بازگشت

الشهادة المفجعة


وسار الإمام الحسين (عليه السلام) في درب الجهاد حتي النهاية المحتومة للمجاهدين في سبيل الله الشهادة المظفرة لأن (الجهاد باب من أبواب الجنة فتحه الله لخاصة أوليائه) كما يقول أمير المجاهدين الإمام علي (عليه السلام).

وجزاء الشهيد جنات عدن وعند ربهم يرزقون، ويفرحون بما آتاهم الله من فضله وكرمه، وحباهم من كرامته، وقربهم إلي ساحة قدسه..

والإمام الحسين (عليه السلام) هو سيد شباب أهل الجنة.. وسيد شهداء الدنيا.. فمكانه عظيم ورفيع وقريب واقرب ما يكون عبد من ساحة الرب جل وعلا.. لأنه الذبيح العظيم الذي فدي الرسالة الإسلامية الخاتمة والنهج الإلهي القويم الذي ارتضاه سبحانه لخلقه.. ولو لا شهادة الإمام الحسين (عليه السلام) وبهذه الطريقة المفجعة وبهذا السخاء بالدم الطاهر الزكي لما بقي للإسلام اسم أو رسم حتي..

فاستمرار الإسلام وبقاؤه بفضل دم الإمام الحسين (عليه السلام) وكل من استشهد معه.. وكذلك بفضل ركب السبايا الذين حملهم الإمام (عليه السلام) معه وخلفهم بعد استشهاده علي تراب الطف ليرووا إلي الدنيا وقائع وفجائع حادثة كربلاء.. وينقلوا إلي الناس والأجيال قساوة الحكم الأموي وظلمه وتجبره علي الحق وأصحاب الحق والضمائر الحرة الأبية..

فاستشهد الإمام الحسين (عليه السلام) وكل من كان معه خلال سويعات من يوم العاشر من المحرم الحرام في مطلع سنة 61 هـ علي تراب كربلاء المقدسة بتلك الدماء الزكية الطاهرة التي سقت أديمها وحبات الرمل فيها فأصبحت منارا للأجيال وملاذا للثوار والأحرار إلي اليوم وإلي يوم الوقت المعلوم حيث ظهور الحفيد التاسع لذاك الشهيد العظيم الإمام المهدي المنتظر (عجل الله فرجه الشريف) ليأخذ بثأر جده الشهيد وثأر كل الشهداء في سبيل الحق والعدل والحرية..

استشهد الإمام الحسين (عليه السلام) واستشهد معه من أبنائه البررة.. علي الأكبر الشهيد الأول من الهاشميين وعبد الله الرضيع آخر الشهداء قبل أبيه الإمام الحسين (عليه السلام) ذبح وهو بين يدي والده يطلب له جرعة ماء فسقاه حرملة بن كاهل اللعين كأس المنون بسهيم من كنانة كفره وحقده..

ولم يبق للإمام الحسين (عليه السلام) من الأبناء سوي الإمام علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام)، وهو الوحيد الذي نجي من مجزرة كربلاء بمعجزة إلهية وفداء وتفاني زينبي عجيب في مجلس ابن زياد ويزيد حينما حاولا قتل الإمام (عليه السلام) فمنعتهما زينب (عليها السلام) من ذلك ببطولتها الخارقة وجرأتها العلوية النادرة..

أما البنات فترك الإمام الحسين (عليه السلام) رقية وفاطمة وسكينة، وقيل: وزينب، وقيل: وغيرها..

وكان نقش خاتمة الشريف: (إن الله بالغ أمره).

وحرزة: (بسم الله الرحمن الرحيم.. اللهم إني أسألك بمكانك ومقاعد عزك وسكان سماواتك وأنبيائك ورسلك أن تستجيب لي فقد رهقني من أمري عسر اللهم إني اسألك أن تصلي علي محمد وآل محمد وأن تجعل لي من عسر يسُرا).