بازگشت

قوله في انواع الاخاء


اَلْاِخْوانُ اَرْبَعَةٌ: فَاَخٌ لَكَ وَ لَهُ، وَ اَخٌ لَكَ، وَ اَخٌ عَلَيْكَ، وَ اَخٌ لا لَكَ وَ لا لَهُ.

اَلْاَخُ الَّذي هُوَ لَكَ وَ لَهُ، فَهُوَ الْاَخُ الَّذي يَطْلُبُ بِاِخائِهِ بَقاءَ الْاِخاءِ، وَ لا يَطْلُبُ بِاِخائِهِ مَوْتَ الْاِخاءِ، فَهذا لَكَ وَ لَهُ، لِاَنَّهُ اِذا تَمَّ الْاِخاءُ طابَتْ حَياتُهُما جَميعاً، وَ اِذا دَخَلَ الْاِخاءُ في حالِ التَّناقُضِ بَطَلَ جَميعاً.

وَ الْاَخُ الَّذي هُوَ لَكَ، فَهُوَ الْاَخُ الَّذي قَدْ خَرَجَ بِنَفْسِهِ عَنْ حالِ الطَّمَعِ اِلي حالِ الرَّغْبَةِ، فَلَمْ يَطْمَعْ فِي الدُّنْيا اِذا رَغِبَ فِي الْاِخاءِ، فَهذا مُوَفَّرٌ عَلَيْكَ بِكُلِّيَّتِهِ. وَ الْاَخُ الَّذي هُوَ عَلَيْكَ، فَهُوَ الْاَخُ الَّذي يَتَرَبَّصُ بِكَ الدَّوائِرَ وَ يُغْشِي السَّرائِرَ، وَ يَكْذِبُ عَلَيْكَ بَيْنَ الْعِشائِرِ، وَ يَنْظُرُ في وَجْهِكَ نَظَرَ الْحاسِدِ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ الْواحِدِ.

وَ الْاَخُ الَّذي لا لَكَ وَ لا لَهُ، فَهُوَ الَّذي قَدْ مَلَاءَهُ اللَّهُ حُمْقاً، فَاَبْعَدَهُ سُحْقاً، فَتَراهُ يُؤَثِّرُ نَفْسَهُ عَلَيْكَ، وَ يَطْلُبُ شُحّاً ما لَدَيْكَ.