام فخنقته العبرة، ثم نطق فقال: يرحمك الله أبامحمد، [5] فلثن عزت حياتك فلقد هدت و فاتك، و لنعم الروح روح ضمه بدنك، و لنعم البدن بدن ضمه كفنك، و كيف لا يكون كذلك و أنت بقية ولد الأنبياء، و سليل الهدي، و خامس أصحاب الكساء، غذتك أكف الحق، و ربيت في حجر الاسلام، قطبت حيا و طبت ميتا، و ان كانت أنفسنا غير طيبة بفراقك، و لا شاكة في الخيار لك [6] .
پاورقي
[1] بصائر الدرجات: 481.
[2] تاريخ الطبري: 394/5.
[3] شرح النهج: 245/1.
[4] شرح النهج: 28/11.
[5] کذا في الاصل.
[6] العقد الفريد: 239/3.