بازگشت

و من خطبة له في ذم اهل الكوفة و هي مظهر آبائه و عظمة نفسه


حمد الله و اثني عليه، و ذكره بما هو اهله،

و صلي علي محمد صلي الله عليه و آله و سلم و علي الملائكة و الانبياء و الرسل.

«فلم ير متكلم بليغ مثله»، ثم قال:

تبا لكم ايتها الجماعة، و ترحا حين استصرختمونا و الهين، فاصرخناكم موجفين، سللتم علينا سيفا لنا في ايمانكم، و حششتم علينا نارا اقتدحناها علي عدونا و عدوكم، فاصبحتم البا لاعدائكم علي اوليائكم بغير عدل افشوه فيكم، و لا امل اصبح لكم فيهم فهلا لكم الويلات، تركتمونا، و السيف مشيم، و الجأش طامن، و الرامي لما يستصحف، ولكن اسرعتم اليها كطيرة الدبا، و تداعيتم اليها كتهافت الفراش، فسحقا لكم يا عبيد الامة و شذاذ الاحزاب، و نبذة الكتاب و محرفي الكلم، و عصبة الاثام و نفثة الشيطان و مطفي ء السنن، اهؤلاء تعضدون، و عنا تتخاذلون، اجل والله غدر فيكم قديم! و شجت اليه اصولكم، و تأزرت عليه فروعكم، فكنتم اخبث ثمر شجا للناظر، و أكلة للغاصب.

الا و ان الدعي ابن الدعي، قد ركزبين اثنتين، بين السلة و الذلة، و هيهات منا الذلة، يأبي الله ذلك لنا و رسوله و المؤمنون، و حجور طابت و طهرت، انوف حمية، و نفوس ابية من ان تؤثر طاعة اللئام علي مصارع الكرام.

الا و اني زاحف بهذه الاسرة مع قلة العدد، و خذلة الناصر.

«ثم تمثل بابيات فروة بن مسيك المرادي»:



فان نهزم فهزامون قدما

و ان نغلب فغير مغلبينا



و ما ان طبنا جبن ولكن

منايانا و دولة آخرينا



اذا ما الموت رفع عن اناس

كلا كله اناخ بآخرينا



فافني ذلكم سروات قومي

كما افني القرون الاولينا



فلو خلد الملوك اذا خلدنا

ولو بقي الكرام اذا بقينا



فقل للشامتين بنا افيقوا

سيلقي الشامتون كما لقينا



ثم ايم الله، لا تلبثون بعدها الا كريث ما يركب الفرس حتي تدور بكم دور الرحي، و تقلق بكم قلق المحور، عهد عهده الي ابي عن جدي (فاجمعوا امركم و شركآء كم ثم لا يكن امركم عليكم غمة، ثم اقضوا الي و لا تنظرون)، (اني توكلت علي الله ربي و ربكم ما من دآبة الا هو آخذ بناصيتها ان ربي علي صراط مستقيم).

اللهم احبس عنهم قطر السماء و ابعث عليهم سنين كسني يوسف، و سلط عليهم غلام ثقيف، فيسومهم كأسا مصبرة فانهم كذبونا و خذلونا، و انت ربنا (عليك توكلنا و اليك انبنا و اليك المصير) [1] .


پاورقي

[1] اللهوف: ص 96.