بازگشت

جوده و شجاعته


1- قال ابن شهرآشوب: انه كان بين الحسين عليه السلام و بين الوليد بن عقبه منازعة في ضيعة فتناول الحسين عمامة الوليد عن رأسه و شدها في عنقه و هو يومئذ وال علي المدينة فقال مروان بالله ما رأيت كاليوم جرءة رجل علي أميره فقال الوليد، و الله ما قلت هذا غضبا لي و لكنك حسدتني علي حلمي عنه و انما كانت الضيعة له، فقال الحسين الضيعة لك يا وليد و قام [1] .

2 - عنه، قيل له يوم الطف أنزل علي حكم بني عمك قال: لا و الله، لا


أعطيكم يدي اعطاء الذليل و لا افر فرار العبيد، ثم نادي يا عباد الله اني عذت بربي و ربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب [2] .

3- عنه قال عليه السلام موت في عز خير من حيوة في ذل، و أنشاء عليه السلام في يوم قتل:



الموت خير من ركوب العار

و العار اولي من دخول النار



و الله ما هذا و هذا جاري [3] .

4- روي المجلسي عن المناقب عن عمرو بن دينار قال: دخل الحسين عليه السلام علي اسامة بن زيد و هو مريض، و هو يقول: واغماه، فقال له الحسين عليه السلام: و ما غمك يا أخي؟ قال: ديني و هو ستون ألف درهم، فقال الحسين: هو علي قال: اني أخشي أن أموت، فقال الحسين لن تموت حتي أقضيها عنك، قال: فقضاها قبل موته [4] .



5- عنه كان عليه السلام يقول: شر خصال الملوك: الجبن من الأعداء و القسوة علي الضعفاء و البخل عند الاعطاء [5] .

6- عنه عن كتاب أنس المجالس أن الفرزدق أتي الحسين عليه السلام لما أخرجه مروان من المدنية فأعطاه عليه السلام أربعمائة دينار، فقيل له: انه شاعر فاسق منتهر، فقال عليه السلام ان خير مالك ما وقيت به عرضك، و قد أثاب رسول الله صلي الله عليه و آله كعب بن زهير، و قال في عباس بن مرداس: اقطع لسانه عني [6] .

7- وفد اعرابي المدينة فسأل عن أكرم الناس بها، فدل علي الحسين عليه السلام فدخل المسجد فوجده مصليا فوقف بازائه و أنشأ:




لم يخب الان من رجاك و من

حرك من دون بابك الحلقة



أنت جواد و أنت معتمد

أبوك قد كان قاتل الفسقة



لولا الذي كان من أوائلكم

كانت علينا الجحيم منطبقة



قال: فسلم الحسين و قال: يا قنبر هل بقي من مال الحجاز شي ء قال: نعم أربعة آلاف دينار، فقال: هاتها قد جاء من هو أحق بها منا، ثم نزع برديه و لف الدنانير فيها و أخرج يده من شق الباب حياء من الأعرابي و أنشأ:



خذها فاني اليك معتذر

و اعلم بأني عليك ذو شفقة



لو كان في سيرنا الغداة عصا

أمست سمانا عليك مندفقة



لكن ريب الزمان ذوغير

و الكف مني قليلة النفقة



قال: فأخذها الأعرابي و بكا فقال له: لعلك استقللت ما أعطيناك، قال: لا، و لكن كيف يأكل التراب جودك، و هو المروي عن الحسن بن علي عليهماالسلام [7] .

8- روي المجلسي عن كشف الغمة قال: و كتب اليه الحسن عليه السلام يلومه علي اعطاه الشعراء فكتب اليه: أنت أعلم مني بأن خير المال ما وقي به العرض [8] .

9- الحافظ أبونعيم: حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا علي بن عبدالعزيز، ثنا الزبير بن بكار، حدثني محمد بن الحسن. قال: لما نزل القوم بالحسين و أيقن أنهم قاتلوه، قام في أصحابه خطيبا فحمد الله و أثني عليه، ثم قال: قد نزل من الأمر ماترون؛ و أن الدنيا قذ تغيرت و تنكرت و أدبر معروفها و انشهرت؛ حتي لم يبق منها الا كصبابة الاناء الاخسيس عيش كالمرعي الوبيل، ألا ترون الحق لا يعمل به و الباطل لا يتناهي عنه، ليرغب المؤمن في لقاء الله و اني لا أري الموت الا سعادة،


و الحياة مع الظالمين الا حرما [9] .

10- قال الاربلي: و لما رأي الحسين عليه السلام اصرارهم علي باطلهم و ظهور علايم الشقاء علي أخلاقهم و فعايلهم، و أن ابليس و جنوده قادوا في أشطانهم، و حبايلهم، علم بسعادة من قتلوا و شقاوة قاتلهم، و تحقق أنه قد طبع الله علي قلوبهم فلا ينجح فيهم، نصح ناصحهم، و لا عذل عاذلهم، فجد في حربهم علي بصيرة و اجتهد، و صبر صبر الكرام علي تلك العدة و ذلك العدد.

و يعز علي أن يجري بذكره لساني، أو يسمح بسطره بناني، أو أتمثله في خاطري و جناني، فأني أحد لذكره ألما، و أبكي لمصابه دمعا و دما، و استشعر لما بلغ منه هما و ندما، و لكن لا حيلة فيما جري به القضاء و القدر، و ان ذممنا الورد فانا نحمد الصدر، و الله يجازي كلا علي فعله و لا يبعد الله الا من كفر [10] .

11- عنه قال النبي صلي الله عليه و آله وقد جاءته أم هاني يوم الفتح تشكوا أخاها عليا عليه السلام لله در أبي طالب لو ولد الناس كلهم كانوا شجعانا، و كان علي عليه السلام يقول في بعض حروبه: أملكوا عني هذين الغلامين فاني أنفس بهما عن القتل لئلا ينقطع نسل رسول الله، و قيل لمحمد بن الحنفية رحمة الله عليه: أبوك يسمح بك في الحرب و يشح بالحسن و الحسين عليهماالسلام؟ فقال: هما عيناه و أنا يده، و الانسان يقي عينيه بيده [11] .

12- قال محمد بن طلحة: و قد اشتهر النقل عنه عليه السلام انه كان يكرم الضعيف و يمنح الطالب و يصل الرحم و ينيل الفقير، و يسعف السائل و يكسوا العاري، و يشبع الجايع و يعطي الغارم و يشد من الضعيف و يشفق علي اليتيم و يعين ذاالحاجة و قل


أن وصله مال الا فرقه و نقل أن معاوية لما قدم مكة و صله بمال كثير و ثياب وافرة و كسوة وافية فرد الجميع عليه و لم يقبله منه.

و هذه سجيه الجواد و شنشنة الكريم، و سمة ذي السماحة و صفة من قد حوي مكارم الاخلاق فافعاله المتلوة شاهدة له بصفة الكرم، ناطقة بانه متصف بمحاسن الشيم و قد كان بالعبادة مقتد يا بمن تقدم حتي نقل عنه عليه السلام أنه حج خمسا و عشرين حجة الي الحرم و جنائبه تقاد معه و هو ماش علي القدم [12] .

13- الحافظ ابن عساكر: أخبرنا أبوبكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أحمد بن عبدالملك، أنبأنا علي بن محمد بن علي، و علي بن جعفر، و عبدالرحمان بن محمد بن بالوية قالا، أنبأنا أبوالعباس الأصم أنبأنا عباس بن محمد، أنبأنا يحيي أنبأنا الأصمعي قال: بلغنا عن ابن عون، قال: كتب الحسن الي الحسين يعيب عليه اعطاء الشعراء قال: فكتب اليه الحسين: ان خير المال ماوقي به العرض [13] .


پاورقي

[1] المناقب: 193/2.

[2] المناقب: 293/2.

[3] المناقب: 293/2.

[4] البحار: 189/44.

[5] المناقب: 293/2.

[6] البحار: 189/44.

[7] البحار: 190/44.

[8] البحار: 195/44.

[9] حلية الاولياء: 39/2.

[10] کشف الغمة: 22/2.

[11] کشف الغمة: 25/2.

[12] مطالب السول: 73.

[13] ترجمة الامام الحسين: 153.