بازگشت

كتابه في الشؤون العامة جوابا عن كتاب معاوية اليه


أما بعد، فقد بلغني كتابك تذكر انه قد بلغك عني امور انت لي عنها راغب، و انا بغيرها عندك جدير، فان الحسنات لا يهدي لها، و لا يسدد اليها الا الله. و اما ما ذكرت أنه انتهي اليك عني فانه انما رقاه اليك الملاقون، المشاؤون بالنميم، و ما اريد لك حربا، و لا عليك خلافا، و ايم الله اني لخائف الله في ترك ذلك، و ما اظن الله راضيا بترك ذلك، و لا عاذرا بدون الاعذار فيه اليك، و في اوليائك القاسطين الملحدين، حزب الظلمة، و اوليآء الشياطين.

الست القاتل حجر بن عدي اخاكندة، و المصلين العابدين الذين كانوا ينكرون الظلم، و يستعظمون البدع، و لا يخافون في الله لومة لائم؟ ثم قتلتهم ظلما و عدوانا من بعد ما كنت اعطيتهم الايمان المغلظة، و المواثيق المؤكدة، لا تاخذهم بحدث كان بينك و بينهم، و لا باحنة تجدها في نفسك.

اولست قاتل عمرو بن الحمق صاحب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم العبد الصالح، الذي ابلته العبادة فنحل جسمه، و صفرت لونه؟ بعد ما امتنه، و اعطيته من عهود الله، و مواثيقه ما لو اعطيته طائرا لنزل اليك من رأس الجبل، ثم قتلته جرأة علي ربك، و استخفافا بذلك العهد.

اولست المدعي زياد بن سمية المولود علي فراش عبيد ثقيف؟ فزعمت انه ابن ابيك، و قد قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم «الولد للفراش، و للعاهر الحجر» فتركت سنة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم تعمدا، و تبعت هواك بغير هدي من الله، ثم سلطته علي العراقين يقطع ايدي المسلمين و ارجلهم، و يسمل اعينهم، و يصلبهم علي جذوع النخل، كانك لست من هذه الأمة، و ليسوا منك.

اولست صاحب الحضر ميين الذين كتب فيهم ابن سمية انهم كانوا علي دين علي صلوات الله عليه؟ فكتبت اليه (ان اقتل كل من كان علي دين علي) فقتلهم، و مثل بهم بامرك و دين علي عليه السلام و الله الذي كان يضرب عليه اباك، و يضربك، و به جلست مجلسك الذي جلست، و لولا ذلك لكان شرفك و شرف ابيك الرحلتين و قلت فيما قلت: (انظر لنفسك و لدينك و لامة محمد و اتق شق عصا هذه الامة و ان تردهم الي فتنة). و اني لا اعلم فتنة اعظم علي هذه الامة من ولايتك عليها، و لا اعظم نظر لنفسي و لديني و لامة محمد صلي الله عليه و آله و سلم علينا أفضل من ان اجاهدك، فان فعلت فانه قربة الي الله، و ان تركته فاني ا ستغفر الله لديني، و اساله توفيقه لارشاد امري.

و قلت فيما قلت: (اني ان انكرتك تنكرني، و ان أكدك تكدني) فكدني ما بدا لك، فاني أرجو ان لا يضرني كيدك في، و ان لا يكون علي احد اضر منه علي نفسك علي انك قد ركبت بجهلك و تحرصت علي نقض عهدك، و لعمري ما وفيت بشرط، و لقد نقضت عهدك بقتلك هؤلاء النفر الذين قتلتهم بعد الصلح و الايمان و العهود و المواثيق، فقتلتهم من غير ان يكونوا قاتلوا او قتلوا، و لم تفعل ذلك بهم الا لذكرهم فضلنا و تعظيمهم حقنا، فقتلتهم مخافة امر لعلك لولم تقتلهم مت قبل ان يفعلوا او ماتوا قبل ان يدركوا.

فابشر يا معاوية! بالقصاص، و استيقن بالحساب، و اعلم ان لله تعالي كتابا، (لا يغادر صغيرة و لا كبيرة الا احصاها)، و ليس الله بناس لاخذك بالظنة، و قتلك اوليآءه علي التهم، و نفيك أوليآءه من دورهم الي دار الغربة، و اخذك للناس ببيعة ابنك غلام حدث، يشرب الخمر، و يلعب بالكلاب.

لا اعلمك الا و قد خسرت نفسك، و تبرت دينك، و غششت رعيتك، و اخربت امانتك،و سمعت مقالة السفيه الجاهل، و اخفت الورع التقي لاجلهم، و السلام [1] .


پاورقي

[1] رجال الکشي: ترجمة عمرو بن الحمق، ص 49.