بازگشت

كتابه جوابا لما كتب اليه الحسن البصري يسأله عن القدر


فاتبع ما شرحت لك في القدر، مما افضي الينا اهل البيت فانه من لم يؤمن بالقدر خيره و شره، فقد كفر، و من حمل المعاصي علي الله عزوجل فقد فجر، و افتري علي الله افترآء عظيما، ان الله تبارك و تعالي لا يطاع باكراه، و لا يعصي بغلبة، و لا يهمل العباد في الهلكة، ولكنه المالك لما ملكهم، و القادر لما عليه اقدرهم، فان ائتمروا بالطاعة لم يكن الله صادا عنها مبطئا، و ان ائتمروا بالمعصية فشآء ان يمن عليهم فيحول بينهم، و بين ما ائتمروا به فعل، و ان لم يفعل فليس هو حاملهم عليهم قسرا، و لا كلفهم جبرا بتمكينه اياهم بعد اعذاره، و انذاره لهم، و احتجاجه عليهم، طوقهم و مكنهم، و جعل لهم السبيل الي اخذ ما اليه دعاهم، و ترك ما عنه نهاهم، جعلهم مستطيعين لاخذ ما أمرهم به من شي ء غير آخذيه، و لترك ما نهاهم عنه من شي ء غير تاركيه، و الحمدلله الذي جعل عباده اقويآء لما امرهم به، ينالون بتلك القوة، و ما نهاهم عنه، و جعل العذر لمن لم يجعل له السبب جهدا متقبلا [1] .


پاورقي

[1] فقه الرضا عليه‏السلام: ص 56.