بازگشت

دلائله خوارق عاداته


1- محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن الوشاء، و الحسين بن محمد، عن معلي بن محمد، عن الوشاء، عن أحمد بن عائذ، عن أبي خديجة، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: لما حملت فاطمة عليهاالسلام بالحسين جاء جبرئيل الي رسول الله صلي الله عليه و آله، فقال: ان فاطمة عليهاالسلام ستلد غلاما تقتله امتك من بعدك، فلما حملت فاطمة بالحسين عليه السلام كرهت حمله و حين وضعته كرهت وضعه ثم قال أبوعبدالله عليه السلام: لم تر في الدنيا أم تلد غلاما تكرهه و لكنها كرهته لما علمت انه سيقتل قال: و فيه نزلت هذه الآية «ووصينا الانسان بوالديه حسنا حملته أمه كرها و وضعته كرها و حمله و فصاله ثلاثون شهرا» [1] .

2-عنه عن محمد بن يحيي، عن علي بن اسماعيل، عن علي بن اسماعيل، عن محمد بن عمر الزيات، عن رجل من أصحابنا عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ان جبرئيل عليه السلام نزل علي محمد صلي الله عليه و آله فقال له: يا محمد ان الله يبشرك بمولود يولد من فاطمة، تقتله امتك من بعدك فقال يا جبرئيل و علي ربي السلام لا حاجة لي في مولود يولد من فاطمة، تقتله أمتي من بعدي، فعرج ثم حبط عليه السلام فقال له مثل ذلك فقال: يا جبرئيل و علي ربي السلام لا حاجة لي في مولود تقتله امتي من بعدي.


فعرج جبرئيل عليه السلام الي السماء ثم هبط فقال: يا محمد ان ربك يقرئك السلام و يبشرك بأنه جاعل في ذريته الامامة و الولاية و الوصية، فقال: قد رضيت ثم أرسل الي فاطمة ان الله يبشرني بمولود يولد لك، تقتله امتي من بعدي فأرسلت اليه لا حاجة لي في مولود مني تقتله أمتك من بعدك فأرسل اليها أن الله قد جعل في ذريته الامامة و الولاية و الوصية.

فأرسلت اليه اني قد رضيت، «فحملته كرها و وضعته كرها و حمله و فصاله ثلاثون شهرا حتي اذا بلغ أشده و بلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي و علي والدي و أن أعمل صالحا ترضاه و أصلح لي في ذريتي» فلو لا أنه قال: أصلح لي في ذريتي لكانت ذريته كلهم أئمة.

فلم يرضع الحسين من فاطمة عليهاالسلام و لا من انثي، كانيؤتي به النبي فيضع ابهامه في فيه فيمص منها ما يكفيها اليومين و الثلاث، فنبت لحم الحسين عليه السلام من لحم رسول الله و دمه و لم يولد لستة أشهر الا عيسي بن مريم عليه السلام و الحسين بن علي عليهاالسلام. و في رواية أخري، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أن النبي صلي الله عليه و آله كان يؤتي به الحسين فيلقمه لسانه فيمصه فيتجزي به ولن يرتضع من أنثي [2] .

3- عنه عن علي بن محمد رفعه، عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله الله عزوجل: «فنظر نظرة في النجوم فقال اني سقيم» قال: حسب فرأي ما يحل بالحسين عليه السلام، فقال: اني سقيم لما يحل بالحسين عليه السلام [3] .

4- عنه عن أحمد بن محمد، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن عيسي بن عبيد، عن علي بن أسباط، عن سيف بن عميرة، عن محمد بن حمران قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: لما كان من أمر الحسين عليهماالسلام ما كان ضجت الملائكة الي الله بالبكا، و


قالت: يفعل هنا بالحسين صفيك و ابن نبيك؟ قال: فأقام الله لهم ظل القائم عليه السلام و قال: بهذا انتقم لهذا [4] .

5- عنه عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن عبدالملك بن أعين، عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما نزل النصر علي الحسين بن علي حتي كان بين السماء و الارض ثم خير: النصر أو لقاء الله، فاختار لقاء الله [5] .

6- عنه عن الحسين بن محمد قال: حدثني أبوكريب و أبوسعيد الاشج قال: حدثنا عبدالله بن ادريس، عن أبيه ادريس بن عبدالله الأودي قال: لما قتل الحسين عليه السلام أراد القوم أن يوطؤه الخيل، فقالت فضة لزينب: يا سيدتي ان سفينة كسر به في البحر فخرج الي جزيرة فاذا هو بأسد، فقال: يا أباالحارث أنا مولي رسول الله صلي الله عليه و آله فهمهم بين يديه حتي وقفه علي الطريق و الأسد رابض في ناحية.

فدعيني أمضي اليه و أعلمه ما هم صانعون غدا، قال: فمضت اليه فقالت: يا أباالحارث فرفع رأسه ثم قالت: أتدري ما يريدون أن يعملوا غدا بأبي عبدالله عليه السلام؟ يريدون أن يوطئوا الخيل ظهره، قال: فمشي حتي وضع يديه علي جسد الحسين عليه السلام فاقبلت الخيل فلما نظر و اليه قال لهم عمر بن سعد - لعنه الله: فتنة لا تثيروها انصرفوا، فانصرفوا [6] .

7- عنه عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن محمد بن أحمد، عن الحسن ابن علي، عن يونس، عن مصقلة الطحان قال: سمعت أباعبدالله عليه السلام يقول: لما قتل الحسين عليه السلام أقامت امرأته الكلبية عليه ماتما و بكت و بكين النساء الخدم حتي


جفت دموعهن و ذهبت فبينا هي كذلك اذا رأت جارية من جواريها تبكي و دموعها تسيل فدعتها فقالت لها: ملك أنت من بيننا تسيل دموعك؟

قالت: اني لما أصابني الجهد شربت شربة سويق قال: فأمرت بالطعام والاسوقة فأكلت و شربت و أطعمت و سقت و قالت: انما نريد بذلك أن نقوي علي البكاء علي الحسين عليه السلام. قال: و أهدي الي الكلبية جؤنا لتستعين بها علي ماتم الحسين عليه السلام.

فلما رأت الجؤن قالت ما هذه؟ قالوا: هدية أهداها فلان لتستعيني علي ماتم الحسين فقالت: لسنا في عروس، فما نصنع بها؟ ثم امرت بهن فأخرجن من الدار فلما أخرجين من الدار لم يحس لها حس كأنما طرن بين السماء و الارض و لم ير لهن بها بعد خروجهن من الدار أثر [7] .

8- قال أبوجعفر الطبري الامامي: حدثنا محروز بن منصور، عن أبي مخنف لوط بن يحيي، قال: حدثنا عباس بن عبدالله، عن عبدالله بن عباس، قال أتيت الحسين و هو يخرج الي العراق فقلت له يابن رسول الله: لا تخرج، فقال: يابن عباس أما علمت ان منعتني من هناك كان مصارع أصحابي هناك قلت له: فاني لك ذلك، قال بسر سره لي و علم أعطيته [8] .

9- عنه حدثنا أبومحمد عبدالله بن محمد البلوي، قال: حدثنا عمارة بن زيدة قال: حدثنا ابراهيم بن سعيد و كان مع زهير بن القين حين صحب الحسين كما أخبر قال قال الحسين له: يا زهير اعلم أن هاهنا مشهدي و يحمل هذا (و أشار الي رأسه) من جسدي زحر بن قيس فيدخل به علي يزيد يرجو نواله فلا يعطيه


شيئا [9] .

10- عنه حدثنا أبومحمد سفيان، عن وكيع، عن الأعمش، قال: قال لي أبومحمد الواقدي وزرارة بن حلح، لقينا الحسين قبل أن يخرج الي العراق بثلاث ليال فأخبرناه بضعف الناس في الكوفة و ان قلوبهم معه و سيوفهم عليه، فأوما بيده نحو السما ففتحت أبواب السماء و نزل من الملائكة عددا لا يحصيهم الا الله و قال: لو لا تقارب الأشياء و هبوط الاجر لقاتلتهم بهؤلاء و لكن أعلم علما أن هناك مصرعي و مصارع أصحابي لا ينجو منهم الا ولدي علي [10] .

11- عنه حدثنا محمد بن جيد، عن أبيه جيد بن سالم بن جيد، عن راشد بن مزبدة قال شهدت الحسين بن علي و صحبته من مكة حتي أتينا القطقطانة ثم استأذنته في الرجوع فأذن فرأيته و قد استقبلته سبع فكلمه فوقف له قال ما حال الناس بالكوفة قال قلوبهم معك و سيوفهم عليك، قال و من خلفت بها؟ قال ابن زياد و قد قتل مسلم بن عقيل، قال و اين تريد؟ قال عدن قال: ايها السبع هل عرفت ماه الكوفة؟ قال ما علمنا من علمك الا ما زودتنا، ثم انصرف و هو يقول: «و ما ربك بظلام للعبيد [11] .

12- عنه حدثنا أبومحمد عبدالله بن محمد، قال حدثنا سعيد ابن شرفي بن القطامي، عن زفر بن يحيي، عن كثير بن شاذان قال: شهدت الحسين بن علي و قد الشتهي عليه ابنه علي الأكبر عنبا في غير أوانه فضرب بيده الي سارية المسجد فأخرج له عنبا و موزا فاطعمه و قال: ما عند الله لأوليائه أكثر [12] .

13- عنه حدثنا سفيان بن وكيع، عن أبيه، عن الأعمش، قال: سمعت أبا


صالح التمار يقول: سمعت حذيفة يقول: سمعت الحسين بن علي يقول: و الله ليجتمعن علي قتل طغاة بني أمية و يقدمهم عمر بن سعد، و ذلك في حياة النبي صلي الله عليه و آله فقلت له أنبأك بهذا رسول الله قال لا، فأتيت النبي فأخبرته، فقال علمي علمه و علمه علمي و أنا لنعلم بالكائن قبل كينونته [13] .

14- عنه حدثنا يزيد بن مسروق، قال حدثني عبدالله بن مكحول، عن الأوزاعي قال بلغني خروج الحسين الي العراق فقصدت مكة فصادفته بها، فلما رآني رحب بي و قال: مرحبا بي يا اوزاعي جئت تنهاني عن المسير و يأبي الله الا ذلك ان من هاهنا الي يوم الاثنين منيتي فجهدت في عدد الأيام فكان كما قال [14] .

15- عنه حدثنا عسيي بن معاذ بن ماهان بن معدان قال حدثنا أبوجابر كيسان بن جرير، عن أبي النباخ محمد بن يعلي، قال لقيت الحسين علي ظهر لكوفة و هو راحل مع الحسن يريد معاوية، فقتل أرضيت يا أباعبدالله؟ فقال شقشقة هدرت و فورة أنارت و شجا عري و سم زعاق و قيعان بالكوفة و كربلا اني و الله لصاحبها و صاحب ضحيتها و العصفور في سنابلها اذا تواضع نواحي الجبل و هجهج كوفان الوهل، و منع البرجانية و عطل بيت الله الحرام، و أرجف الوقيد و قدح الهبيد.

فيالها من زمر أنا اصاحبها ايه ايه أني و كيف و لو شئت لقلت أين أنزل و أين أقيم فقلت يابن رسول الله ما تقول؟ قال مقامي بين أرضي و سماء و نزولي حيث حلت الشيعة الأهلاب و الأكباد الصلاب لا يتضعضعن للضيم و لا يأنفون تجر مفاصلهم ليحيي بهم أهل ميراث علي ورثة بيته [15] .


16- عنه روي هارون بن خارجة، عن أبي عبدالله، قال قال الحسين بن علي لغلمانه لا تخرجوا يوم كذا و كذا اليوم سماه و أخرجوا يوم الخميس فانكم ان خالفتموني قطع عليكم الطريق و قتلتم و ذهب مامعكم و كان قد أرسلهم الي ضيعة فخالفوه و أخذوا طريق الحرة، فاستقبلهم لصوص فقتلوهم كلهم، فدخل علي الحسين و الي المدينة من ساعته، فقال: بلغني قتل غلمانك و مواليك فآجرك الله فيهم قال أما أني أدلك علي من قتلهم فاشدد يدك عليهم.

قال أو تعرفهم؟ قال: نعم كما أعرفك و هذا منهم لرجل جاء معه فقال الرجل يابن رسول الله كيف عرفتني و ما كنت فيهم، قال: ان صدقتك أتصدق؟ قال: نعم و الله لا صدقن، قال خرجت و معك فلان و فلان سماهم كلهم بأسمائهم و فيه أربعة من موالي الأسود، و البقية من سائر أهل المدينة، فقال الوالي لتصدقن أو لا نثرن لحمك و رب القبر و المنبر بالسياط، فقال و الله ما كذب الحسين فكأنه كان معنا، فجمعهم الوالي فأقروا جميعا فأمر بهم فضبت أعناقهم [16] .

17- عنه وروي الهيثم النهدي عن اسماعيل بن مهران، عن محمد الكناني عن أبي عبدالله عليه السلام قال خرج الحسين بن علي عليهماالسلام في بعض أسفاره، و معه رجل من ولد الزبير بن العوام، يقول بامامته فنزلوا طريقهم بمنزل تحت نخل يابس من العطش ففرش للحسين تحتها و بازائه نخل عليها رطب.

قال فرفع يده و دعا بكلام لم أفهمه فاخضرت النخلة و عادت الي حالها، حملت رطبا فقال الجمال الذي اكتري منه: هذا سحر و الله، فقال الحسين ويلك انه ليس بسحر و لكنها دعوة ابن نبي مستجابة، ثم صعدوا النخلة فجنوا منها ما كفاهم جميعا [17] .


18- عنه روي محمد بن الحسين، عن موسي بن سمعان،عن عبدالله بن القاسم، عن صباح المزني، عن صالح بن ميثم الاسدي، قال دخلت أنا و عباية بن الربعي علي امرأة من بني والبة قد احترق وجهها من السجود، فقال لها عباية يا حبابة هذا ابن أخيك، قالت و أيهم؟ قال صالح بن ميثم فقالت ابن أخي و الله حقا يابن أخي ألا أحدثك بحديث سمعته من الحسين بن علي؟ قلت بلي يا عمة.

قالت كنت زوارة للحسين فحدث بين عيني وضح فشق ذلك علي و احتبست عنه أياما فسأل عني ما فعلت حبابة الوالبية قالوا حدت ما بين عينيها حدث منعها، فقال لأصحابه قوموا بنا اليها فدخل علي في مسجدي هذا و قال يا حبابة ما أبطأ بك علي؟ قلت يابن رسول الله ما منعني الا ما اضطررت به الي التخلف و هو هذا الذي حدت بي و كشفت القناع فنظره و نفث عليه.

قال يا حبابة احمدي لله شكرا فان الله قد اذهبه عنك فخررت ساجدة لله شكرا فقال يا حبابة ارفعي رأسك فانظري في مرآتك فرفعت رأسي و نظرت في المرآة، فلم أجد منه أثرا فقال يا حبابة نحن و شيعتنا علي الفطرة و سائل الناس منها براء [18] .

19- عنه روي أيوب بن نوح، عن صفوان بن يحيي، عن أبي اسماعيل، عن حمزة بن حمران، عن أبي جعفر عليه السلام، قال ذكرت خروج الحسين و تخلف ابن الحنفية عنه فقال يا أباحمزة اني ساحدثك بما لا تشك فيه بعد مجلسنا هذا، ان الحسين لما فصل متوجها الي العراق دعا بقرطاس و كتب فيه:

بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي الي بني هاشم: أما بعد فانه من لحق بي استشهد و من تخلف عني فانه لم يبلغ الفتح [19] .


20- عنه، أخبرني ابوالحسين محمد بن هارون عن أبيه، عن أبي علي، محمد ابن همام، قال: أخبرنا جعفر بن محمد بن مالك، قال: حدثنا أحمد بن الحسين الهاشمي، قدم الينا من مصر، قال: حدثني القاسم بن منصور الهمداني بدمشق، عن عبدالله بن محمد التميمي، عن سعد بن أبي خيران، عن الحرث بن وكيدة، قال: كنت فيمن حمل رأس الحسين فسمعته يقرأ سورة الكهف.

فجعلت أشك في نفسي و أنا اسمع نغمة أبي عبدالله، فقال لي يابن وكيدة أما علمت أنا معشر الائمة أحياء عند ربنا نرزق، فقلت في نفسي استرق رأسه، فقال يابن وكيدة ليس لك الي ذاك سبيل ان سفكهم دمي أعظم عند الله من تسييرهم رأسي، فذرهم فسوف يعلمون «اذ الاغلال في أعناقهم و السلاسل يسحبون» [20] .

21- عنه أخبرني أبوالحسين محمد بن هارون، عن أبيه، عن أبي علي محمد ابن همام، عن أحمد بن الحسين المعروف بابن أبي القاسم، عن أبيه، عن الحسن بن علي، عن محمد بن سنان، عن الفضل بن عمر، قال: قال أبوعبدالله لما منع الحسين و أصحابه من الماء نادي فيهم من كان ظمآن فليجي ء.

فأتاه أصحابه رجلا رجلا فجعل ابهامه في فم واحد فلم يزل يشرب الرجل بعد الرجل حتي ارتووا كلهم، فقال بعضهم و الله لقد شربنا شرابا ما شربه أحد من العالمين في دار الدنيا، و لما عزموا علي القتال في الغدا قعدهم الحسين عند المغرب رجلا رجلا يسميهم بأسمائهم و أسماء آبائهم، و دعا بمائدة فأطعمهم و أكل معهم و تلك من طعام الجنة و سقاهم من شرابها.

قال أبوعبدالله عليه السلام: و لقد و الله رآهم عدة من الكوفيين لو عقلوا، قال: ثم أرسلهم فعاد كل واحد الي بلاده ثم أتي جبل رضوي فلا يبقي أحد من المؤمنين الا


أتاه و سيقيم هنا لك علي سرير من نور قد حف به ابراهيم و موسي و عيسي و جميع الأنبياء و من ورائهم المؤمنون ينظرون ما يقول الحسين فهم بهذا الحال حتي يقوم المهدي، فاذا قام أتوا كربلا و وافوا الحسين فلا يبقي سماوي و لا أرضي الا حف به يزوره و يصافحه و يقعد معه علي السرير، يا مفضل هذه و الله لرفعة التي ليس فوقها شي ء و لا دونها شي ء و لا وراء لطالب مطلب [21] .

22- حدثني أبوالمفضل محمد بن عبدالله، قال: حدثني أبوالنجم بدر بن الطبرستاني، قال: حدثني أبوجعفر محمد بن علي الشلمغاني، عمن حدثه عن أبي جعفر قال لما ولد الحسين هبط جبرئيل في الف ملك يهنون النبي بولادته و كان ملك يقال له فطرس في جزيرة من زائر البحر بعثه الله في أمر فابطأ فكسر جناحه و أزاله عن مقامه و أهبطه الي تلك الجزيرة، فمكث فيها خمسمائه عام، و كان صديقا لجبرئيل.

فلما رآهم قال لجبرئيل الي أين قال: نهني ء النبي محمدا بمولود ولد له في هذه الليلة فقال احملني اليه لعله يدعو لي، فحمله و لما أدي جبرئيل التهنئة نظر النبي الي فطرس، فسأله جبرئيل عنه فأخبره بشأنه فالتفت اليه رسول الله، و قال له امسح جناحك علي هذا المولود يعني الحسين فمسح جناحه فعاد الي حالته و رضي الله عنه و يسمي عتيق الحسين، و أمر أن يلزم أرض كربلا فيخبر بكل مؤمن زاره الي يوم القيمة [22] .

23- أبوجعفر المشهدي باسناده، عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه، قال: لما عزم الحسين بن علي عليهماالسلام، علي الخروج الي العراق أتيته فقلت له: أنت ولد رسول الله صلي الله عليه و آله، و أحد سبطيه، أري الي أنك تصالح كما صالح أخوك الحسن، فأنه


كان موفقا راشدا.

فقال لي: «يا جابر، قد فعل أخي ذلك بأمر الله و أمر رسوله، و اني أيضا أفعل بأمر الله و أمر رسوله، أتريد أن أستشهد لك رسول الله صلي الله عليه و آله و عليا و أخي الحسن بذلك الآن؟

ثم نظرت فاذا السماء قد انفتح بابها، و اذا رسول الله و علي و الحسن و الحسين و حمزة و جعفر و زيد نازلين عنها حتي استقروا علي الارض، فوثبت فزعا مذعورا. فقال رسول الله صلي الله عليه و آله: يا جابر ألم أقل لك في أمر الحسن قبل الحسين لا تكون مؤمنا حتي تكون لأئمتك مسلما، و لا تكن معترضا؟ أتريد أن تري مقعد معاوية و مقعد الحسين ابني و مقعد يزيد قاتله لعنه الله. قلت: بلي يا رسول الله. فضرب برجله الأرض فانشقت فظهر بحر، فانفلق، ثم ضرب فانشقت هكذا حتي انشقت سبع أرضين و انفلقت سبعة أبحر فرأيت من تحت ذلك كله النار، فيها سلسلة قرن فيها الوليد بن مغيرة و أبوجهل و معاوية الطاغية و يزيد، و قرن بهم مردة الشياطين فهم أشد اهل النار عذابا.

ثم قال صلي الله عليه و آله: ارفع رأسك فرفعت، فاذا أبواب السماء متفتحه، و اذا الجنة أعلاها، ثم صعد رسول الله صلي الله عليه و آله و من معه الي السماء، فلما صار في الهواء صاح بالحسين يا بني الحقني فلحقه الحسين عليه السلام، و صعدوا حتي رأيتم دخلوا الجنة من أعلاها، ثم نظر الي من هناك رسول الله، و قبض علي يد الحسين، و قال يا جابر، هذا ولدي معي هاهنا، فسلم له أمره، و لا تشك لتكون مؤمنا.

قال جابر: فعميت عيناي ان لم أكن رأيت ما قلت من رسول الله صلي الله عليه و آله [23] .

24- عنه عن صالح بن ميثم، قال: دخلت أنا وعباية بن ربعي و امرأة من بني


و البة يقال لها: حبابة الوالبية قد احتز وجهها من السجود، فقال عباية: يا حبابة، هذا ابن أخيك قالت عليه السلام اي أخ؟ قال: صالح بن ميثم.

قالت: ابن أخي والله حقا، يا ابن اخي، ألا أحدثك حديثا سمعته من الحسين ابن علي عليهماالسلام؟ قلت: بلي يا عمة قالت: كنت زوارة للحسين عليه السلام، فحدث بين عيني وضح، فشق ذلك علي، واحتبست عنه أياما، فسأل عني: ما فعلت حبابة الوالبية، فقالوا: انها حدث بها وضع بين عينيها، فقال لأصحابه: قوموا بنا فقام حتي دخل علي و أنا في مسجدي هذا.

فقال: يا حبابة، ما الذي أبطأ بك علي؟ فقلت: يا ابن رسول الله، ما ذاك الذي منعني الا وضح حدث بين عيني، فكرهت اتيانك فنظر الي فكشفت القناع، و تفل عليه، ففال: يا حبابة، احدثي لله شكرا، فان الله قدد رأه عنك، قالت: فخررت ساجدة لله تعالي، و قال: يا حبابة، ارفعي رأسك و انظري في مرآتك قالت فرفعت رأسي و نظرت في المرآة، فلم أحس منه شيئا، فحمدت الله تعالي، فنظر الي و قال: يا حبابة،نحن و شيعتنا علي الفطرة، و سائر الناس منه براء [24] .

25- عنه باسناده عن محمد بن سنان، قال: سئل علي بن موسي الرضا عليهماالسلام عن الحسين بن علي عليهماالسلام، و أنه قتل عطشانا. قال: من أين ذلك؟! و قد بعث الله تعالي اليه أربعة أملاك من عظماء الملائكة، هبطوا اليه و قالوا له: الله و رسوله يقرءان عليك السلام، و يقولان اختر ان شئت اما تختار الدنيا بأسرها و ما فيها و نمكنك من كل عدو لك، أو الرفع الينا.

فقال الحسين عليه السلام: علي الله و علي رسول الله السلام؟ بلي الرفع اليه. و دفعوا اليه شربة من الماء فشربها، فقالوا له: أما انك لا تظمأ بعدها أبدا [25] .


26- عنه، عن الرضا عليه السلام، قال: هبط علي الحسين عليه السلام ملك و قد شكا اليه أصحاب العطش، فقال: ان الله تعالي يقرئك السلام و يقول: هل لك من حاجة؟ فقال الحسين عليه السلام: هو السلام و من ربي السلام، و قال: قد شكا الي أصحابي - ما هو أعلم به مني - من العطش. فأوحي الله تعالي الي الملك: قل للحسين: خط لهم بأصبعك خلف ظهرك يرووا، فخط الحسين بأصبعه السبابة فجري نهرا أبيض من اللبن و أحلي من العسل.

فشرب منه هو و أصحابه، فقال الملك: يا ابن رسول الله، تأذن لي ان أشرب منه، فانه لكم خاصة و هو الرحيق المختوم الذي «ختامه مسك و في ذلك فليتنافس المتنافسون». فقال الحسين عليه السلام: ان كنت تحب أن تشرب منه فدونك و قد كتبت الحديثين من الجزء السادس و الثمانين من كتاب (البستان) من تصنيف محمد بن أحمد ابن علي بن الحسين بن شاذان [26] .

ثم قال الحسن عليه السلام للحسين عليه السلام: أتدري ما مثلنا الليلة؟ اني سمعت رسول الله و هو يقول: ان مثلكما مثل يونس بن متي اذ أخرجه الله من بطن الحوت فألقاه الله علي جنب البحر، و أنبت عليه شجرة من يقطين، و أخرج له عينا من تحتها، فكان يأكل من اليقطين، و يشرب من ماء العين.

فاخرج الله تعالي لنا الليلة عينا من ماء؛ و سمعت جدي رسول الله صلي الله عليه و آله و هو يقول: أما العين فهي لكم، و أما اليقطين فأنتم عنه أغنياء، و قال الله تعالي في يونس «و أرسلناه الي مائة ألف أو يزيدون فآمنوا فمتعناهم الي حين». و أما نحن فسيحتج الله بنا علي أكثر من ذلك، يمتعون الي حين [27] .

27- الراوندي باسناده، عن أبي خالد الكابلي، عن يحيي ابن ام الطويل قال:


كنا عند الحسين عليه السلام اذ دخل اليه شاب يبكي، قال له الحسين عليه السلام ما يبكيك؟ قال: ان والدتي توفيت في هذه الساعة و لم توص و لها مال كانت قد أخبرتني أني لا احدث في أمرها حتي أعلمك خبرها فقال الحسين عليه السلام قوموا حتي نصير الي هذه الحرة، فقمنا معه حتي انتهينا الي باب البيت الذي توفيت فيه المرأة، و هي مسجاة.

فأشرف علي البيت و دعاالله ليحييها حتي توصي بما تحب من وصيها فأحياها فاذا المرأة قد جلست و هي تشهد فنظرت الي الحسين عليه السلام فقال ادخل البيت يا مولاي و مرني بأمرك فدخل و جلس علي مخدة، ثم قال: أوصي رحمك الله و قالت يابن رسول الله ان لي من المال كذا و كذا في مكان كذا و كذا.

و قد جعلت ثلثه اليك لتضعه حيث شئت من أوليائك و الثلثان لا بني هذا ان علمت انه من مواليك، و أوليائك، و ان كان مخالفا فخذه اليك فلا حق للمخالفين في أموال المؤمنين ثم سئلته أن يصلي عليها و أن يتولي أمرها، ثم صارت المرأة ميتة كما كانت [28] .

28- عنه باسناده، عن جابر الجعفي عن زين العابدين عليه السلام، قال أقبل أعرابي الي المدينة ليختبر الحسين عليه السلام لما ذكر له من دلائله فلما صار بقرب المدينة خضخض و دخل المدينة فدخل علي الحسين عليه السلام و هو جنب، فقال له أبوعبدالله الحسين عليه السلام أما تستحيي يا أعرابي أن تدخل علي امامك و أنت جنب و قال: أنتم معاشر العرب اذا دخلتم خضخضتم فقال الاعرابي قد بلغت حاجتي فيما جئت فيه فخرج من عنده واغتسل و رجع اليه فسأله عما كان في قلبه [29] .

29- عنه باسناده عن مندل بن هارون بن صدقة عن الصادق عن آبائه عليهم السلام انه قال ان الحسين عليه السلام كان اذا أراد ان ينفذ غلمانه في بعض أموره قال لهم لا


تخرجوا يوم كذا و أخرجوا يوم كذا فانكم ان خالفتموني قطع عليكم مرة فخرجوا فقتلهم اللصوص و أخذوا ما معهم فاتصل الخبر الي الحسين عليه السلام، فقال لقد حذرتهم فلم يقبلوا مني.

ثم قام من ساعته و دخل علي الوالي فقال الوالي يا أباعبدالله بلغني قتل غلمناك فآجرك الله فيهم، فقال الحسين عليه السلام فاني أدلك علي من قتلهم فاشدد يدك بهم، فقال أتعرفهم يابن رسول الله قال: نعم كما أعرف و هذا منهم و اشار بيده الي رجل واقف بين يدي الوالي.

فقال الرجل و من أين قصدتني بهذا و من أين تعرف أني منهم، قال له الحسين عليه السلام ان أنا صدقتك فاصدقني؟ فقال الرجل نعم، والله لأصدقنك، فقال خرجت و معك فلان و فلان، و ذكرهم كلهم فمنهم أربعة من موالي المدينة و الباقون من حبشان المدينة فقال الوالي للرجل والله ما كذب الحسين عليه السلام و لقد صدق و كأنه كان معنا فأقروا جميعا فضرب أعناقهم [30] .

30- عنه قال: ان رجلا صار الي الحسين عليه السلام فقال جئتك استشيرك في تزويجي فلانة، قال: لا احب لك ذلك، و كانت كثيرة المال و كان الرجل أيضا مكثرا فخالف الحسين عليه السلام، فتزويج بها فلم يلبث الرجل حتي افتقر فقال له الحسين عليه السلام: قد اشرت عليك فخل سبيلها، فان الله يعوضك عنها خيرا منها، ثم قال: فعليك بفلانة فتزوجها فما مضي له سنة حتي كثر ماله و ولدت له ولدا ذكرا و رأي منها ما أحب [31] .

31- عنه قال: انه عليه السلام سئل في حال صغره عن أصوات الحيوان، لأن من شرط الامام أن يكون عالما بجميع اللغات حتي أصوات الحيوانات فقال علي ما


روي محمد بن ابراهيم بن الحارث التميمي عن الحسين عليه السلام انه قال: اذا صاح النسر فانه يقول يابن آدم عش ماشئت فآخره الموت، و اذا صاح البازي يقول يا عالم الخفيات يا كاشف البليات، و اذا صاح الطاووس يقول مولاي ظلمت نفسي و اغتررت بزينتي فاغفرلي.

اذا صاح الدراج يقول: الرحمن علي العرش استوي، و اذا صاح الديك يقول من عرف الله لم ينس ذكره و اذا قرقرت الدجاجة يقول يا اله الحق أنت الحق قولك بالله يا حق، و اذا صاح الباشق يقول: آمنت بالله و باليوم الآخر، و اذا صاح الحداة يقول توكل علي الله ترزق، و اذا صاح العقاب يقول من أطاع الله لم يشق، و اذا صاح الشاهين يقول سبحان الله حقا حقا.

اذا صاحت البومة يقول البعد من الناس أنس، و اذا صاح الغراب يقول: يا رازق ابعث بالرزق الحلال، و اذا صاح الكركي يقول: اللهم احفظني من عدوي، و اذا صاح اللقلق يقول من تخلي من الناس نجي من أذاهم، و اذا صاحت البطة يقول غفرانك يا الله، و اذا صاح القمري يقول بالله غفرانك، و اذا صاح الهدهد يقول ما أشقي من عصي الله.

اذا صاح القمري يقول يا عالم السر و النجوي يا الله، و ادا صاح الدلبي يقول: أنت الله لا اله سواك يا الله، و اذا صاح العقعق يقول سبحان من لا يخفي عليه خافية، و اذا صاح الببغاء يقول من ذكر ربه غفر ذنبه، و اذا صاح البلبل يقول: لا اله الا الله حقا حقا، و اذا صاحت القبجة يقول يابن آدم ما اغفلك من الموت، و اذا صاحت السودانيق يقول لا اله الا الله محمد و آله خيرة الله.

اذا صاحت الفاختة يقول يا واحد يا أحد يا فرد يا صمد، و اذا صاح الشقراق يقول: مولاي اعتقني من النار، و اذا صاحت القبرة يقول: مولاي تب علي كل مذنب من المؤمنين، و اذا صاح الورشان يقول ان لم تغفر ذنبي شقيت، و اذا


صاح السقنبر، يقول: لا قوة الا بالله العظيم و اذا صاحت النعامة يقول لا معبود سوي الله، و اذا صاحت الخطافة فانها تقرأ سورة الحمد و يقول يا قابل توبة التوابين يا الله لك الحمد.

اذا صاحت الزرافة يقول لا اله الا الله وحده و اذا صاح الحمد يقول كفي بالموت واعظا، و اذا صاح الحمدي يقول عاجلني الموت فقل ذنبي، و اذا زار الاسد يقول: أمر الله مهم، واذا صاح الثور يقول: مهلا مهلا يابن آدم أنت بين يدي من يري و لا يري و هو الله، و اذا صاح الفيل يقول لا يغني عن الموت قوة و لا خيلة.

اذا صاح الفهد يقول يا عزيز يا جبار يا متكبر يا الله، و اذا صاح الجمل يقول: سبحان يا مذل الجبارين، سبحانه، و اذا اصهل الفرس يقول: سبحانه ربنا سبحانه و اذا صاح الذئب، يقول: ما حفظ الله فلن يطيع ابدا، و اذا صاح ابن آوي يقول: الويل الويل للمذنب المصر، و اذا صاح الكلب يقول: كفي بالمعاصي ذلا و اذا صاح الأرنب يقول: لا تهلكني يا الله لك.

اذا صاح الثعلب يقول: الدنيا دار غرور، و اذا صاح الغزال يقول نجني من الأذي و اذا صاح الكركدن ء يقول: اغثني و الا أهلكت يا مولاي، و اذا صاح الابل يقول: حسبي الله و نعم الوكيل، و اذا صاح النمر يقول: سبحان من تعزز بالقدرة سبحانه.

اذا نبحت الحية يقول ما أشقي من عصاك يا رحمن، و اذا نبحت العقرب يقول الشر شي ء و حش ثم قال عليه السلام ما خلق الله من شي ء الاوله تسبيح يحمد به ربه، ثم تلي هذه الآية «و ان من شي ء الا يسبح بحمده ولكن لا يفقهون تسبيحهم [32] .

32- عنه قال: انه عليه السلام لما أراد العراق، قالت له ام سلمة رضي الله عنها لا


تخرج الي العراق فاني سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله يقول: يقتل ابني الحسين عليه السلام بالعراق و عندي تربة دفعها الي في قارورة فقال: و الله اني لمتقول كذلك و ان لم أخرج الي العراق يقتلونني، و ان أحببت ان اريك مضجعي و مصرع أصحابي ثم مسح بيده علي وجهها فمسح الله في بصرها حتي رأت ذلك كله و أخذ تربة فاعطاها من تلك التربة أيضا في قارورة أخري.

قال عليه السلام: اذا صار أفاض دما فاعلمي اني قتلت فقالت أم سلمة فلما كان يوم عاشوراء نظرت الي القاروتين بعد الظهر، فاذا هما قد فاضتادما فصاحت و لم يقلب في ذلك اليوم حجر و لا مدر الا وجدوا تحته دما عبيطا [33] .

33- عنه قال: ما روي عن زين العابدين عليه السلام أنه قال: لما كانت الليلة التي قتل فيها الحسين عليه السلام في صبيحتها، قام في أصحابه فقال: ان هؤلاء يريدونني دونكم و لو قتلوني لم يقبلوا اليكم فالنجا النجا و أنتم في حل فانكم ان أصبحتم معي قتلتم كلكم، فقالوا لا نخذلك و لا نختار العيش بعدك فقال انكم تقتلون كلكم حتي لا يفلت منكم واحد و كان كما قال [34] .

34- روي ابن شهرآشوب عن كتاب الانوار ان الله تعالي هنأ النبي عليه السلام بحمل الحسين عليه السلام و ولادته و عزاه بقتله فعرفت فاطمة فكرهت ذلك فنزلت «حملته امه كرها و وضعته كرها و حمله و فصاله ثلاثون شهرا» فحمل النساء تسعة أشهر و لم يولد مولود لستة أشهر عاش غير عيسي و الحسين عليهماالسلام [35] .

35- عنه عن غرر أبي الفضل بن خيرانة باسناده أنه اعتلت فاطمة لما ولدت الحسين عليه السلام و جف لبنها فطلب رسول الله صلي الله عليه و آله مرضعا فلم يجد فكان يأتيه فيلقمه


ابهامه فيمصها و يجعل الله في ابهام رسول الله صلي الله عليه و آله رزقا يغذوه و يقال بل كان رسول الله يدخل لسانه في فيه فيغره كما يغرا الطير فرخه فيجعل الله في ذلك رزقا ففعل ذلك أربعين يوما و ليلة فنبت لحمه من لحم رسول الله صلي الله عليه و آله [36] .

36- عنه، روي عن برة ابنة امية الخزاعي قال لما حملت فاطمة عليهاالسلام بالحسن خرج النبي عليه السلام في بعض وجوهه فقال لها انك ستلدين غلاما قد هنأني به جبرئيل، فلا ترضعيه حتي أصير اليك قالت فدخلت علي فاطمة حين ولدت الحسن عليه السلام وله ثلث ما أرضعته فقلت لها: أعطنيه حتي أرضعه فقالت كلا ثم أدركتها رقة الامهات فأرضعته.

فلما جاء النبي عليه السلام، قال لها ماذا صنعت قالت ادركني عليه رقة الامهات فأرضعته فقال أبي الله عزوجل الا ما أراد، فلما حملت بالحسين عليه السلام قال لها يا فاطمة انك ستدلين غلاما فد هنأني به جبرئيل، فلا ترضعيه حتي أجيي ء اليك و لو أقمت شهرا قالت: أفعل ذلك فخرج رسول الله في بعض وجوهه فولدت فاطمة الحسين عليه السلام فما أرضعته حتي جاء رسول الله صلي الله عليه و آله.

فقال لها ماذا صنعت قالت ما أرضعته فأخذه فجعل لسانه في فمه فجعل الحسين يمص حتي قال النبي عليه السلام أيها حسين أيها حسين، ثم قال أبي الله الا ما يريد هي فيك و في ولدك يعني الامامة، و لما منع الماء من الحسين عليه السلام أخذ سهما و عد فوق خيام النساء تسع خطوات فحفر الموضع فنبع ماء طيب فشربوا و ملأواقربهم عليه السلام [37] .

37- عنه روي الكلبي أنه قال مروان للحسين عليه السلام: لولا فخركم بفاطمة بم كنتم تفخرون علينا، فوثب الحسين عليه السلام: فقبض علي حلقه فعصره و لوي عمامته في عنقه حتي غشي عليه، ثم تركه ثم تكلم و قال في آخر كلامه و الله ما بين جابرسا و


جابلقا رجل ينتحل الاسلام أعدي لله و لرسوله و لأهل بيته منك و من أبيك، اذ كان و علامة قولي فيك أنك اذا غضبت سقط ردائك، عن منكبك، قال: فوالله قام مروان من مجلسه حتي سقط رداؤه عن عاتقه [38] .

38- عنه باسناده عن زرارة بن أعين سمعت أباعبدالله عليه السلام يحدث عن آبائه عليهم السلام، أن مريضا شديد الحمي عاده الحسين عليه السلام فلما دخل من باب الدار طار الحمي عن الرجل فقال له: رضيت بما أوتيتم به حقا حقا، الحمي يهرب عنكم، فقال له الحسين عليه السلام: و الله ما خلق الله شيئا الا و قد امره بالطاعة لنا قال: فاذا نسمع الصوت و لا نري الشخص يقول لبيك قال: أليس أميرالمؤمنين أمرك أن لا تقربي الا عدوا أو مذنبا لكي تكوني كفارة لذنوبه فما بال هذا و كان المريض عبدالله ابن شداد بن الهادي الليثي [39] .

39- عنه تهذيب الاحكام قال أبوعبدالله عليه السلام: ان امرأة كانت تطوف و خلفها رجل فأخرجت ذراعها، فمال بيده حتي وضعها علي ذراعها فاثبت الله يده في ذراعها حتي قطع الطواف و أرسل الي الامير و اجتمع الناس و ارسل الي الفقهاء فجعلوا يقولون: اقطع يده فهو الذي جني الجناية، فقال ههنا أحد من ولد محمد رسول الله صلي الله عليه و آله، فقالوا: نعم الحسين بن علي عليهماالسلام قدم الليلة.

فأرسل اليه فدعاه فقال: انظر ما لقي ذان فاستقبل الكعبة و رفع يديه فمكث طويلا يدعوا ثم جاء اليها حتي تخلصت يده من يدها، فقال الأمير ألا نعاقبه بما صنع قال لا [40] .

40- عنه روي عبدالعزيز بن كثير، أن قوما أتو الي الحسين عليه السلام، و قالوا:


حدثنا بفضائلكم، قال لا تطيقون و انحازوا عني لا شير الي بعضكم، فان أطاق سأحدثكم فتباعدوا عنه فكان يتكلم معه أحدهم حتي دهش و وله و جعل يهيم و لا يجيب أحدا و انصرفوا عنه [41] .

41- عنه، صفوان بن مهران قال سمعت الصادق عليه السلام يقول: اختصم رجلان في زمن الحسين عليه السلام في امرأة و ولدها، فقال هذا لي و قال هذا لي فمر بهما الحسين فقال لهما فيما ذا تمرجان قال أحدهما: أن الامرئة لي، فقال للمدعي الأول اقعد فقعد و كان الغلام رضيعا.

فقال الحسين يا هذه اصدقي من قبل أن يهتك الله سترك فقالت هذا زوجي و الولد و لا اعرف هذا فقال عليه السلام: يا غلام ما تقول هذه انطق باذن الله تعالي فقال له ما انا لهذا و لا لهذا و ما أبي الا راع لآل فلان فأمر عليه السلام برجمها قال جعفر عليه السلام: فلم يسمع أحد نطق ذلك الغلام بعدها. [42] .

42- عنه عن الاصبغ بن نباته قال سألت الحسين عليه السلام، فقلت سيدي أسألك عن شي ء أنا من موقن و انه من سر الله و أنت المسرور اليه ذلك السر فقال عليه السلام يا أصبغ أتريد أن تري مخاطبة رسول الله صلي الله عليه و آله، لأبي دون يوم مسجد قبا، قال هذا الذي أردت قال قم، فاذا أنا و هو بالكوفة، فنظرت فاذا المسجد من قبل أن يرتد الي فتبسم في وجهي.

فقال يا أصبغ ان سليمان بن داود أعطي الريح غدوها شهر و رواحها شهر و أنا قد أعطيت أكثر مما أعطي سليمان فقلت صدقت و الله يابن رسول الله فقال نحن الذين عندنا علم الكتاب و بيان ما فيه و ليس لأحد من خلقه ما عندنا لأنا أهل سر الله فتبسم في وجهي.

ثم قال نحن آل الله و ورثة رسوله، فقلت: الحمد لله علي ذلك، ثم قال لي


ادخل فدخلت فاذا أنا برسول الله صلي الله عليه و آله محتب في المحراب بردائه فنظرت فاذا أنا بأميرالمؤمنين عليه السلام قابض علي تلابيب الأعسر فرأيت رسول الله صلي الله عليه و آله يعض علي الأنامل و هو يقول بئس الخلف خلفتني أنت و أصحابك عليكم لعنة الله و لعنتي الخبر [43] .

43- عنه عن كتاب الابانة قال بشر بن عاصم سمعت أن عبدالله بن الزبير يقول قلت للحسين بن علي عليهماالسلام انك تذهب الي قوم قتلوا أباك و خذلوا أخاك فقال: لان اقتل بمكان كذا و كذا أحب الي من أن يستحل بي مكة عرض به عليه السلام [44] .

44- عنه، عن كتاب التخريج عن العامري بالاسناد عن هبيرة بن بريم، عن ابن عباس قال رأيت الحسين عليه السلام قبل أن يتوجه الي العراق علي باب الكعبة و كف جبرئيل في كفه و جبرئيل ينادي هلموا الي بيعة الله عزوجل و عنف ابن عباس علي تركه الحسين عليه السلام، فقال ان أصحاب لم ينقصوا رجلا و لم يزيد و ارجلا فعرفهم بأسمائهم من قبل شهودهم، و قال محمد بن الحنفية و ان أصحابه عندنا لمكتوبون بأسمائهم و أسماء آبائهم [45] .

45- روي المجلسي عن كتاب الدلائل لعبد الله بن جعفر الحميري باسناده الي أبي عبدالله عليه السلام قال: خرج الحسين بن علي الي مكه سنة ماشيا فورمت قدماه فقال له بعض مواليه: لو ركبت ليسكن عنك هذا الورم، فقال: كلا اذا أتينا هذا المنزل فانه يستقبلك أسود و معه دهن فاشتره منه و لا تماكسه، فقال له مولاه: بأبي أنت و أمي ما قدامنا منزل فيه أحد يبيع هذا الدواء؟ فقال: بلي امامك دون المنزل.

فسار ميلا فاذا هو بالاسود، فقال الحسين لمولاه: دونك الرجل فخذ منه


الدهن، فأخذ منه الدهن و أعطاه الثمن، فقال له الغلام لمن أردت هذا الدهن، فقال للحسين بن علي عليهماالسلام فقال: انطلق به اليه فصار الاسود نحوه فقال: يابن رسول الله اني مولاك لا آخذ له ثمنا و لكن ادع الله أن يرزقني ولدا ذكرا سويا يحبكم أهل البيت فاني خلفت امرأتي تمخض، فقال: انطلق الي منزل فان الله قد وهب لك ولدا ذكرا سويا.

فولدت غلاما سويا ثم رجع الاسود الي الحسين و دعا له بالخير بولادة الغلام له و ان الحسين عليه السلام قد مسح رجليه فما قام من موضعه حتي زال ذلك الورم [46] .

46- روي عن الكشي عن حمدويه، عن محمد بن عيسي، عن ابن أبي نجران، عن اسحاق بن سويد الفراء، عن اسحاق بن عمار، عن صالح بن ميثم قال: دخلت أنا و عباية الاسدي علي حباية الوالبية فقال لها: هذا ابن أخيك ميثم، قالت: ابن أخي و الله حقا ألا أحدثكم بحديث عن الحسين بن علي عليهماالسلام؟ فقلت: بلي، قالت: دخلت عليه و سلمت فرد السلام و رحب.

ثم قال: ما بطأ بك عن زيارتنا و التسليم علينا يا حبابة؟ قلت: ما بطأني عنك الا علة عرضت، قال: و ما هي؟ قالت: فكشفت خماري عن برص، قالت: فوضع يده علي البرص و دعا، فلم يزل يدعو حتي رفع يده و قد كشف الله ذلك البرص. ثم قال: يا حبابة انه ليس أحد علي ملة ابراهيم في هذه الامة غيرنا و غير شيعتنا و من سواهم منها براء [47] .

47- عنه عن عيون المعجزات للمرتضي رحمه الله: عن جعفر بن محمد بن عمارة عن أبيه، عن الصادق، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: جاء أهل الكوفة الي علي


عليه السلام فشكوا اليه امساك المطر، و قالوا له: استسق لنا، فقال للحسين عليه السلام قم و استسق فقام، و حمد الله و أثني عليه و صلي علي النبي و قال: اللهم معطي الخيرات، و منزل البركات، أرسل السماء علينا مدرارا، و اسقنا غيثا مغزارا، واسعا، غدقا، مجللا سحأ، سفوحا، فجاجا، تنفس به الضعف من عبادك، و تحيي به الميت من بلادك آمين يا رب العالمين.

فما فرغ عليه السلام من دعائه حتي غاث الله تعالي غيثه بغتة و أقبل أعرابي من بعض نواحي الكوفة فقال: تركت الاودية و الآكام يموج بعضها في بعض [48] .

48- عنه عن عيون المعجزات حدث جعفر بن محمد بن عمارة عن أبيه، عن عطاء بن السائب، عن أخيه قال: شهدت يوم الحسين صلوات الله عليه فأقبل رجل من تيم يقال له: عبدالله بن جويرة، فقال: يا حسين فقال صلوات الله عليه: ما تشاء؟ فقال: أبشر بالنار، فقال عليه السلام: كلا اني أقدم علي رب غفور، و شفيع مطاع و أنا من خير الي خير من أنت؟ قال: أنا ابن جويرة فرفع يده الحسين حتي رأينا بياض ابطيه و قال:

اللهم جره الي النار، فغضب ابن جويرة فحمل عليه فاضطرب به فرسه في جدول و تعلق رجله بالركاب و وقع رأسه في الارض و نفر الفرس فأخذ يعدو به و يضرب رأسه بكل حجر و شجر و انقطعت قدمه و ساقه و فخذه، و بقي جانبه الآخر متعلقا في الركاب فصار لعنه الله الي نار الجحيم [49] .

49- عنه قال: روي في بعض الكتب المعتبرة عن الطبري، عن طاووس اليماني ان الحسين بن علي عليهماالسلام، كان اذا جلس في المكان المظلم يهتدي اليه الناس ببياض جبينه و نحره، فان رسول الله صلي الله عليه و آله كان كثيرا ما يقبل جبينه و نحره، و أن


جبرئيل عليه السلام نزل يوما فوجد الزهراء عليهاالسلام نائمة و الحسين في مهده يبكي، فجعل يناغيه و يسليه حتي استقيظت، فسمعت صوت من يناغيه فالتفتت فلم تر أحدا فأخبرها النبي صلي الله عليه و آله أنه كان جبرئيل عليه السلام [50] .


پاورقي

[1] الکافي: 464/1.

[2] الکافي: 464/1.

[3] الکافي: 465/1.

[4] الکافي: 465/1.

[5] الکافي: 465/1.

[6] الکافي: 465/1.

[7] الکافي: 460/1.

[8] دلائل الامامة: 74.

[9] دلائل الامامة: 74.

[10] دلائل الامامة: 74.

[11] دلائل الامامة: 74.

[12] دلائل الامامة: 75.

[13] دلائل الامامة: 75.

[14] دلائل الامامة: 75.

[15] دلائل الامامة: 75.

[16] دلائل الامامة: 76.

[17] دلائل الامامة: 76.

[18] دلائل الامامة: 77.

[19] دلائل الامامة: 77.

[20] دلائل الامامة: 78.

[21] دلائل الامامة: 78.

[22] دلائل الامامة: 79.

[23] الثاقب في المناقب: 322.

[24] الثاقب في المناقب: 324.

[25] الثاقب في المناقب: 327.

[26] الثاقب في المناقب: 327.

[27] الثاقب في المناقب: 328.

[28] الخرائج: 225.

[29] الخرائج: 226.

[30] الخرائج: 226.

[31] الخرائج: 226.

[32] الخرائج:227.

[33] الخرائج: 231.

[34] الخرائج: 231.

[35] المناقب: 179/2.

[36] المناقب: 179/2.

[37] المناقب: 179/2.

[38] المناقب: 180/2.

[39] المناقب: 180/2.

[40] المناقب: 180/2.

[41] المناقب: 180/2.

[42] المناقب: 181/2.

[43] المناقب: 181/2.

[44] المناقب: 181/2.

[45] المناقب: 181/2.

[46] بحار الانوار: 185/44.

[47] بحار الانوار: 86/44.

[48] بحار الانوار: 187/44.

[49] بحار الانوار: 187/44.

[50] بحار الانوار: 187/44.