بازگشت

الدعوة الي الجهاد


369. وقعة صفّين - بَعدَ ذِكرِ كَلامِ أميرِ المُؤمِنينَ وَالحَسَنِ بنِ عَلِيّ عليهما السلام في دَعوَةِ النّاسِ إلَي الجِهادِ قَبلَ المَسيرِ إلَي الحَربِ -: ثُمَّ قامَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ عليه السلام خَطيباً، فَحَمِدَ اللَّهَ وأثني عَلَيهِ بِما هُوَ أهلُهُ، ثُمَّ قالَ:

يا أهلَ الكوفَةِ، أنتُمُ الأَحِبَّةُ الكُرَماءُ، وَالشِّعارُ دونَ الدِّثارِ [1] ، جِدّوا في إحياءِ ما دَثَرَ بَينَكُم، وإسهالِ ما تَوَعَّرَ عَلَيكُم، واُلفَةِ ما ذاعَ مِنكُم. ألا إنَّ الحَربَ شَرُّها ذَريعٌ، وطَعمُها فَظيعٌ، وهِيَ جُرَعٌ مُتَحَسّاةٌ [2] ، فَمَن أخَذَ لَها اُهبَتَها، وَاستَعَدَّ لَها عُدَّتَها، ولَم يَألَم كُلومَها [3] عِندَ حُلولِها؛ فَذاكَ صاحِبُها، ومَن عاجَلَها قَبلَ أوانِ فُرصَتِها وَاستِبصارِ سَعيِهِ فيها؛ فَذاكَ قَمَنٌ [4] ألّا يَنفَعَ قَومَهُ، وأن يُهلِكَ نَفسَهُ. نَسأَلُ اللَّهَ بِعَونِهِ أن يَدعَمَكُم بِاُلفَتِهِ.

ثُمَّ نَزَلَ. فَأَجابَ عَلِيّاً إلَي السَّيرِ وَالجِهادِ جُلُّ النّاسِ. [5] .


پاورقي

[1] الشِّعارُ: ما ولي الجَسَدَ من الثياب، والدِّثار: کلّ ما کان من الثياب فوق الشِّعار (الصحاح: ج 2 ص 699 «شعر» و ص 655 «دثر»).

[2] الحُسوَةُ: الجُرعَة من الشراب مل‏ء الفم ممّا يُحسي (يشرب) مرّة واحدة (مجمع البحرين: ج 1 ص 408 «حسا»).

[3] الکَلْمُ: الجِراحَةُ، والجمع کلوم (الصحاح: ج 5 ص 2023 «کلم»).

[4] قَمَنٌ وقَمِنٌ وقَمِينٌ: أي خليق وجدير (النهاية: ج 4 ص 111 «قمن»).

[5] وقعة صفّين: ص 114، بحار الأنوار: ج 32 ص 404؛ شرح نهج البلاغة: ج 3 ص 184.