بازگشت

و من كلام له لعائشة في مسجد النبي الاعظم


و ذلك لما قبض الحسن بن علي عليه السلام وضع علي سريره فانطلقوا به الي مصلي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فصلي عليه، ثم حمل فادخل المسجد فلما اوقف علي قبر رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بلغ عائشة الخبر، و قيل لها: انهم قد أقبلوا بالحسن بن علي ليدفن مع رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فخرجت مبادرة علي بغل بسرج، فكانت أول امرأة ركبت في الاسلام سرجا، فوقفت و قالت: نحوا ابنكم عن بيتي، فانه لا يدفن فيه شئ، و لا يهتك علي رسول الله حجابه. فقال عليه السلام لها:

قديما هتكت انت و ابوك حجاب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و ادخلت بيته من لا يحب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قربه. و ان الله سائلك عن ذلك يا عائشة، أن أخي أمرني أن أقربه من ابيه رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ليحدث به عهدا، و اعلمي أن اخي أعلم الناس بالله و رسوله، و اعلم بتأويل كتابه من أن يهتك علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ستره، لان الله تبارك و تعالي يقول:

(يا ايها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي الا أن يؤذن لكم)

و قد أدخلت أنت بيت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم الرجال بغير اذنه، و قد قال الله عزوجل: (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي)، و لعمري لقد ضربت أنت لابيك و فاروقه عند اذن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم المعاول، و قال الله عزوجل: (ان الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله، اولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوي)، و لعمري لقد أدخل أبوك و فاروقه علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بقربهما منه، الاذي، ما رعيا من حقه ما امرهما الله به علي لسان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ان الله حرم من المؤمنين أمواتا ما حرم منهم أحياء و تالله يا عائشة لو كان هذا الذي كرهتيه من دفن الحسن عند ابيه رسول الله صلوات الله عليهما جائزا فيما بيننا و بين الله، لعلمت أنه سيدفن، و ان رغم معطسك.

ثم تكلم محمد بن الحنفيه [1] يا عائشة يوما علي بغل، و يوما علي جمل، فما تملكين نفسك، و لا تملكين الارض عداوة لبني هاشم.

قالت: يابن الحنفية هؤلآء الفواطم يتكلمون فما كلامك؟ فقال عليه السلام لها:

و اني تبعدين محمدا من الفواطم؟ فو الله لقد ولدته ثلاث فواطم فاطمة بنت عمران بن عائذ بن عمرو بن مخزوم، و فاطمة بنت أسد بن هاشم، و فاطمة بنت زائدة بن الاصم بن رواحة بن حجر بن عبد معيص بن عامر [2] .


پاورقي

[1] ذکرنا کلام ابن‏الحنفية هنا تمهيدا لکلامه الشريف الاتي ذکره.

[2] الاصول من الکافي: ج 1، ص 302، کتاب الحجة.