و من خطبة له يحث الناس علي قضآء الحوآئج و اصطناع المعروف
يا ايها الناس، نافسوا في المكارم و سارعوا في المغانم، و لا تحسبوا بمعروف لم تعجلوا، و اكسبوا الحمد بالنجح، و لا تكسبوا بالمطل ذما، فمهما يكن لاحد عند احد صنيعة له، رأي انه لا يقوم بشكرها فالله له بمكافاته، فانه اجزل عطآء و اعظم اجرا.
و اعلموا ان حوائج الناس اليكم من نعم الله عليكم، فلا تملوا النعم فتحور نقما.
و اعلموا ان المعروف مكسب حمدا، و معقب اجرا، فلو رأيتم المعروف رجلا، رأيتموه حسنا جميلا، يسر الناظرين، و لم رأيتم اللؤم، رأيتموه سمجا مشوها تنفر منه القلوب، و تغض دونه الابصار.
ايها الناس من جاد ساد، و من بخل رذل، و ان أجود الناس من اعطي من لا يرجوه، وان اعفي الناس من عفي عن قدرة، و ان أوصل الناس من وصل من قطعه و الاصول علي مغارسها بفروعها تسمو.
فمن تعجل لاخيه خيرا، وجده اذا قدم عليه غدا، و من اراد الله تبارك و تعالي بالصنيعة الي اخيه، كافأه بها في وقت حاجته، و صرف عنه من بلاء الدنيا ما هو اكثر منه.
و من نفس كربة مؤمن فرج الله عنه كرب الدنيا و الاخرة، و من احسن، احسن الله اليه (و الله يحب المحسنين). [1] .
پاورقي
[1] کشف الغمة: ج 2، ص 241.