بازگشت

لم يلد و لم يولد


التوحيد 90 - 91، ب 4، ح 5: قال وهب بن وهب القرشيّ: حدّثني الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه الباقر، عن أبيه (عليهما السلام).

أنّ أهل البصرة كتبوا إلي الحسين بن عليّ (عليهما السلام) يسألونه عن الصمد، فكتب إليهم:

بسم الله الرحمن الرحيم، أمّا بعد فلا تخوضوا في القرآن، ولا تجادلوا فيه، ولا تتكلّموا فيه بغير علم، فقد سمعت جدّي رسول الله (صلي الله عليه وآله) يقول: من قال في القرآن بغير علم فليتبوّأ مقعده من النار، وأنّه سبحانه قد فسّر الصمد، فقال: (الله أحد الله الصمد)، ثمّ فسّره فقال:

(لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد).

(لم يلد): لم يخرج منه شيء كثيف كالولد وسائر الأشياء الكثيفة الّتي تخرج من المخلوقين، ولا شيء لطيف كالنفس، ولا يتشعّب منه البداوات، كالسنة والنوم، والخطرة والهمّ، والحزن والبهجة، والضحك والبكاء، والخوف والرجاء والرغبة والسأمة، والجوع والشبع، تعالي أن يخرج منه شيء، وأن يتولّد منه شيء كثيف أو لطيف.

(ولم يولد): لم يتولّد منه شيء، ولم يخرج من شيء، كما يخرج الأشياء الكثيفة من عناصرها كالشيء من الشيء، والدابة من الدابة، والنبات من الأرض، والماء من الينابيع، والثمار من الأشجار، ولا كما تخرج الأشياء اللطيفة من مراكزها، كالبصر من العين، والسمع من الأذن، والشمّ من الأنف، والذوق من الفم، والكلام من اللّسان، والمعرفة والتمييز من القلب، وكالنار من الحجر، لإبل هو الله الصمد الّذي لا من شيء، ولا في شيء، ولا علي شيء، مبدع الأشياء وخالقها، ومنشئ الأشياء. بقدرته، يتلاشي ما خلق للفناء بمشيئة، ويبقي ما خلق للبقاء بعلمه، فذلكم الله الصمد الّذي لم يلد ولم يولد، عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال، ولم يكن له كفواً أحد.