بازگشت

علمه و فصاحته


1- الصدوق في رواية طويلة قال أميرالمؤمنين عليه السلام للحسين: يا بني قم فاصعد فتكلم بكلام لا يجهلك قريش من بعدي فيقولون ان الحسين بن علي لا يبصر شيئا و ليكن كلامك تبعا لكلام أخيك فصعد الحسين عليه السلام فحمد الله و اثني عليه، و صلي علي نبيه و آله صلوة موجزة، ثم قال معاشر الناس سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و هو يقول ان عليا مدينة هدي فمن دخلها نجي و من تخلف عنها هلك، فوثب اليه علي عليه السلام فضمه الي صدره و قبله ثم قال: يا معاشر الناس اشهدوا أنهما فرخا رسول الله صلي الله عليه و آله و وديعته التي استودعنيها و أنا استودعكموها معاشر الناس و


رسول الله صلي الله عليه و آله سائلكم عنها [1] .

2- قال ابن شهرآشوب: و من فصاحته و علمه عليه السلام مارواه موسي بن عقبة انه امر معاوية الحسين أن يخطب، فصعد المنبر فحمد الله و أثني عليه و صلي علي النبي صلي الله عليه و آله فسمع رجل يقول من هذا الذي يخطب فقال عليه السلام نحن حزب الله الغالبون و عترة رسول الله الأقربون، و أهل بيته الطيبون، و أحد الثقلين الذين جعلنا رسول الله صلي الله عليه و آله ثاني كتاب الله تعالي، فيه تفصيل كل شي ء لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه و المعول علينا في تفسيره لا يبطينا تأويله بل نتبع حقايقه.

فاطيعونا فان طاعتنا مفروضة اذ كانت بطاعة الله مقرونة قال الله تعالي: «أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و اولي الأمر منكم» و قال: «و لو ردوه الي الرسول و الي أولي الأمر منهم» و احذركم الاصغاء الي هتوف الشيطان فانه لكم عدو مبين، فتكونو كأوليائه الذين قال لهم «لا غالب لكم اليوم من الناس و اني جار لكم» فتقولون للسيوف ضربا و للرماح وردا و للعمد حطما و للسهام غرضا لا يقبل من نفس ايمانها لم تكن آمنت من قبل قال معوية حسبك يا أباعبدالله فقدا بلغت [2] .

3- عنه باسناده عن محاسن البرقي قال عمرو بن العاص للحسين عليه السلام يابن علي ما بال أولادنا اكثر من أولادنا فقال عليه السلام:



بغاث الطير أكثرها فراخا

و ام الصقر مقلاة نذور



فقال ما بال الشيب الي شواربنا أسرع منه الي شواربكم فقال عليه السلام: ان نساءكم نساء بخرة فاذادنا أحدكم من امرأته نكهت في وجهه فشاب منه شاربه، فقال ما بال لحاؤكم أو فر من لحائنا فقال عليه السلام:«و البلد الطيب يخرج نباته باذن ربه و الذي خبث لا يخرج الا نكدا» فقال معاوية بحقي عليك الا سكت فانه ابن علي بن


أبي طالب فقال عليه السلام:



ان عادت العرب عدنا لها

و كانت النعل لها حافرة



قد علم العقرب و استيقنت

أن لا له دنيا و لا آخرة [3] .



4- عنه عن تفسير الثعلبي، قال الصادق عليه السلام: قال الحسين بن علي صلوات الله عليهم اذا صاح النسر قال: يابن آدم عش ما شئت آخره الموت و اذا صاح الغراب قال ابن البعد من الناس انس، و اذا صاح القبر قال اللهم العن مبغضي آل محمد و اذا صاح الخطاب قرأ الحمدلله رب العالمين و يمد الضالين كما يمدها القاري [4] .

5- قال الاربلي: انهم عليهم السلام رجال الفصاحة و فرسانها، و حماة البلاغة و شجعانها، عليهم تهدلت أغصانها، و منهم تشعب أفنانها، و لهم انقادت معانيها و هم معانها، و لرياضتهم أطاع عاصيها و أصحب جرانها، اذا قالوا بذوا الفصحاء و اذا ارتجلوا سبقوا البلغاء، و اذا نطقوا أذعن كل قائل و أقر لهم كل حاف و ناعل تركت و الحسن تأخذه تنتقي منه و تنتحب.

فاصطفت منه محاسنه، و استزادت فضل ما تهب بألفاظ تجاري الهواء رقة، و الصخر متانة، و حلم يوازي السماء ارتفاعا و الجبال رزانة، أذعنت لهم الحكم، و أجابت ندائهم الكلم و أطاعهم السيف و القلم، و صابوا و أصابوا فما صوب اليهم ورثوا البيان كابرا عن كابر، و تسنموا قلل الفضايل، تسمنهم متون المغاير و تساووا في مضمار المعارف فالآخر يأخذ عن الاول و الأول يملي علي الآخر:



شرف تتابع كابرا عن كابر

كالرمح أنبوبا علي أنبوب



يفوح أرج النبوة من كلامهم و يعبق نشر الرسالة من نثرهم و نظمهم، و تعجز الأوايل و الاواخر عن مقالهم، في كل موطن و مقامهم، فهم سادات الناس و قادتهم


في جاهليتهم و اسلامهم، فما ساجلهم في منقبة الا غلب و ما شابهم ماجد الا قيل أطمع من أشعب شنشنة معروف في السلف و الخلف، و عادة شريفة ينكرها من أنكر و يعرفها من عرف.

و من كلامه عليه السلام لما عزم علي الخروج الي العراق قام خطيبا فقال: الحمد لله و ما شاء الله و لا حول و لا قوة الا بالله و صلي الله علي رسوله و سلم خط الموت علي ولد آدم مخط القلادة علي جيد الفتاة، و ما أو لهني الي أسلافي اشتياق يعقوب الي يوسف، و خير لي مصرع أنا لاقيه، كأني بأوصال يتقطعها عسلان الفلوات بين النواويس و كربلاء فيمتلان مني أكرا شاجرفا و اجربة سغبا.

لا محيص من يوم خط بالقلم رضي الله رضانا أهل البيت نصبر علي بلائه و يوفينا أجور الصابرين، لن يشذ عن رسول الله صلي الله عليه و آله لحمته و هي مجموعة له في حظيرة القدس تقربهم عينه، و يتجز لهم وعده من كان فينا باذلا مهجته و موطنا علي لقائنا نفسه فليرحل فاني راحل مصبحا انشاء الله.

خطب عليه السلام فقال: يا أيها الناس نافسوا في المكارم، و سارعوا في المغانم، و لا تحتسبوا بمعروف لم تعجلوا، و كسبوا الحمد بالنجع، و لا تكتسبوا بالمطل ذما فمهما يكن لا حد عند أحد صنيعة له رأي أنه لا يقوم بشكرها فالله له بمكافاته، فانه أجزل عطاءا و أعظم أجرا و اعملوا ان حوائج الناس اليكم من نعم الله عليكم، فلا تملوا النعم فتحور نقما،

و اعلموا ان المعروف مكسب حمدا، و معقب أجرا. فلور رأيتم المعروف رجلا رأيتموه حسنا جميلا، يسر الناظرين، و لو رأيتم اللوم رأيتموه سمجا مشوها تنفر منه القلوب، و تغض دونه الابصار.

أيها الناس من جادساد، و من بخل رذل، و ان أجود الناس من أعطي من لا يرجو و ان أعفي الناس من عفي عن قدرة و ان أوصل الناس من وصل من قطعه


و الاصول علي مغارسها مفروعها تسموا فمن تعجل لأخيه خيرا وجده اذا قدم عليه غدا و من أراد الله تبارك و تعالي بالصنيعة الي أخيه كافاه بها في وقت حاجته، صرف عنه من بلاء الدنيا ما هو أكبر منه، و من نفس كربة مؤمن فرج الله عنه كرب الدنيا و الآخرة، و من أحسن أحسن الله اليه و الله يحب المحسنين [5] .


پاورقي

[1] امالي الصدوق: 207.

[2] المناقب: 192/2.

[3] المناقب: 193/2.

[4] المناقب: 193/2.

[5] کشف الغمة: 30-28/2.