و من كلامه لعسكره و اهل بيته
قال لعسكره انتم من بيعتي في حل، فالحقوا بعشآئركم و مواليكم
و قال لاهل بيته
قد جعلتكم من حل من مفارقتي، فانكم لا تطيقونهم لتضاعف اعدادهم و قواهم، و ما المقصود غيري، فدعوني و القوم، فان الله عزوجل يعينني و لا يخليني من [حسن] نظره، كعادته في اسلافنا الطيبين.
فاما عسكره ففارقوه.
و اما اهله و الادنون من اقربائه فابوا، و قالوا: لانفارقك، و يحل بنا ما يحل بك، و يحزننا ما يحزنك، و يصيبنا ما يصيبك، و انا اقرب ما يكون الي الله اذا كنا معك.
فقال لهم:
فان كنتم قد وطنتم انفسكم علي ما وطنت نفسي عليه، فاعلموا أن الله انما يهب المنازل الشريفة لعباده لصبرهم باحتمال المكاره.
و ان الله و ان كان خصني مع من مضي من اهلي الذين انا اخرهم بقاء في الدنيا من المكرمات بما يسهل معها علي احتمال الكريهات، فان لكم شطر ذلك من كرامات الله تعالي.
و اعلموا ان الدنيا حلوها و مرها حلم، و الانتباه في الاخرة، و الفائز من فاز فيها، و الشقي من شقي فيها.
اولا احدثكم باول امرنا و امركم معاشر اوليائنا و محبينا، و المعتصمين بنا ليسهل عليكم احتمال ما انتم له معرضون؟
قالوا: بلي يابن رسول الله.
قال: ان الله لما خلق ادم، و سواه و علمه اسمآء كل شي ء و عرضهم علي الملائكة، جعل محمدا و عليا و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السلام اشباحا خمسة في ظهر آدم، و كانت انوارهم تضي ء في الافاق من السماوات و الحجب و الجنان و الكرسي و العرش، فامر الله تعالي الملائكة بالسجود لادم، تعظيما له انه قد فضله بان جعله وعاء لتلك الاشباح التي قد عم انوارها الافاق.
فسجدوا [لادم] الا ابليس ابي ان يتواضع لجلال عظمة الله، و ان يتواضع لانوارنا اهل البيت، و قد تواضعت لها الملائكة كلها.
و استكبر، و ترفع، و كان بابائه ذلك و تكبره من الكافرين [1] .
پاورقي
[1] تفسير العسکري عليهالسلام: ص 218.