بازگشت

و من خطبة له لما اراد معاوية اخذ البيعة ليزيد


حمدالله و صلي علي الرسول صلي الله عليه و آله و سلم ثم قال:

اما بعد، يا معاوية: فلن يؤدي القائل، و ان اطنب في صفة الرسول صلي الله عليه و آله و سلم من جميع جزءا، و قد فهمت ما لبست به الخلف بعد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم من ايجاز الصفة و التنكب عن استبلاغ النعت [1] و هيهات هيهات يا معاوية فضح الصبح فحمة الدجي، و بهرت الشمس انوار السرج، و لقد فضلت حتي افرطت، و استأثرت حتي اجحفت، و منعت حتي محلت [2] ، و جزت حتي اخذ الشيطان حظه الاوفر، و نصيبه الاكمل، و فهمت ما ذكرته عن يزيد من اكتماله، و سياسته لامة محمد صلي الله عليه و آله و سلم، تريد ان توهم الناس في يزيد، كانك تصف محجوبا، او تنعت غائبا، او تخبر عما كان مما احتويته بعلم خاص، و قد دل من نفسه علي موقع رأيه، فخذ ليزيد فيما اخذ فيه، من استقرائه الكلاب المهارشة عند التهارش، و الحمام السبق لا ترابهن، و القيان ذوات المعازف [3] و ضروب الملاهي تجده باصرا.

و دع عنك ما تحاول، فما أغناك ان تلقي الله من وزر هذا الخلق باكثر مما انت لاقيه، فوالله ما برحت تقدح باطلا في جور، و حنقا في ظلم، حتي ملأت الاسقية،

و ما بينك و بين الموت الا غمضة، فتقدم علي عمل محفوظ، في يوم مشهود، (و لات حين مناص)، و رأيتك عرضت بنا بعد هذا الامر، و منعتنا عن آبائنا تراثا، و لقد لعمر الله اورثنا الرسول صلي الله عليه و آله و سلم ولادة، و جئت لنا بما [4] حججتم به القائم عند موت الرسول، فاذعن للحجة بذلك، ورده الايمان الي النصف فزكيتم [5] الاعاليل، و فعلتم الافاعيل، و قلتم: كان و يكون، حتي أتاك الامر يا معاوية من طريق كان قصدها لغيرك، فهناك (فاعتبروا يا اولي الابصار). و ذكرت قيادة الرجل القوم بعهد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و تأميره له، و قد كان ذلك، و لعمرو بن العاص يومئذ فضيلة بصحبة الرسول، و بيعته له، و ما صار لعمر الله يومئذ مبعثهم حتي انف القوم امرته و كرهوا تقديمه، و عدوا عليه افعاله، فقال صلي الله عليه و آله و سلم: «لا جرم معشر المهاجرين، لا يعمل عليكم بعد اليوم غيري». فكيف تحتج بالمنسوخ من فعل الرسول في اوكد الاحوال [6] . و اولاها بالمجتمع عليه من الصواب؟ ام كيف صاحبت [7] بصاحب تابعا.

و حولك من لا يؤمن في صحبته، و لا يعتمد في دينه و قرابته، و تتخطاهم الي مسرف مفتون، تريد ان تلبس الناس شبهة يسعد بها الباقي في دنياه، و تشقي بها آخرتك ان هذا لهو الخسران المبين و استغفر الله لي و لكم [8] .


پاورقي

[1] البيعة «نسخة».

[2] نجلت «نسخة».

[3] و القينات ذوات المعارف «نسخة».

[4] بهاما «نسخه».

[5] فرکبتم «نسخة».

[6] الاحکام «نسخة».

[7] ضاهيت «نسخة».

[8] الامامة و السياسة: ج 1، ص 186.