بازگشت

الاعرابي والضب


كفاية الأثر 172 - 174: حدثنا علي بن الحسن بن محمد، قال: حدثنا الشريف الحسين بن علي بن عبد الله بن الموسي القاضي، [قال: حدثنا محمد بن الحسين بن حفص قال: حدثنا علي بن المثني] قال: حدثنا حريز [جرير خ ل] بن عبد الحميد الضبي، قال: حدثنا الأعمش عن إبراهيم بن يزيد السمان، عن أبيه، عن الحسين بن علي (عليه السلام) قال:..

دخل أعرابيّ علي رسول الله (صلي الله عليه وآله) يريد الإسلام ومعه ضبّ [1] قد اصطاده في البريّة وجعله في كمّه، فجعل النبيّ (صلي الله عليه وآله) يعرض عليه الإسلام فقال: لا اؤمن بك يا محمّد أو يؤمن بك هذا الضبّ ورمي الضبّ من كمّه، فخرج الضبّ من المسجد يهرب.

فقال النبيّ (صلي الله عليه وآله): يا ضبّ من أنا؟

قال: أنت محمد بن عبد الله بن عبد المطلّب بن هاشم بن عبد مناف، قال: يا ضبّ من تعبد؟

قال: أعبد [الله] الّذي فلق الحبّة وبرئ النسمة واتّخذ إبراهيم خليلاً وناجي موسي كليماً واصطفاك يا محمّد.

فقال الأعرابي: أشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّك رسول الله حقّاً؛ فأخبرني يا رسول الله هل يكون بعدك نبيّ؟

قال: لا أنا خاتم النبيّين، ولكن يكون بعدي أئمّة من ذرّيتي قوّامون بالقسط كعدد نقباء بني إسرائيل، أوّلهم عليّ بن أبيطالب فهو الإمام والخليفة بعدي، وتسعة من الأئمّة من صلب، هذا - ووضع يده علي صدري - والقائم تاسعهم، يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت في أوّله.

قال: فأنشأ الأعرابيّ يقول:



ألا يا رسول الله إنــــك صــــادق

فبوركت مهـــــديّاً وبوركت هاديا



شرعت لنا الدين الحنيفيّ بعد ما

غـــدونا كأمثال الحمير الطواغيا



فيا خير مبعوث ويا خـــير مرسل

إلي الإنس ثمّ الجــنّ لبّـيك داعيا



فبوركت في الأقوام حيّــــاً وميّتاً

وبوركت مولوداً وبوركــت ناشياً



قال: فقال رسول الله (صلي الله عليه وآله): يا أخا بني سليم هل لك مال؟

فقال: والذي أكرمك بالنبوّة وخصّك بالرسالة أنّ أربعة آلاف بيت في [من خ ل] بني سليم ما فيهم أفقر منّي.

فحمله النبيّ (صلي الله عليه وآله) علي ناقة فرجع إلي قومه فأخبرهم بذلك.

قالوا: فاسلم الأعرابي طمعا في الناقة، فبقي نومه [يومه خ ل] في الصفة لم يأكل شيئاً، فلمّا كان من الغد تقدّم إلي رسول الله (صلي الله عليه وآله) فقال:



يا أيّها المرء الّذي لا نعـدمه

أنت رســــول الله حـــقّاً نعلمه



ودينك الإسلام ديناً نعــــظمه

نبغي من الإسلام شيئاً نقضمه



قد جئت بالحقّ وشيئاً تطعمه



فتبسّم النبيّ (صلي الله عليه وآله) وقال: يا علي أعط الأعرابي حاجته.

قال: فحمله علي (عليه السلام) إلي منزل فاطمة وأشبعه وأعطاه ناقة وجلّة تمراً.


پاورقي

[1] الضبّ: حيوان من الزحافات شبيه بالحرذون ذنبه کثير العقد. يقال له بالفارسيّة: (سوسمار).