بازگشت

قوله في أقسام الجهاد


اَلْجِهادُ عَلي اَرْبَعَةِ اَوْجُهٍ: فَجِهادانِ فَرْضٌ، وَ جِهادُ سُنَّةٍ لايُقامُ اِلَّا مَعَ فَرْضٍ، وَ جِهادُ سُنَّةٍ.

فَاَمَّا اَحَدُ الْفَرْضَيْنِ، فَجِهادُ الرَّجُلِ نَفْسَهُ عَنْ مَعاصيِ اللَّهِ، وَ هُوَ مِنْ اَعْظَمِ الْجِهادِ، وَ مُجاهِدَةُ الَّذينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ فَرْضٌ.

وَ اَمَّا الْجِهادُ الَّذي هُوَ سُنَّةٌ لايُقامُ اِلَّا مَعَ فَرْضٍ، فَاِنَّ مُجاهِدَةَ الْعَدُوِّ فَرْضٌ عَلي جَميعِ الْاُمَّةِ، لَوْ تَرَكُوا الْجِهادَ لَاَتاهُمُ الْعَذابُ، وَ هذا هُوَ مِنْ عَذابِ الْاُمَّةِ، وَ هُوَ سُنَّةٌ عَلَي الْاِمامِ وَحْدَهُ، اَنْ يَأْتِيَ الْعَدُوَّ مَعَ الْاُمَّةِ فَيُجاهِدَهُمْ.

وَ اَمَّا الْجِهادُ الَّذي هُوَ سُنَّةٌ، فَكُلُّ سُنَّةٍ اَقامَهَا الرَّجُلُ، وَ جاهَدَ في اِقامَتِها وَ بُلُوغِها وَ اِحْيائِها، فَالْعَمَلُ وَالسَّعْيُ فيها مِنْ اَفْضَلِ الْاَعْمالِ، لِاَنَّها اِحْياءُ سُنَّةٍ، وَ قَدْ قالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَ الِهِ: مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ اَجْرُها وَ اَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِها اِلي يَوْمِ الْقِيامَةِ، مِنْ غَيْرِ اَنْ يَنْقُصَ مِنْ اُجُورِهِمْ شَيْئاً.