بازگشت

ان الحسين علي عضد النبي و عاتقه


1- الصدوق حدثنا محمد بن موسي بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي قال: حدثنا أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه، عن فضالة، ابن أيوب، عن زيد الشحام، عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي الباقر، عن أبيه عليه السلام قال: مرض النبي صلي الله عليه و آله المرضة التي عوفي منها فعادته فاطمة عليهماالسلام سيدة النساء و معها الحسن و الحسين قد اخذت الحسن بيدها اليمني و اخذت الحسين بيدها اليسري و هما يمشيان و فاطمة بينهما حتي دخلوا منزل عايشة.

فقعد الحسين عليه السلام علي جانب رسول الله الأيمن و الحسين علي جانب رسول الله الأيسر، فاقبلا يغمزان ما يليهما من بدن رسول الله صلي الله عليه و آله فما أفاق النبي صلي الله عليه و آله من نومه، فقالت فاطمة للحسن و الحسين: جبيبي ان جدكما قد غفا فانصرفا ساعتكما هذه و دعاه حتي يفيق و ترجعان اليه، فقالا لسنا ببارحين في وقتنا هذا فاضطجع الحسن علي عضد النبي صلي الله عليه و آله الأيمن و الحسين علي عضده الايسر.

فغفيا و انتهبا قبل أن ينتبه النبي و قد كانت فاطمة لمانا ما انصرفت الي منزلها، فقالا لعايشة ما فعلت امنا قالت لما نمتما رجعت الي منزلها فخرجا في ليلة ظلماء مد لهمة ذات رعد و برق و قد ارخت السماء عز اليها فسطع لهما نور فلم يزالا يمشيان في ذلك النور و الحسن قابض بيده اليمني علي يد الحسين اليسري، و هما يتماشيان و يتحدثان حتي أتيا حديقة بني النجار، فلما بلغا الحديقة حارا فبقيا لا يعلمان أين


يأخذان.

فقال الحسن للحسين انا قد حرنا و بقينا علي حالتنا هذه و ما ندري أين نسلك فلا عليك أن ننام في وقتنا هذا حتي نصبح فقال له الحسين عليه السلام دونك يا أخي فافعل ما تري فاضطجعا جميعا، و اعتنق كل واحد منهما صاحبه و ناما و انتبه النبي صلي الله عليه و آله من نومته التي نامها فطلبهما في منزل فاطمة فلم يكونا فيه و افتقدهما.

فقام عليه السلام قائما علي رجليه و هو يقول: الهي و سيدي و مولاي هذان شبلاي خرجا من المخمصة و المجاعة، اللهم أنت وكيلي عليها فسطع للنبي نور قلم يزل يمضي في ذلك النور حتي أتي حديقه بني النجار، فاذا هما نائمان قد اعتنق كل واحد منهما صاحبه و قد تقشعت السماء فوقها كطبق فهي تمطر كاشد مطر ما راه الناس قط، و قد منع الله عزوجل المطر منهما في البقعة التي هما فيها نائمان.

لا يمطر عليها قطرة و قد اكتنفتهما حية لها شعرات كاجام القصب و جناحان جناح قد غطت به الحسن و جناح قد غطب به الحسين، فلما أن بصر بهما النبي تنحنح فانسابت الحية و هي تقول اللهم اني أشهدك و أشهد ملائكتك ان هذين شبلا نبيك قد حفظتهما عليه و دفعتهما اليه سالمين صحيحين، فقال لها النبي صلي الله عليه و آله أيتها الحية ممن أنت قالت: أنا رسول الجن اليك لتعلمنا ما نسينا من كتاب الله.

فلما بلغت هذا الموضع سمعت مناديا ينادي أيتها الحية هذان شبلا رسول الله فاحفظهما من الافات و العاهات، و من طوارق الليل والنهار، فقد حفظتهما و سلمتهما اليك سالمين صحيحين و أخذت الحية الاية و انصرفت و أخذ النبي صلي الله عليه و آله فوضعه علي عاتقه الأيمن و وضع الحسين علي عاتقه الأيسر، و خرج علي عليه السلام، فلحق برسول الله صلي الله عليه و آله، فقال له بعض أصحابه بأبي أنت و امي ادفع الي أحد شبليك اخفف عنك.

فقال امض فقد سمع الله كلامك و عرف مقامك و تلقاه اخر فقال: بأبي أنت و


أمي ادفع الي أحد شبليك أخفف عنك، فقال: امض فقد سمع الله كلامك و عرف مقامك، فتلقاه علي عليه السلام، فقال بأبي أنت و أمي يا رسول الله ادفع الي أحد شبلي و شبليك حتي اخفف عنك، فالتفت النبي صلي الله عليه و آله الي الحسن فقال يا حسن هل تمضي الي كتف أبيك فقال له و الله يا جداه ان كتفك لأحب الي من كتف أبي.

ثم التفت الي الحسين عليه السلام فقال يا حسين هل تمضي الي كتف أبيك فقال له: و الله يا جداه اني لأقول لك كما قال أخي الحسن ان كتفك لأحب الي من كتف أبي فأقبل بهما الي منزل فاطمة عليهاالسلام و قد ادخرت لهما تميرات فوضعتها بين أيديهما فأكلا و شبعا و فرحا فقال لهما النبي صلي الله عليه و آله قوما الان فاصطرعا

فقاما ليصطرعا و قد خرجت فاطمة في بعض حاجتها فدخلت فسمعت النبي و هو يقول ايه يا حسن شد علي الحسين، فاصرعه فقالت له يا أبه و اعجباه أتشجع هذا علي هذا اتشجع الكبير علي الصغير، فقال لها يا بنية أما ترضين أن أقول أنا يا حسن شد علي السحين فاصرعه وهذا حبيبي جبرئيل يقول يا حسين شد علي الحسن فاصرعه [1] .

2- عنه حدثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدثنا سعد بن عبدالله بن أبي خلف، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن حماد بن عيسي عن عبدالله بن مسكان، عن أبان ابن خلف، عن سليم بن قيس الهلالي عن سلمان الفارسي رحمه الله، قال: دخلت علي النبي صلي الله عليه و آله فاذا الحسين علي فخذيه و هو يقبل عينيه و يلثم فاه و هو يقول: أنت سيد ابن سيد، أنت امام ابن امام، أنت حجة ابن حجة، أبوحجج تسعة من صلبك، تاسعهم قائمهم [2] .

3- قال ابن عساكر: قرأت علي أبي محمد عبدالكريم بن حمزة، عن أبي بكر


الخطيب، أنبأنا أبوالقاسم الحسين بن أحمد بن عثمان ابن شيطا البزاز، أنبأنا أبوالحسن علي بن محمد بن المعلي بن الحسن الشونيزي، أنبأنا محمد بن جرير الطبري، الفقيه، حدثني محمد بن اسماعيل الضراري، أنبأنا شعيب بن ماهان، عن عمرو بن جميع العبدي، عن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي عن ربية السعدي قال لما اختلف الناس في التفضيل رحلت راحلتي و أخذت زادي حتي دخلت المدينة فدخلت علي حذيفة بن اليمان، فقال لي: من الرجل؟ قلت: من أهل العراق. فقال: من أي العراق؟ قال: قلت: رجل من أهل الكوفة. قال: مرحبا بكم يا أهل الكوفة ما جاء بك قال: قلت: اختلف الناس علينا في التفضيل فجئت لأسألك عن ذلك. فقال لي: علي الخبير سقطت، أما أني لا أحدثك الا ما سمعته اذ نادي و وعاه قلبي و أبصرته عيناي.

خرج علينا رسول الله صلي الله عليه و آله كأني انظر اليه كما انظر اليك الساعة حامل الحسين بن علي علي عاتقه كاني انظر الي كفه الطيبة واضعها علي قدمه يلصقها بصدره فقال: يا أيها الناس لأعرفن ما اختلفتم فيه يعني في الخيار بعدي - هذا الحسين بن علي خير الناس جدا و خير الناس جدة، جده محمد رسول الله سيد النبيين و جدته خديجة بنت خويلد سابقة نساء العالمين الي الايمان بالله و رسوله.

هذا الحسين بن علي خير الناس أبا و خير الناس أما، أبوه علي ابن أبي طالب أخو رسول الله صلي الله عليه و آله و وزيره و ابن عمه و سابق رجال العالمين الي الايمان بالله و رسوله، و أمه فاطمة بنت محمد سيدة نساء العالمين.

هذا الحسين بن علي خير الناس عما و خير الناس عمة، عمه جعفر بن أبي طالب المزين بالجناحين يطير بهما في الجنة حيث يشاء، و عمته أم هاني ء بنت أبي طالب.

هذا الحسين بن علي خير الناس خالا و خير الناس خالة، خاله القاسم بن محمد


رسول الله و خالته زينب بنت محمد رسول الله، ثم وضعه عن عاتقه فدرج بين يديه و حبا، ثم قال: يا أيها الناس هذا الحسين بن علي جده و جدته في الجنة و أبوه و أمه في الجنة، و عمه و عمته في الجنة، و خاله و خالته في الجنة، و هو و أخوه في الجنة، انه لم يؤت أحد من ذرية النبيين ما أوتي الحسين بن علي ما خلا يوسف بن يعقوب [3] .


پاورقي

[1] امالي الصدوق: 266.

[2] عيون اخبار الرضا: 52/1.

[3] ترجمة الامام الحسين: 135.