بازگشت

خطبته في بعض المواعظ


يا اَيُّهَا النَّاسُ! نافِسُوا فِي الْمَكارِمِ، وَ سارِعُوا فِي الْمَغانِمِ، وَ لاتَحْتَسِبُوا بِمَعْرُوفٍ لَمْ تَعْجَلُوا، وَ كَسَبُوا الْحَمْدَ بِالنُّجْحِ، وَ لاتَكْسِبُوا بِالْمَطَلِ ذَمّاً، فَمَهْما يَكُنْ لِاَحَدٍ عِنْدَ اَحَدٍ صَنيعَةً لَهُ رَأي اَنَّهُ لايَقُومُ بِشُكْرِها، فَاللَّهُ لَهُ بِمَكافاتِهِ، فَاِنَّهُ اَجْزَلُ عَطاءاً وَ اَعْظَمُ اَجْراً.

وَ اعْلَمُوا اَنَّ حَوائِجَ النَّاسِ اِلَيْكُمْ، مِنْ نِعَمِ اللَّهِ عَلَيْكُمْ، فَلاتَمُلُّوا النِّعَمَ، فَتَحُورَ نِقَماً.

وَ اعْلَمُوا اَنَّ الْمَعْرُوفَ مُكْسِبٌ حَمْداً، وَ مُعَقِّبٌ اَجْراً، فَلَو رَأَيْتُمُ الْمَعْرُوفَ رَجُلاً، رَاَيْتُمُوهُ حَسَناً جَميلاً يَسُرُّ النَّاظِرينَ، وَ لَوْ رَاَيْتُمُ اللُّؤْمَ رَأَيْتُمُوهُ سَمِجاً مُشَوَّهاً، تَنْفَرُّ مِنْهُ الْقُلُوبُ وَ تَغُضُّ دُونَهُ الْاَبْصارُ.

اَيُّهَاالنَّاسُ! مَنْ جادَ سادَ، وَ مَنْ بَخِلَ رَذِلَ، وَ اِنَّ اَجْوَدَ النَّاسِ مَنْ اَعْطي مَنْ لايَرْجُو، وَ اِنَّ اَعْفَي النَّاسِ مَنْ عَفي عَنْ قُدْرَةٍ، وَ اِنَّ اَوْصَلَ النَّاسِ مَنْ وَصَلَ مَنْ قَطَعَهُ، وَ الْاُصُولُ عَلي مَغارِسِها، بِفُرُوعِها تَسْمُوا.

فَمَنْ تَعَجَّلَ لِاَخيهِ خَيْراً وَجَدَهُ اِذا قَدِمَ عَلَيْهِ غَداً، وَ مَنْ اَرادَ اللَّهُ تَبارَكَ وَ تَعالي بِالصَّنيعَةِ اِلي اَخيهِ، كافاهُ بِها في وَقْتِ حاجَتِهِ، وَ صَرَفَ عَنْهُ مِنْ بَلاءِ الدُّنْيا ما هُوَ اَكْثَرُ مِنْهُ، وَ مَنْ نَفَّسَ كُرْبَةَ مُؤْمِنٍ، فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرَبَ الدُّنْيا وَ الْاخِرَةِ، وَ مَنْ اَحْسَنَ اَحْسَنَ اللَّهُ اِلَيْهِ، وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنينَ.