بازگشت

اصناف الجهاد


368. تحف العقول: سُئِلَ [الحُسَينُ عليه السلام] عَنِ الجِهادِ؛ سُنَّةٌ أو فَريضَةٌ؟ فَقالَ عليه السلام: الجِهادُ عَلي أربَعَةِ أوجُهٍ: فَجِهادانِ فَرضٌ، وجِهادٌ سُنَّةٌ لا يُقامُ إلّا مَعَ فَرضٍ، وجِهادٌ سُنَّةٌ.

فَأَمّا أحَدُ الفَرضَينِ؛ فَجِهادُ الرَّجُلِ نَفسَهُ عَنِ مَعاصِي اللَّهِ، وهُوَ مِن أعظَمِ الجِهادِ. ومُجاهَدَةُ الَّذينَ يَلونَكُم مِنَ الكُفّارِ فَرضٌ.

وأمَّا الجِهادُ الَّذي هُوَ سُنَّةٌ لا يُقامُ إلّا مَعَ فَرضٍ؛ فَإِنَّ مُجاهَدَةَ العَدُوِّ فَرضٌ عَلي جَميعِ الاُمَّةِ؛ لَو تَرَكُوا الجِهادَ لَأَتاهُمُ العَذابُ، وهذا هُوَ مِن عَذابِ الاُمَّةِ، وهُوَ سُنَّةٌ عَلَي الإِمامِ وَحدَهُ أن يَأتِيَ العَدُوَّ مَعَ الاُمَّةِ فَيُجاهِدَهُم.

وأمَّا الجِهادُ الَّذي هُوَ سُنَّةٌ؛ فَكُلُّ سُنَّةٍ أقامَهَا الرَّجُلُ وجاهَدَ في إقامَتِها وبُلوغِها وإحيائِها فَالعَمَلُ وَالسَّعيُ فيها مِن أفضَلِ الأَعمالِ؛ لِأَنَّها إحياءُ سُنَّةٍ، وقَد قالَ رَسولُ اللَّهِ صلي الله عليه وآله: «مَن سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أجرُها وأجرُ مَن عَمِلَ بِها إلي يَومِ القِيامَةِ مِن غَيرِ أن يَنقُصَ مِن اُجورِهِم شَيئاً». [1] .


پاورقي

[1] تحف العقول: ص 243 وراجع: الکافي: ج 5 ص 9 ح 1 وتهذيب الأحکام: ج 6 ص 124 ح 217 والخصال: ص 240 ح 89.