بازگشت

خطبته في منزل بيضة


اَيُّهَا النَّاسُ! اِنَّ رَسوُلَ اللَّهِ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَ الِهِ قالَ: مَنْ رَأي سُلْطاناً جائِراً مُسْتَحِلاًّ لِحَرامِ اللَّهِ، ناكِثاً عَهْدَهُ، مُخالِفاً لِسُنَّةِ رَسوُلِ اللَّهِ، يَعْمَلُ في عِبادِ اللَّهِ بِالْاِثْمِ وَ الْعُدْوانِ، فَلَمْ يُغَيَّرْ عَلَيْهِ بِفِعْلٍ وَ لا قَوْلٍ، كانَ حَقّاً عَلَي اللَّهِ اَنْ يُدْخِلَهُ مَدْخَلَهُ.

اَلا وَ اِنَّ هؤُلاءَ قَدْ لَزِموُا طاعَةَ الشَّيْطانِ وَ تَرَكوُا طاعَةَ الرَّحْمانِ، وَ اَظْهَروُا الْفَسادَ وَ عَطَّلوُا الْحُدوُدَ وَ اسْتَأْثَروُا بِالْفَيْ ءِ، وَ اَحَلُّوا حَرامَ اللَّهِ وَ حَرَّمُوا حَلالَهُ، وَ اَنَا اَحَقُّ مِمَّنْ غَيَّرَ، وَ قَدْ اَتَتْني كُتُبُكُمْ وَ قَدَّمَتْ عَلَيَّ رُسُلُكُمْ بِبَيْعَتِكُمْ، اِنَّكُمْ لاتُسَلِّموُني وَ لاتَخْذُلوُني.

فَاِنْ اَتْمَمْتُمْ عَلَيَّ بَيْعَتَكُمْ تُصيبوُا رُشْدَكُمْ، فَاَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ وَ ابْنُ فاطِمَةَ بِنْتِ رَسوُلِ اللَّهِ، نَفْسي مَعَ اَنْفُسِكُمْ، وَ اَهْلي مَعَ اَهْلِكُمْ، وَ لَكُمْ فِيَّ اُسْوَةٌ. وَ اِنْ لَمْ تَفْعَلوُا، وَ نَقَضْتُمْ عَهْدَكُمْ وَ خَلَّفْتُمْ بَيْعَتي مِنْ اَعْناقِكُمْ، ما هِيَ لَكُمْ بِنُكْرٍ، لَقَدْ فَعَلْتُموُها بِاَبي وَ اَخي وَ ابْنِ عَمّي مُسْلِمٍ، فَالْمَغْروُرُ مَنْ اِغْتَرَّ بِكُمْ، فَحَظَّكُمْ اَخْطَأْتُمْ وَ نَصيبَكُمْ ضَيَّعْتُمْ، وَ مَنْ نَكَثَ فَاِنَّما يَنْكُثُ عَلي نَفْسِهِ، وَ سَيُغْنِي اللَّهُ عَنْكُمْ، وَ السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكاتُهُ.