بازگشت

اول مظلوم و مظلومة


أمالي المفيد 172 - 173، المجلس 33، ح 7، وأمالي الشيخ الطوسي 1/107 - 108، الجزء، ح 20: المفيد قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين قال: حدثنا أبي، عن أحمد بن إدريس، عن عبد الجبّار، عن القاسم بن محمد الرازي، عن عليّ بن محمد الهرمزاني، عن عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين (عليه السلام) قال.

لمّا مرضت فاطمة بنت النبي (صلي الله عليه وآله) وصّت إلي عليّ بن أبيطالب (عليه السلام) أن يكتم أمرها ويخفي خبرها ولا يؤذن أحداً بمرضها، ففعل ذلك، وكان يمرّضها بنفسه وتعينه علي ذلك أسماء بنت عميس رحمها الله، علي استسرار بذلك كما وصّت به، فلمّا حضرتها الوفاة وصّت أمير المؤمنين (عليه السلام) أن يتولي أمرها، ويدفنها ليلاً ويعفي قبرها، فتولي ذلك أمير المؤمنين (عليه السلام) ودفنها، وعفي موضع قبرها، فلمّا نفض يده من تراب القبر، هاج به الحزن، فأرسل دموعه علي خدّيه وحوّل وجهه إلي قبر رسول الله (صلي الله عليه وآله) فقال:

السلام عليك يا رسول الله منّي، والسلام عليك من ابنتك وحبيبتك وقرّة عينك وزائرتك، والبائنة في الثري ببقعتك والمختار لها الله سرعة اللحاق بك، قلّ يا رسول الله عن صفيّتك صبري، وضعف عن سيّدة النساء تجلّدي، إلاّ أنّ لي في التأسّي بسنّتك، والحزن الّذي حلّ بي بفراقك موضع التعزّي، فلقد وسدّتك في ملحودة قبرك بعد أن فاضت نفسك علي صدري وغمّضتك بيدي وتولّيت أمرك بنفسي.

نعم وفي كتاب الله أنعم القبول، إنّا لله وإنّا إليه راجعون، قد استرجعت الوديعة وأخذت الرهينة واختلست الزهراء، فما أقبح الخضراء والغبراء يا رسول الله.

أمّا حزني فسرمد، وأمّا ليلي فمسهّد، لا يبرح الحزن من قلبي أو يختار الله لي دارك الّتي أنت فيها مقيم، كمد مقيّح، وهمّ مهيّج، سرعان ما فرّق الله بيننا وإلي الله أشكو وستنبئك ابنتك بتظاهر امّتك عليّ، وعلي هضمها حقّها فاستخبرها الحال، فكم من غليل معتلج في صدرها لم تجد إلي بثّه سبيلاً، وستقول ويحكم الله وهو خير الحاكمين.

سلام عليك يا رسول الله سلام مودّع لا سئم ولا قال، فإن أنصرف فلا عن ملالة، وإن أقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين، الصبر أيمن وأجمل ولولا غلبة المستولين علينا لجعلت المقام عند قبرك لزاماً والتثبّت [التلبّث، خ ل] عنده معكوفا ولا عولت إعوال الثكلي علي جليل الرزيّة فبعين الله تدفن ابنتك سرّاً وتهتضم حقّها قهراً، ويمنع إرثها جهراً ولم يطل العهد ولم يخلق منك الذكر، فإلي الله يا رسول الله المشتكي وفيك أجمل العزاء فصلوات الله عليك وعليها ورحمة الله وبركاته.