بازگشت

و من خطبة له في الاحتجاج علي اهل الكوفة


نادي بأعلي صوته: يا اهل العراق، و جلهم يسمعون فقال:

ايها الناس اسمعوا قولي، و لا تعجلوا حتي أعظكم بما يحق لكم علي، و حتي اعذر اليكم فان اعطيتموني النصف، كنتم بذلك اسعد، و ان لم تعطوني النصف من انفسكم، فاجمعوا رأيكم (ثم لا يكن امركم عليكم غمة ثم اقضوا الي و لا تنظرون)، (ان وليي الله الذي نزل الكتاب و هو يتولي الصالحين).

ثم حمدالله و اثني عليه، و ذكر الله تعالي بما هو اهله و صلي علي النبي و علي ملائكته و انبيائه.

فلم يسمع متكلم قط قبله و لا بعده ابلغ في منطق منه، ثم قال:

اما بعد، فانسبوني فانظروا من انا؟ ثم ارجعوا الي انفسكم و عاتبوها، فانظروا هل يصلح لكم قتلي، و انتهاك حرمتي؟

الست ابن بنت نبيكم، و ابن وصيه و ابن عمه، و اول المؤمنين المصدق لرسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بما جاء به من عند ربه؟

او ليس حمزة سيدالشهداء عمي؟

او ليس جعفر الطيار في الجنة بجناحين عمي؟

اولم يبلغكم ما قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لي و لاخي: «هذان سيدا شباب اهل الجنة»؟ فان صدقتموني بما اقول و هو الحق، و الله ما تعمدت كذبا منذ علمت ان الله يمقت عليه اهله، و ان كذبتموني فان فيكم من ان سألتموه عن ذلك اخبركم، سلوا جابر بن عبدالله الانصاري، و اباسعيد الخدري، و سهل بن سعد الساعدي و زيد بن ارقم، و انس بن مالك، يخبروكم انهم سمعوا هذه المقالة من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لي و لاخي، اما في هذا حاجز لكم عن سفك دمي؟.

ثم قال عليه السلام لهم:

فان كنتم في شك من هذا، افتشكون اني ابن بنت نبيكم؟

فوالله ما بين المشرق و المغرب ابن بنت نبي غيري فيكم و لا في غيركم، و يحكم اتطلبوني بقتيل منكم قتلته، او مال لكم استهلكته، او بقصاص من جراحة؟.

فاخذوا لا يكلمونه.

فنادي يا شبث بن ربعي، و يا حجار بن ابجر، و يا قيس بن الاشعث و يا يزيد بن الحارث، الم تكتبوا الي ان قد اينعت الثمار، و اخضر الجناب؟ و انما تقدم علي جند لك مجند.

فقال له قيس بن الاشعث ما ندري ما تقول، ولكن انزل علي حكم بني عمك، فانهم لم يروك الا ما تحب.

فقال عليه السلام له:

لا والله لا اعطيكم بيدي اعطاء الذليل و لا افر فرار العبيد، ثم نادي يا عباد الله (اني عذت بربي و ربكم ان ترجمون) اعوذ بربي و ربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب [1] .


پاورقي

[1] الارشاد: ص 134.