بازگشت

خطبته في ليلة عاشوراء لاصحابه


اُثْني عَلَي اللَّهِ اَحْسَنَ الثَّناءِ، وَ اَحْمَدُهُ عَلَي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ، اَللَّهُمَّ اِنّي اَحْمَدُكَ عَلي اَنْ اَكْرَمْتَنا بِالنُّبُوَّةِ وَ عَلَّمْتَنَا الْقُرْانَ، وَ فَقَّهْتَنا فِي الدّينِ، وَ جَعَلْتَ لَنا اَسْماعاً وَ اَبْصاراً وَ اَفْئِدَةً، وَ لَمْ تَجْعَلْنا مِنَ الْمُشْرِكينِ.

اَمَّا بَعْدُ، فَاِنّي لا اَعْلَمُ اَصْحاباً اَوْلي، وَ لا خَيْراً مِنْ اَصْحابي،وَ لا اَهْلَ بَيْتٍ اَبَرُّ وَ لا اَوْصَلُ مِنْ اَهْلِ بَيْتي، فَجَزاكُمُ اللَّهُ عَنّي جَميعاً خَيْراً.

وَ قَدْ اَخْبَرَني جَدّي رَسوُلُ اللَّهِ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَ الِهِ بِاَنّي سَاُساقُ اِلَي الْعِراقِ، فَاُنْزَلُ اَرْضاً يُقالُ لَها عَموُراً وَ كَرْبَلا، وَ فيها اُسْتُشْهِدَ وَ قَدْ قَرُبَ الْمَوْعِدُ.

اَلا وَ اِنّي اَظُنُّ يَوْمَنا مِنْ هؤُلاءِ الْاَعْداءِ غَداً، وَ اِنّي قَدْ اَذِنْتُ لَكُمْ فَانْطَلِقوُا جَميعاً في حِلٍّ لَيْسَ عَلَيْكُمْ مَنّي ذِمامٌ، وَ هذَا اللَّيْلُ قَدْ غَشِيَكُمْ، فَاتَّخِذوُهُ جَمَلاً، وَلْيَأْخُذْ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ بِيَدِ رَجُلٍ مِنْ اَهْلِ بَيْتي.

فَجَزاكُمُ اللَّهُ جَميعاً خَيْراً، وَ تَفَرَّقوُا في سَوادِكُمْ وَ مَدائِنِكُمْ، فَاِنَّ الْقَوْمَ اِنَّما يَطْلُبوُني، وَ لَوْ اَصابُوني لَذَهَلوُا عَنْ طَلَبِ غَيْري.