بازگشت

كتابه جوابا عن كتاب اهل البصرة اليه، يسألونه عن الصمد


بسم الله الرحمن الرحيم، اما بعد، فلا تخوضوا في القرآن، و لا تجادلوا فيه، و لا تتكلموا فيه بغير علم، فقد سمعت جدي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول: «من قال في القرآن بغير علم، فليتبوأ مقعده من النار». و ان الله سبحانه قد فسر الصمد فقال: «الله احد. الله الصمد) ثم فسره فقال: (لم يلد و لم يولد، و لم يكن له كفوا احد).

(لم يلد) لم يخرج منه شي ء كثيف كالولد، و سائر الاشيآء الكثيفة التي تخرج من المخلوقين، و لا شي ء لطيف كالنفس، و لا يتشعب منه البدوات كالسنة و النوم و الخطرة و الهم و الحزن و البهجة و الضحك و البكآء و الخوف و الرجآء و الرغبة و السأمة و الجوع و الشبع، تعالي ان يخرج منه شي ء، و ان يتولد منه شي ء كثيف، او لطيف. (و لم يولد) لم يتولد من شي ء، و لم يخرج من شي ء كما يخرج الاشياء الكثيفة من عناصرها، كالشي ء من الشي ء، و الدابة من الدابة، و النبات من الارض، و المآء من الينابيع، و الثمار من الاشجار، و لا كما يخرج الاشيآء اللطيفة من مراكزها، كالبصر من العين، و السمع من الاذن، و الشم من الانف، و الذوق من الفم، و الكلام من اللسان، و المعرفة و التميز من القلب، و كالنار من الحجر، لا بل هو (الله الصمد)، الذي لا من شي ء، و لا في شي ء و لا علي شي ء، مبدع الاشيآء، و خالقها، و منشي ء الاشيآء بقدرته، يتلاشي ما خلق للفنآء بمشيته، و يبقي ما خلق للبقآء بعلمه، فذلكم (الله الصمد)، الذي (لم يلد و لم يولد) (عالم الغيب و الشهادة الكبير المتعال) (و لم يكن له كفوا احد) [1] .


پاورقي

[1] توحيد الصدوق: ص 91.