بازگشت

و من خطبة له في مني


و قد تضمنت من فضائل علي عليه السلام و مناقبه ما لا تتضمنها خطبة و قد جمع - من بني هاشم رجالهم و نسآءهم و مواليهم و شيعتهم و من اصحاب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و ابنائهم، و التابعين، و من الانصار المعروفين بالصلاح - اكثر من سبعمأة رجل و من التابعين نحو من مأتي رجل، فلما اجتمعوا قام خطيبا في سرادقة عامتهم.

فحمد الله و اثني عليه، ثم قال:

اما بعد، فان هذا الطاغية [1] قد فعل بنا و بشيعتنا ما قد رأيتم و علمتم و شهدتم، و اني اريد أن اسألكم عن شي ء، فان صدقت فصدقوني، و ان كذبت فكذبوني، و أسألكم بحق الله عليكم، و حق رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و قرابتي من نبيكم، لما سيرتم [2] مقامي هذا، و وصفتم مقالتي، و دعوتم اجمعين في امصاركم من قبائلكم من امنتم من الناس.

و في رواية اخري بعد قوله «و ان كذبت فكذبوني».

اسمعوا مقالتي و اكتبوا قولي، ثم ارجعوا الي امصاركم و قبائلكم، فمن امنتم من الناس، و وثقتم به، فادعوهم الي ما تعلمون من حقنا، فاني اتخوف ان يدرس هذا الامر، و يذهب الحق و يغلب (و الله متم نوره و لوكره الكافرون).

«قال الرواي»: و ما ترك شيئا مما انزل الله فيهم من القرآن الاتلاه و فسره، و لا شيئا مما قاله رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في ابيه و اخيه و امه و في نفسه و اهل بيته الارواه، و كل ذلك يقول اصحابه اللهم نعم و قد سمعنا و شهدنا، و يقول التابعي اللهم قد حدثني به من اصدقه و ائتمنه من الصحابة. فقال:

انشدكم الله الا حدثتم به من تثقون به و بدينه.

«قال سليم»: فكان فيما ناشدهم الحسين عليه السلام و ذكر هم ان قال:

انشدكم الله، اتعلمون ان علي بن ابي طالب كان اخا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم حين آخي بين اصحابه، فآخي بينه و بين نفسه، و قال: «انت اخي و انا اخوك في الدنيا و الاخرة».

قالوا: اللهم نعم.

قال: انشدكم الله هل تعلمون ان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم اشتري موضع مسجده و منازله، فابتناه، ثم ابتني فيه عشرة منازل: تسعة له، و جعل عاشرها في وسطها لابي، ثم سد كل باب شارع الي المسجد غير بابه، فتكلم في ذلك من تكلم، فقال: ما انا سددت ابوابكم و فتحت بابه، ولكن الله امرني بسد ابوابكم و فتح بابه.

ثم نهي الناس ان يناموا في المسجد غيره، و كان يجنب في المسجد، و منزله في منزل رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فولد لرسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و له فيه اولاد؟

قالوا: اللهم نعم.

قال: افتعلمون ان عمر بن الخطاب حرص علي كوة قدر عنيه،

يدعها في منزله الي المسجد فابي عليه، ثم خطب فقال: «ان الله امرني ان ابني مسجدا طاهرا، لا يسكنه غيري و غير اخي و بنيه».

قالوا: اللهم نعم.

قال: انشدكم الله اتعلمون ان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم نصبه يوم غدير خم، فنادي له بالولاية و قال: «ليبلغ الشاهد الغائب».

قالوا: اللهم نعم.

قال: انشدكم الله اتعلمون أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال له في غزوة تبوك: «انت مني بمنزلة هرون من موسي، و انت ولي كل مؤمن بعدي».

قالوا: اللهم نعم.

قال: انشدكم الله اتعلمون أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم حين دعا النصاري من اهل نجران الي المباهلة، لم يأت الا به و بصاحبته و ابنيه.

قالوا: اللهم نعم.

قال: انشدكم الله، اتعلمون انه دفع اليه اللواء يوم خيبر ثم قال: «لا دفعه الي رجل يحبه الله و رسوله، و يحب الله و رسوله، كرار غير فرار يفتحها الله علي يديه».

قالوا: اللهم نعم.

قال: اتعلمون ان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بعثه ببراءة و قال: «لا يبلغ عني الا انا او رجل مني».

قالوا: اللهم نعم.

قال: اتعلمون أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لم تنزل به شدة قط الا قدمه لها ثقة به و انه لم يدعه باسمه قط الا يقول: يا اخي و ادعوا لي اخي.

قالوا: اللهم نعم.

قال: اتعلمون ان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قضي بينه و بين جعفر و زيد، فقال: «يا علي انت مني و انا منك، و أنت ولي كل مؤمن بعدي».

قالوا: اللهم نعم.

قال: اتعلمون انه كانت له من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم كل يوم خلوة و كل ليلة دخلة، اذا سأله اعطاه، و اذا سكت ابداه.

قالوا: اللهم نعم.

قال: اتعلمون ان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فضله علي جعفر و حمزة حين قال لفاطمة عليهاالسلام: «زوجتك خير اهل بيتي، اقدمهم سلما، و اعظمهم حلما، و اكثرهم علما».

قالوا: اللهم نعم.

قال: اتعلمون ان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال: «انا سيد ولد آدم عليه السلام و اخي علي سيد العرب، و فاطمة سيدة نسآء اهل الجنة، و الحسن و الحسين ابناي سيدا شباب اهل الجنة».

قالوا: اللهم نعم.

قال: اتعلمون ان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم امره بغسله و اخبره ان جبرئيل يعينه عليه.

قالوا: اللهم نعم.

قال: اتعلمون ان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال في آخر خطبة خطبها: «اني تركت فيكم الثقلين: كتاب الله و اهل بيتي، فتمسكوا بهما لن تضلوا».

قالوا: اللهم نعم.

فلم يدع شيئا انزله الله في علي بن ابي طالب عليه السلام خاصة و في اهل بيته من القرآن و لا علي لسان نبيه صلي الله عليه و آله و سلم الا ناشدهم فيه، فيقول الصحابة، اللهم نعم قد سمعنا، و يقول التابع اللهم قد حدثنيه من اثق به فلان و فلان.

ثم ناشدهم انهم قد سمعوه يقول: «من زعم انه يحبني و يبغض عليا فقد كذب، ليس يحبني و يبغض عليا» فقال له قائل: يا رسول الله و كيف ذلك؟ قال: «لانه مني و انا منه، من احبه فقد احبني و من احبني فقد احب الله، و من ابغضه فقد ابغضني و من ابغضني فقد ابغض الله».

فقالوا اللهم نعم قد سمعنا [3] .

و تفرقوا علي ذلك


پاورقي

[1] اراد بالطاغية معاوية.

[2] سترتم «نسخة».

[3] کتاب سليم بن قيس: ص 132.