انفاق و تربية
جامع الأخبار 137، الفصل 96: في أسانيد أخطب خوارزم أورده في كتاب له في مقتل آل الرسول.
انّ أعرابيّاً جاء الحسين بن عليّ (عليه السلام) وقال: يابن رسول الله قد ضمنت دية كاملة وعجزت عن أدائها، فقلت في نفسي: أسأل أكرم الناس، ومارأيت أكرم من أهل بيت رسول الله (صلي الله عليه وآله). فقال الحسين (عليه السلام):
يا أخا العرب أسألك عن ثلاث مسائل فإن أجبت عن واحدة أعطيتك ثلث المال، وإن أجبت عن اثنتين أعطيتك ثلثي المال، وإن أجبت عن الكل أعطيتك الكل.
فقال الأعرابي: يابن رسول الله أمثلك يسأل عن مثلي وأنت من أهل بيت العلم والشرف؟
فقال الحسين (عليه السلام): بلي سمعت جدّي رسول الله (صلي الله عليه وآله) يقول: المعروف بقدر المعرفة.
فقال الأعرابي: سل عمّا بدا لك، فإن أجبت وإلاّ تعلّمت منك ولا قوّة إلاّ بالله.
فقال الحسين (عليه السلام): أيّ الأعمال أفضل؟
فقال الأعرابي: الإيمان بالله.
فقال الحسين (عليه السلام): فما النجاة من المهلكة؟
فقال الأعرابي: الثقة بالله.
فقال الحسين (عليه السلام): فما يزين الرجل؟
فقال الأعرابي: علم معه حلم.
فقال: فإن أخطأه ذلك؟
فقال: [مال] معه مروءة.
فقال: فإن أخطأه ذلك؟
فقال: فقر معه صبر.
فقال الحسين (عليه السلام): فإن أخطأه ذلك؟
فقال الأعرابي: فصاعقة تنزل من السماء فتحرقه فإنه أهل لذلك.
فضحك الحسين (عليه السلام) ورمي بصرّة إليه فيها ألف دينار وأعطاه خاتمه وفيه فصّ قيمته مائتا درهم.
فقال: يا أعرابي اعط الذهب إلي غرمائك، واصرف الخاتم في نفقتك.
فأخذه الأعرابي وقال: (الله أعلم حيث يجعل رسالته) [1] .
پاورقي
[1] الأنعام: 124.