و من كلام له في اتخاذ الزهد متاعا في الدنيا
يابن آدم تفكر، و قل: اين ملوك الدنيا و اربابها، الذين عمروا خرابها، و احتفروا انهارها، و غرسوا اشجارها، و مدنوا مدائنها فارقوها و هم كارهون، و ورثها قوم آخرون، و نحن بهم عما قليل لاحقون.
يابن آدم! اذكر مصرعك و في قبرك مضجعك، بين يدي الله تشهد جوارحك عليك يوم تزل فيه الاقدام و تبلغ القلوب الحناجر، و تبيض وجوه و تبدو السرآئر، و يوضع الميزان القسط.
يابن آدم! اذكر مصارع آبائك و ابنائك كيف كانوا و حيث حلوا؟ و كأنك عن قليل قد حللت محلهم و صرت عبرة المعتبر [1] .
و انشد شعرا:
اين الملوك التي عن حفظها [2] غفلت
حتي سقاها بكأس الموت ساقيها
تلك المدائن في الافاق خالية
عادت خرابا و ذاق الموت بانيها
أموالنا لذوي الوراث نجمعها
و دورنا لخراب الدهر نبنيها [3] .
پاورقي
[1] للمعتبر «نسخة».
[2] اي: عن حفظ انفسهم غفلوا.
[3] ارشاد القلوب: الباب 4، ص 33.