بازگشت

خطبته في صبيحة يوم عاشوراء


اَلْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذي خَلَقَ الدُّنْيا، فَجَعَلَها دارَ فَناءٍ وَ زَوالٍ، مُتَصَرِّفَةً بِاَهْلِها حالاً بَعْدَ حالٍ، فَالْمَغْرُورُ مَنْ غَرَّتْهُ، وَ الشَّقِيُّ مَنْ فَتَنَتْهُ، فَلا تَغُرَّنَّكُمْ هذِهِ الدُّنْيا، فَاِنَّها تَقْطَعُ رَجاءَ مَنْ رَكَنَ اِلَيْها، وَ تُخَيِّبُ طَمَعَ مَنْ طَمَعَ فيها.

وَ اَراكُمْ قَدِ اجْتَمَعْتُمْ عَلي اَمْرٍ قَدْ اَسْخَطْتُمُ اللَّهَ فيهِ عَلَيْكُمْ، وَ اَعْرَضَ بِوَجْهِهِ الْكَريمِ عَنْكُمْ، وَ اَحَلَّ بِكُمْ نِقْمَتَهُ، وَ جَنَّبَكُمْ رَحْمَتَهُ، فَنِعْمَ الرَّبُّ رَبُّنا، وَ بِئْسَ الْعَبيدُ اَنْتُمْ.

اَقْرَرْتُمْ بِالطَّاعَةِ، وَ امَنْتُمْ بِالرَّسُولِ مُحَمَّدٍ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَ الِهِ، ثُمَّ اِنَّكُمْ زَحَفْتُمْ اِلي ذُرِّيَّتِهِ وَ عِتْرَتِهِ، تُريدُونَ قَتْلَهُمْ، لَقَدِ اسْتَحْوَذَ عَلَيْكُمُ الشَّيْطانُ، فَاَنْساكُمْ ذِكْرَ اللَّهِ الْعَظيمِ، فَتَبّاً لَكُمْ وَ لِما تُريدُونَ، اِنَّا لِلَّهِ وَ اِنَّا اِلَيْهِ راجِعُونَ، هؤُلاءِ قَوْمٌ كَفَرُوا بَعْدَ ايمانِهِمْ، فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمينَ.

فقال عمر: ويلكم كلّموه فانه ابن ابيه، والله لو وقف فيكم هكذا يوماً جديداً لما انقطع، و لما حصر، فكلّموه، فتقدم شمر لعنة الله عليه فقال: يا حسين ما هذا الذي تقول، افهمنا حتي نفهم، فقال عليه السلام: اقول:

اِتَّقُوا اللَّهَ وَ لا تَقْتُلُوني، فَاِنَّهُ لا يَحِلُّ لَكُمْ قَتْلي، وَ لا اِنْتِهاكُ حُرْمَتي، فَاِنّي بِنْتُ نَبِيِّكُمْ وَ جَدَّتي خَديجَةُ زَوْجَةُ نَبِيِّكُمْ، وَ لَعَلَّهُ قَدْ بَلَغَكُمْ قَوْلُ نَبِيِّكُمْ: اَلْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدا شَبابِ اَهْلِ الْجَنَّةِ.