بازگشت

خطبته لما عزم علي الخروج الي العراق


اَلْحَمْدُ لِلَّهِ وَ ما شاءَ اللَّهُ، وَ لا حَوْلَ وَ لا قُوَّةَ اِلَّا بِاللَّهِ صَلَّي اللَّهُ عَلي رَسُولِهِ وَ سَلَّمَ، خُطَّ الْمَوْتُ عَلي وُلْدِ ادَمَ مَخَطَّ الْقِلادَةِ عَلي جيدِ الْفَتاةِ، وَ ما اَوْلَهَني اِلي اَسْلافي اِشْتِياقَ يَعْقُوبَ اِلي يُوسُفَ، وَ خُيِّرَ لي مَصْرَعٌ اَنَا لاقيهِ.

كَاَنّي بِاَوْصالي يَتَقَطَّعُها عَسَلانُ الْفَلَواتِ بَيْنَ النَّواويسَ وَ كَرْبَلا، فَيَمْلَأَنَّ مِنّي اَكْراشاً جَوْفاً، وَ اَجْرِبَةً سَغْباً، لا مَحيصَ عَنْ يَوْمٍ خُطَّ بِالْقَلَمِ.

رِضيَ اللَّهِ رِضانا اَهْلَ الْبَيْتِ، نَصْبِرُ عَلي بَلائِهِ، وَ يُوَفّينا اُجُورَ الصَّابِرينَ، لَنْ تَشُذَّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ لُحْمَتُهُ، وَ هِيَ مَجْمُوعَةٌ لَهُ في حَظيرَةِ الْقُدْسِ، تَقِرُّ بِهِمْ عَيْنُهُ، وَ تُنْجِزُ لَهُمْ وَعْدُهُ.

مَنْ كانَ فينا باذِلاً مُهْجَتَهُ، مُوَطِّناً عَلي لِقاءِ اللَّهِ نَفْسَهُ، فَلْيَرْحَلْ مَعَنا، فَاِنّي راحِلٌ مُصْبِحاً، اِنْ شاءَاللَّهُ.