بازگشت

و من كلام له


اوصيكم بتقوي الله، و احذركم ايامه، و ارفع لكم اعلامه فكان المخوف قد أفد بمهول وروده و نكير حلوله و بشع مذاقه فاعتلق مهجكم و حال بين العمل و بينكم، فبادروا بصحة الاجسام في مدة الاعمار، كانكم ببغتات طوارقه فتنقلكم من ظهر الارض الي بطنها، و من علوها الي سفلها، و من انسها الي وحشتها و من روحها و ضوئها الي ظلمتها و من سعتها الي ضيقها حيث لا يزار حميم و لا يعاد سقيم و لا يجاب صريخ، اعاننا الله و اياكم علي اهوال ذلك اليوم، و نجانا و اياكم من عقابه، و اوجب لنا و لكم الجزيل من ثوابه، عباد الله! فلو كان ذلك قصر مرماكم، و مدي مظعنكم كان حسب العامل شغلا يستفرغ عليه احزانه، و يذهله عن دنياه و يكثر نصبه لطلب الخلاص منه، فكيف و هو بعد ذلك مرتهن باكتسابه مستوقف علي حسابه لا وزير له يمنعه و لا ظهير عنه يدفعه و يومئذ (لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل او كسبت في ايمانها خيرا قل انتظروا انا منتظرون).

اوصيكم بتقوي الله فان الله قد ضمن لمن اتقاه، ان يحوله عما يكره الي ما يحب (و يرزقه من حيث لا يحتسب) فاياك ان تكون ممن يخاف علي العباد من ذنوبهم، و يأمن العقوبة من ذنبه فان الله تبارك و تعالي لا يخدع عن جنته و لا ينال ما عنده الا بطاعته ان شآء الله [1] .


پاورقي

[1] الوافي: ج 3 الجزء 14، ص 68، کتاب الروضة.