بازگشت

خطبته اذا ورد كربلا


روي أنه اذا ورد كتاب عبيداللّه بن زياد الي الحرّ، يلومه في أمر الحسين عليه السلام و يأمره بالتضييق عليه، فعرض له الحرّ و أصحابه و منعوه من السير، قام عليه السلام خطيبا، فحمد الله و أثني عليه، ثم قال:

اِنَّهُ قَدْ نَزَلَ مِنَ الْاَمْرِ ما تَرَوْنَ، وَ اِنَّ الدُّنْيا قَدْ تَغَيَّرَتْ وَ تَنَكَّرَتْ، وَ اَدْبَرَ مَعْرُوفُها، وَ لَمْ تَبْقَ مِنْها اِلَّا صَبابَةٌ كَصَبابَةِ الْاِناءِ، وَ خَسيسُ عَيْشٍ كَالْمَرْعَي الْوَبيلِ.

اَلا تَرَوْنَ اِلَي الْحَقِّ لا يُعْمَلُ بِهِ، وَ اِلَي الْباطِلِ لا يُتَناهي عَنْهُ، لِيَرْغَبَ الْمُؤْمِنُ في لِقاءِ رَبِّهِ حَقّاً حَقّاً، فَاِنّي لا اَرَي الْمَوتَ اِلَّا سَعادَةً، وَالْحَياةَ مَعَ الظَّالِمينَ اِلَّا بَرَماً.

و في رواية:

اِنَّ هذِهِ الدُّنْيا قَدْ تَغَيَّرَتْ وَ تَنَكَّرَتْ، وَ اَدْبَرَ مَعْرُوفُها، فَلَمْ يَبْقَ مِنْها اِلَّا صَبابَةٌ كَصَبابَةِ الْاِناءِ وَ خَسيسُ عَيْشٍ كَالْمَرْعَي الْوَبيلِ.

اَلا تَرَوْنَ اَنَّ الْحَقَّ لايُعْمَلُ بِهِ، وَ اَنَّ الْباطِلَ لايُتَناهي عَنْهُ، لِيَرْغَبَ الْمُؤْمِنُ في لِقاءِ اللَّهِ مُحِقّاً، فَاِنّي لا اَرَي الْمَوْتَ اِلَّا سَعادَةً وَ لَا الْحَياةَ مَعَ الظَّالِمينَ اِلَّا بَرَمَاً.

اِنَّ النَّاسَ عَبيدُ الدُّنْيا، وَالدّينَ لَعِقٌ عَلي اَلْسِنَتِهِمْ، يَحُوطُونَهُ ما دَرَّتْ مَعايِشُهُمْ، فَاِذا مُحِّصُوا بِالْبَلاءِ قَلَّ الدَّيَّانُونَ.