بازگشت

خطبته في يوم عاشوراء


وثب عليه السلام متوكأ علي سيفه، فنادي بأعلي صوته:

انشدكم اللّه هل تعرفوني؟ قالوا: نعم، انت ابن رسول اللّه و سبطه، قال: انشدكم اللّه هل تعلمون ان جدي رسول اللّه؟ قالوا: اللهم نعم، قال: انشدكم اللّه هل تعلمون ان امي فاطمة بنت محمد صلي اللَّه عليه و آله؟ قالوا: أللهم نعم، قال: انشدكم اللّه هل تعلمون أن أبي علي بن أبي طالب؟ قالوا: أللهم نعم.

قال: انشدكم اللّه هل تعلمون أن جدتي خديجة بنت خويلد أول نساء هذه الامة اسلاماً؟ قالوا: أللهم نعم، قال: انشدكم اللّه هل تعلمون أن سيدالشهداء حمزة عم أبي؟ قالوا: أللهم نعم، قال: انشدكم اللّه هل تعلمون أن جعفر الطيار في الجنة عمّي؟ قالوا: أللهم نعم.

قال: انشدكم اللّه هل تعلمون أن هذا سيف رسول اللّه و أنا متقلده؟ قالوا: أللهم نعم، قال: انشدكم اللّه هل تعلمون أن هذه عمامة رسول اللّه أنا لابسها؟ قالوا: أللهم نعم، قال: انشدكم اللّه هل تعلمون أن علياً كان أولهم اسلاماً و أعلمهم علماً و أعظمهم حلماً، و أنه ولي كل مؤمن و مؤمنة؟ قالوا: أللهم نعم، قال:

فَبِمَ تَسْتَحِلّوُنَ دَمي، وَ اَبي الذَّائِدِ عَنِ الْحَوْضِ غَداً، يَذوُدُ عنَهُ رِجالاً كَما يُذادُ الْبَعيرُ الصَّادِرُ عَنِ الْماءِ، وَ لِواءِ الْحَمْدِ في يَدِ اَبي يَوْمَ الْقِيامَةِ.

قالوا: قد علمنا ذلك، و نحن غير تاركيك حتي تذوق الموت عطشاً، فأخذ الحسين عليه السلام بطرف لحيته، و هو ابن سبع و خمسين سنة،ثم قال:

اِشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَي الْيَهوُدِ حينَ قالوُا: عُزَيْرٌ بْنُ اللَّهِ، وَ اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَي النَّصاري حينَ قالوُا: اَلْمَسيحُ اِبْنُ اللَّهِ، وَ اِشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَي الْمَجوُسِ حينَ عَبَدوُا النَّارَ مِنْ دوُنِ اللَّهِ، وَ اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلي قَوْمٍ قَتَلوُا نَبِيَّهُمْ، وَ اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلي هذِهِ الْعِصابَةِ، الَّذينَ يُريدوُنَ قَتْلَ اِبْنِ نَبِيِّهِمْ